أعربت وسائل الإعلام الهندية عن بالغ ترحيبها بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند التي تبدأ اليوم وتستمر ثلاثة أيام، ووصفتها بأنها تفتح فصلاً جديداً في العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بين البلدين.

وأكدت أن الزيارة ستكون مثمرة بين البلدين على كل الصعد، حيث ستشهد توقيع عدد من الاتفاقات بين الجانبين تتناول التعاون في مجالات الصناعة والفضاء والتمويل والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والأمن السيبراني والاستثمارات، فضلاً عن العديد من الميادين والمجالات الأخرى.

علاقات تاريخية

وأبرزت الصحف الهندية بياناً صحافياً صادراً عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية قبيل الزيارة، جاء فيه «إن الزيارة الحالية تأتي عقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الإمارات في أغسطس الماضي، والتي اتفق خلالها البلدان على رفع مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأضاف البيان «تمتعت الإمارات والهند على الصعيد التاريخي بعلاقات وثيقة وودية تقوم على التبادل التجاري المفيد للجانبين والعلاقات المتميزة بين الشعبين، وقد وصلت قيمة التجارة المتبادلة بينهما إلى 59 مليار دولار في 2014-2015، الأمر الذي يجعل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند..

كما تعد الإمارات من بين أكبر المستثمرين في الهند على صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر، وتساهم بشكل كبير في أمن الطاقة في الهند، وتعد سادس أكبر مزود للنفط الخام لها في 2014-2015».

وأفاد البيان «إن الجالية الهندية في الإمارات التي يبلغ قوامها 2.6 مليون نسمة تشكل أكبر مجموعة وافدين في الإمارات، ومساهمتهم الإيجابية والتي تحظى بالتقدير في تنمية البلد المضيف، كانت ركناً مهماً للعلاقات الممتازة بين البلدين».

صندوق استثمار

وحرصت وسائل الإعلام الهندية على إبراز تصريحات المسؤولين الإماراتيين المتعلقة بالعلاقات بين البلدين الصديقين، وأبرزت بصفة خاصة تصريحات معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية لقناة الأخبار الهندية التي وصف فيها العلاقات بين الإمارات والهند بالمميزة..

وأن زيارة مودي للإمارات كانت بمثابة نافذة للتحول الاستراتيجي للعلاقات، مؤكداً التزام الإمارات بزيادة استثماراتها في الهند وبصفة خاصة في البنية التحتية، حيث تصل هذه الاستثمارات الآن إلى عشرة مليارات دولار.

كما أبرزت تأكيد معاليه أن «الهند قارة وليست بلداً، وإذا قرأتم تاريخ الهند السياسي فسوف تعلمون مدى تداخله وتركيبه».

وبدورها توقعت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية أن يمد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارته ليشهد اليوم الأول في «أسبوع صنع في الهند» في مومباي.

ونقلت عن الدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الإمارات لدى الهند قوله «ستؤكد الزيارة في العديد من الجوانب الرؤية التي تم تكريسها خلال زيارة ناريندرا مودي للإمارات في أغسطس الماضي، وسترفع العلاقات إلى التعاون والتنسيق الاستراتيجي حول كل القضايا الإقليمية العالمية».

وقالت صحيفة «مينت» الهندية إن الاتفاقات التي يتوقع توقيعها خلال الزيارة تشمل الاستخدام المدني للطاقة النووية والطاقة المتجددة والفضاء وتقنية المعلومات وصولاً إلى النقل والسكك الحديدية، مؤكدة أن الزيارة ستعكس فتح فصل وعهد جديدين في العلاقات بين البلدين الصديقين في ضوء الشراكة التجارية بينهما التي استمرت قروناً عدة.

وأشارت الصحيفة الهندية إلى أنه على الصعيد الاقتصادي فإن الهند أكدت أنها ستشجع مؤسسات الإمارات الاستثمارية على زيادة استثماراتها في الهند، بما في ذلك إنشاء صندوق استثمار إماراتي هندي في البنية الأساسية بهدف الوصول إلى 75 مليار دولار لدعم الاستثمار في خطط الهند للتوسع السريع في الجيل المقبل من البنية الأساسية وبصفة خاصة السكك الحديدية والموانئ والطرق والمطارات والمناطق والحدائق الصناعية.

ولفتت إلى أنه في الوقت الراهن يبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في الهند 8 مليارات دولار من بينها 2.89 مليار في صورة استثمارات مباشرة، وتتركز الاستثمارات الإماراتية في البناء (16%) والطاقة (14%) والتعدين (10%) وقطاع الخدمات (10%) وبرامج وأجهزة الكمبيوتر (5%).

وفيما يتعلق باتفاقية التعاون للاستخدام المدني للطاقة النووية يحرص البلدان على التعاون فيما يتعلق بمحطات الطاقة وإنشاء مراكز الأبحاث والتنمية لتوسيع نطاق الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

قطاعات مهمة

من ناحيتها أبرزت صحيفة «فايننشال إكسبرس» الهندية الأهمية الكبرى التي يعلقها الجانبان على الاتفاقات المقرر توقيعها خلال الزيارة والتي تشمل نطاقا عريضا من القطاعات في مقدمتها الطاقة النووية والنفط وتقنية المعلومات والفضاء والسكك الحديدية، وهو ما يسهل تدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات الإماراتية إلى الهند.

ويعلق الجانبان آمالاً كباراً على نتائج زيارة ناريندرا مودي إلى الإمارات في أغسطس الماضي من خلال توثيق التعاون السياسي والتجاري والأمني، مع التشديد على قطاعات متعددة من بينها الطاقة والطيران والتقنية والبنية التحتية.

وفيما يتعلق بموضوع الاستقرار الإقليمي، بينت الصحيفة أن البلدين الصديقين يتطلعان إلى توسيع آفاق الحوار والتعاون بينهما في مجالات ذات أهمية بالغة مثل حماية الأمن الإقليمي ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز الأمن البحري والسيبراني.

أهمية بالغة

وعلى صعيد آخر، قالت قناة «إن دي تي في» التلفزيونية الهندية إن زيارة ناريندرا مودي للإمارات في أغسطس الماضي كانت ذات أهمية بالغة، حيث كان أول رئيس وزراء هندي يزور الإمارات في غضون ثلاثة عقود..

وخلال تلك الزيارة أعلنت الإمارات أنها ستستثمر 75 مليار دولار في صورة استثمار أجنبي مباشر في مشروعات البنية التحتية في الهند، لافتة إلى أن المسؤولين الإماراتيين أكدوا أن الهند تعد بالفعل مقصدا جذابا للاستثمار، ولكنه يتعين العمل بشكل مشترك على تسهيل المضي قدماً بالمشروعات.

700 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين

تشكل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند بداية فصل جديد في العلاقات الوثيقة بين البلدين التي امتدت عبر قرون طويلة من التعاون والتفاهم والتنسيق.

وتشير التقارير والإحصاءات الحديثة إلى أن الهنود قد برزوا كمستثمرين مهمين في الإمارات، وبرزت الهند كجهة تصدير مهمة بالنسبة للسلع الإماراتية المصنعة، كما أن هناك 700 رحلة جوية أسبوعية بين المقاصد المختلفة في البلدين.

تعزيز الصداقة

ويجمع المراقبون على تأكيد الأهمية الاستثنائية لهذه الزيارة التي سيجري صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلالها مناقشات معمقة مع كبار المسؤولين الهنود حول سبل تنسيق التعاون وتعزيز الصداقة بين البلدين، فضلاً عن التناول التفصيلي للقضايا الإقليمية والدولية موضع الاهتمام المشترك.

وتتسم علاقات الإمارات السياسية مع الهند بتاريخ طويل واستثنائي وحافل مع وصول هذه العلاقات إلى مرحلة مميزة من الازدهار، وتتسم صلات الإمارات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع الهند التي تعود إلى ما يزيد على قرن من الزمن، بنضج وتعدد الأبعاد.

وقد توثقت العلاقات التجارية الثنائية بصورة متزايدة بين البلدين على مر السنين فيما تتزايد العلاقات على المستوى الشعبي بين البلدين، ويتدفق الكثير من السياح من الإمارات إلى الهند بصورة متزايدة للاستفادة من التسهيلات السياحية والعلاجية المتميزة هناك، ويشكل الهنود غالبية من الوافدين في الإمارات.

ويعد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات والهند جانبا بالغ الأهمية من العلاقات الثنائية بينهما، وقد تطورت هذه العلاقات إلى شراكة مهمة في مجالي الاقتصاد والتجارة بصفة خاصة.

محطات مهمة

ومن المحطات المهمة في العلاقات الوثيقة بين البلدين زيارة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الهند مرتين بصفته رئيسا للدولة وحاكما لإمارة أبوظبي، وكانت أولاهما في عام 1975، والثانية في عام 1992.

وفي السنوات الأخيرة أصبحت العلاقات بين البلدين أكثر اتساعا في نطاقها، وشملت العديد من الميادين، إضافة إلى التجارة والاستثمار مثل الطاقة والفضاء والدفاع والتعاون الأمني.

وقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بزيارة الهند ثلاث مرات الأولى في عام 2007، والثانية في 2010، والثالثة في عام 2011.

كما زار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الهند في عام 2011.

ومن الزيارات المهمة التي قام بها مسؤولون إماراتيون للهند على المستوى الوزاري، زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في أعوام 2007، 2011، 2012 و2013، وزيارة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي في عامي 2009 و2012، وزيارة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد في عام 2014..

وزيارة معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة في العام نفسه، وكذلك زيارة معالي عبيد حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية عام 2012، وزيارة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وبالمقابل تعددت الزيارات المهمة التي قام بها مسؤولون بارزون من الهند إلى الإمارات على المستوى الرئاسي، منها زيارة الرئيس الهندي باراتيبها ديفيسنغ باتيل الإمارات في عام 2010.

كما زار ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند الإمارات عام 2015، وزارها أنديرا غاندي في عام 1981.

ويتوقف المراقبون طويلا عند العدد الكبير من الاتفاقات الثنائية التي تم التوقيع عليها بين الإمارات والهند، وكانت أولاها اتفاقية التعاون الثقافي التي وقعت في يناير 1975، واتفاقية الطيران المدني في مارس 1989، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في 1992، واتفاقية التعاون الإعلامي في أبريل 2000، واتفاقية التعاون الأمني في نوفمبر 2011، واتفاقية الخدمات الجوية في يناير 2014.

81 %

لفتت صحيفة «إنديان إكسبرس» الهندية أنظار قرائها إلى أن الأهمية الاستثنائية لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للهند التي تبدأ اليوم، تظهر بوضوح بالغ في طبيعة الموضوعات التي تتصدر المحادثات المتوقع إجراؤها على امتداد أيام الزيارة الثلاثة، والتي تشمل تعزيز التعاون والصداقة بين البلدين في ضوء التنسيق والتشاور بينهما بصورة متواصلة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية موضوع الاهتمام المشترك.

وشددت الصحيفة الهندية على أن الإمارات تعد أكبر مستثمر عربي في الهند وتقدم 81.2 % من إجمالي الاستثمارات العربية، مشيرة إلى أن التجارة الثنائية بين البلدين تقدر قيمتها بنحو 59 مليار دولار، الأمر الذي يجعل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند في 2014-2015 بعد الصين والولايات المتحدة.

اتفاقات

ألقت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية الضوء على ما يعلقه البلدان على الزيارة من نتائج مهمة تتصدرها توقيع سلسلة بالغة الأهمية من الاتفاقات تشمل قطاعات عدة في مقدمتها اتفاقية التعاون للاستخدام النووي للطاقة النووية.

وأكدت الصحيفة بأن هذه الاتفاقية تعد أول تحالف من نوعه تقيمه الهند مع دولة في غربي آسيا في حين سبق للإمارات توقيع تحالفات مماثلة مع فرنسا وكوريا الجنوبية، وهما البلدان اللذان تجمعهما اتفاقيات تعاون نووي مع الهند.

وذكرت أن الاتفاقات التي سيوقعها البلدان تعد ذات أهمية بالغة، الأمر الذي جعل البلدين يتطلعان إليها خلال فترة ليست بالقصيرة.

استثمارات إماراتية متنوعة في مدينة كوتشين

تضم مدينة كوتشين الهندية استثمارات إماراتية مهمة ومتنوعة، وتعتبر شركة «موانئ دبي العالمية» من بين أقدم الشركات الإماراتية العاملة في الهند، حيث تشغل 34 بالمئة من إجمالي محطات الحاويات في الهند، كما أنها أول شريك موانئ في القطاع الخاص منذ عام 1997.

وقال جيبو كوريان إيتي الرئيس التنفيذي لميناء كوتشين ان موانئ دبي العالمية - كوتشي توفر خدمات موثوقة وراقية وذات قيمة مضافة لتميز المحطة بارتباطها بشبكة الخطوط البرية والسكك الحديدية مما يرفع من مستوى الكفاءة ويساعد العملاء على نقل بضائعهم إلى السوق بشكل أسرع وبسعر تنافسي.

جاء ذلك خلال استقبال جيبو كوريان إيتي وفداً من ممثلي وسائل الإعلام الإماراتية الذي يزور حاليا عددا من المدن الهندية على هامش الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لجمهورية الهند اليوم.

المدينة الذكية

وأكد إيتي أن «موانئ دبي العالمية - كوتشين» تنقسم الى ثلاث مراحل بحيث تتيح المرحلة الأولى التي تضم رصيفا بطول يزيد على 600 متر وغاطس بعمق 14.5 مترا مناولة أكبر سفن الحاويات في العالم..

مشيرا الى أن طاقة الميناء في المرحلة الأولى تصل إلى مليون حاوية نمطية سنويا مع إمكانية زيادتها إلى 1.5 مليون حاوية نمطية في المرحلة الثانية تماشيا مع الطلب في السوق ونحو 4 ملايين حاوية سنوياً بعد دخول المحطة مرحلة التشغيل الكامل.

كما زار الوفد الإعلامي الإماراتي مشروع «المدينة الذكية» في مدينة كوتشين وهو مشروع إماراتي هندي مشترك في ولاية كيرلا بين مجموعة دبي القابضة وحكومة كيرلا.

وقال شادي خوجة مدير الاستراتيجيات بمدينة دبي الذكية إن الفوائد العديدة لمشروع المدينة الذكية في كوتشين لا تقتصر على كونه مشروعا استثماريا يوفر أكثر من 90 ألف وظيفة مباشرة وثلاثة أضعاف هذا الرقم بطريقة غير مباشرة، بل يمتد إلى كونه يشكل علامة مهمة في المكانة العالمية لولاية كيرلا..

حيث سيجذب المشروع العديد من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا إلى الولاية، الأمر الذي سيضعها على رادار الشركات العالمية.

وبين ان مجموعة تيكوم للاستثمارات قد وقعت في الربع الأول من عام 2011 اتفاقية مع حكومة ولاية كيرلا الهندية لإطلاق عمليات تطوير 246 فدانا من الأراضي في المدينة الذكية في كوتشين.

وتوقع خوجة أن تكون المدينة الذكية كوتشين لدى اكتمالها من أكبر مجمعات الأعمال في الهند وتم تزويدها ببنية تحتية متطورة لدعم الأعمال، كما ستضم مجموعة متنوعة من مرافق للبيع بالتجزئة والضيافة والسكن والترفيه، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من المشروع وجهة مثالية للعمل والعيش وفق أرقى أنماط الحياة العصرية، فضلاً عن استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأضاف "تصل مساحة البناء في المشروع إلى 6.21 ملايين قدم مربعة على أقل تقدير وسيكون مخصصا لتكنولوجيا المعلومات لتمكين الخدمات والخدمات المتحالفة معها.

واطلع الوفد الإعلامي الإماراتي على مباني المرحلة الأولى من المدينة الذكية، كما حضر إطلاق أول خط كهرباء لتشغيل المرحلة الأولى من المدينة الذكية.

يذكر ان تاريخ العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند يرجع الى سنوات عدة، حيث كانت التجارة في تلك الفترة تقليدية مثل تجارة التمور والأسماك والأخشاب إلا أن تلك العلاقات قد اتخذت منحى استراتيجيا بعد تأسيس الدولة في عام 1971، حيث زادت التجارة بين الدولتين عبر السنوات.

وساهمت هذه العلاقة التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين الدولتين في استقرار وتعزيز التنويع وتعميق العلاقات بين الدولتين حيث تعمل كلتا الدولتين على تنمية ارتباطاتهما.

التجارة الحرة

يتوقف المراقبون عند اتفاقية التجارة الحرة التي يجري التخطيط لها بين الهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي ستوسع بشكل كبير نطاق الصلات الاقتصادية والاستثمارية.

وقد وقعت الهند ودول مجلس التعاون اتفاقية الإطار لتعزيز التعاون الاقتصادي في نيودلهي عام 2004، وأجرى الطرفان محادثات ممتدة لتحويل هذا الإطار إلى اتفاق متكامل على أساس الفائدة التي يضمنها للجانبين، وقد أجريت أحدث جولة من المحادثات في نيويورك بين وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج ونظرائها في دول مجلس التعاون، الذين وصفت بلادهم بأنها «جزء ممتد من جيراننا».

ويعد مجلس التعاون أكبر شريك تجاري للهند، حيث وصلت التجارة بين الجانبين إلى 137.7 مليار دولار في عام 2014-2015 صاعدة من 5.5 مليارات دولار فقط في عام 2001.