أدى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وعدد كبير من الضباط والأفراد في القوات المسلحة، وجموع من المواطنين الذين توافدوا من شتى أرجاء مناطق الدولة، صلاة الجنازة على جثمان فقيد الوطن الشهيد عبدالله جمعة حسن الشامسي، في مسجد الجامع الكبير في منطقة شعم في رأس الخيمة، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقبرة شعم، ليرقد بجانب الشهيد طارق الشحي.
وأعرب سموه عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد، داعياً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وقدم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة والشيوخ، التعازي لأهل الشهيد في خيمة العزاء.
مؤكداً سموه أن دولة الإمارات تودع اليوم أحد جنودها البواسل الذين قدموا أرواحهم فداء للحق والواجب الوطني ونصرة المظلوم في ميادين العز والشرف، لينعم شعب اليمن بالأمن والاستقرار.
كما أدى الصلاة إلى جانب سموه، الشيخ أحمد بن سعود بن صقر القاسمي، والمهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي، ودعا الجميع الله عز وجل أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
عريسنا للجنة
وقال خلف الشامسي (50 عاماً) الشقيق الأكبر للشهيد: «ليلة السبت احتفلنا بزفاف نجلي، واليوم عزاؤنا بزفاف «عبدالله» عريساً إلى الجنة»، لافتاً إلى أن الشهيد عقد قرانه في الرابع من ديسمبر الماضي، قبل الانضمام للقوات البرية المشاركة في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي للوقوف مع الشرعية في اليمن.
وأضاف «عبدالله»: سافر يوم 3 فبراير الجاري عقب حصوله على إجازة لمدة أسبوع، وكان خلالها مبتسماً ومردداً: «إذا استشهدت سأشفع لكم»، وقال: إن استشهاد شقيقي ليس مفاجأة، فكلنا مستعدون للشهادة دفاعاً عن الوطن وعن الواجب.
وأضاف راشد الشامسي (40 عاماً): نحن 19 أخاً وأختاً «11 ذكراً و8 إناث» بالشهيد عبدالله، وجميعنا ننتمي للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، وداخلهما تعلمنا بذل الغالي والنفيس من أجل الوطن، وهذا مبدأ راسخ لدى أبناء الإمارات سواء كانوا من أبناء القوات المسلحة أو من وزارة الداخلية أو من يعملون بالوظائف الأخرى.
وقال إن استشهاد عبدالله فداءً للواجب الوطني، هو وسام فخر على صدورنا، وإن الأسرة تلقت الخبر باحتساب وصبر كبيرين، إيماناً بأنه كان يؤدي واجبه الوطني لإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق، وهو شرف لا يضاهيه شرف.
لن أرجع
وقال عبدالرحمن (29 عاماً)، إن شقيقه قبل أن يغادر المنزل سأله «أنا ذاهب هل تريد شيئاً»، فقلت له «ماذا تقصد؟»، قال: «أخي يمكن ألا أرجع»، فقام بالسلام علينا الواحد تلو الآخر، لنحتسبه شهيداً، وأضاف إذا كان أخي استشهد فكلنا على دربه ووراءه كباراً وصغاراً، ومستعدون لاستكمال الواجب الوطني، والتوجه إلى أرض المعركة، في طائرة واحدة أو براً أو في أي وسيلة، فنحن لسنا أفضل من «عبدالله» ورفاقه من جنودنا البواسل في أرض البطولة.
وقال ناصر (20 عاماً) الشقيق الأصغر للشهيد عبدالله جمعة الشامسي: جميعنا على استعداد لإكمال مشوار «عبدالله» للدفاع عن الوطن والواجب خلف راية قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
مؤكداً أنه على استعداد للعودة مرة ثانية إلى الأراضي اليمنية لاستكمال مسيرة شقيقه الذي نال الشهادة التي كنت أتمناها خلال التحاقي ضمن جنود الدفعة الأولى التي عادت إلى أراضي الدولة في شهر أغسطس الماضي، قبل أن يذهب الشهيد «عبدالله» ضمن الدفعة الثانية لاستكمال أداء الواجب الوطني.
صانع البسمة
وأشار سالم، شقيق الشهيد، إلى أن جميع أفراد الأسرة كانوا يحرصون على التجمع أيام الجمعة والعطلات، و«عبدالله» كان صانع البسمة داخل المنزل وخارجه، حيث عرف إنساناً متفائلاً بالحياة ومحباً للعائلة والأصدقاء، ليلتحق بالقوات المسلحة عام 2012 للدفاع عن الوطن ومكتسباته.
وتلبية النداء في أي وقت بالداخل والخارج، مؤكداً أن أبناء الوطن فخورون بكوكبة الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً الوطن، بدءاً بالشهيد طارق الشحي إلى الشهيد عبدالله الشامسي، وكلنا على استعداد تام لأن نقدم الغالي والنفيس فداءً للوطن، ونصر الحق والوقوف بجانب الشعب اليمني الشقيق.
وأكد شامس، أصغر الأبناء الذكور، أن الشهيد «عبدالله» كان الأكثر قرباً له، وقال: كان يحرص على تنفيذ طلباتي وشراء كل ما أطلبه منه، وفي عيد ميلادي خلال الأيام الماضية أهداني ساعة جديدة، لتكون آخر الهدايا التي تحمل ذكرى خاصة بالنسبة لي، أتذكره من خلالها، لافتاً إلى أن شقيقه كان يتمتع بمزيج خاص من الروح المرحة والهدوء والصدق والحضور القوي بين الأسرة ومنطقة شعم، وحب الخير للجميع ومساعدة المحتاجين، وتلك الخصال عرفت عنه طوال حياته.