أثمرت الأجواء الماطرة والغائمة التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية في دولة الإمارات هذه الأيام وبالأخص في المناطق الجنوبية التابعة لإمارة رأس الخيمة مثل مناطق ( المنيعي واصفني والشوكة )، صورا إبداعية، وفيديوهات غلبت عليها حس الفكاهة وتصويرا لسكان تلك المناطق الذين تباروا في وصف المشهد المناخي، ولاسيما عند تساقط البرد جراء التقلبات الجوية الحادة خلال الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.



وقد توافد عدد من سكان مناطق الإمارات الأخرى رغم خطورة الوضع جراء استمرار تقلب الجو الذي يستمر ليوم غدا الجمعة لالتقاط صور للحدث المهم الذي لم يشهدوا مثله في حياتهم حيث لم تشهد جبال المنطقة اكتساءها بالبياض الثلجي لجبالها ومساكنها منذ سنين ماضية.

وقد سجلت بعض المناطق تساقط حبيبات كبيرة من البرد، خصوصاً يوم أمس مما اضطر السائقين لتخفيض السرعة لتجنب وقوع حوادث في الطريق. وتتعلق تلك الظاهرة بالأولى منذ أجيال الأمر الذي استغله العديد في التقاط صور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وعرفت الصور والفيديوهات الشخصية التي تحاكي في ذلك أجواء أوروبا التي تشتهر بمناخها البارد والمثلج تداولا كبيرا بين رواد النت، إذ نشطت « هاشتاقات » متعلقة بموجة البرد الأخيرة التي حملت معها ضيفها " الثلج " أو كما نطلق عليه محليا " البرد  " على المسطحات الترابية التي لم يعتد على الافتراش فوقها، وأبدى غالبية المتابعين دهشتهم الكبيرة من رؤية اكتساح البياض في مناطق مختلفة سواء التابعة لإماراتي رأس الخيمة والفجيرة، والتي تعرف بمناخها الصحراوي الجاف على مدار العام، ودرجات حرارتها التي غالبا ما تفوق الثلاثين على مدار الفصول.



أجواء أوروبية




بدوره، أكد المواطن راشد الدهماني من منطقة المنيعي: إلى أن الأجواء باتت بالفعل أروبية، إذا يكتسي الأجواء البرد الشديد إلى جانب رشات الأمطار الخفيفة " نفاف " وإذا يغطي " الثلج " معظم المساحات والجبال المحيطة، فضلا عن جريان الأودية القديمة التي لم نشهد جريانها منذ فترة طويلة، في حين وصلت درجة الحرارة في تلك المناطق إلى أقل من 18 درجات أحيانا. مشيرا إلى أن هذه الظروف المناخية الجديدة استحضرت قصص زمن " الطيبيين " في استعادة الماضي الجميل من جمال الطقس وروعته طوال أيام السنة التي تشهد ربما 3 أشهر أو أربعة من درجات الحرارة العالية.

تندر مناخي



مرد هذا التندر هو التغير المناخي النادر الذي شهدته دولة الإمارات منذ الثلاثاء الماضي، وتحديدا بالمناطق الجنوبية بإمارة رأس الخيمة، عندما غطت حبات البرد الكبيرة مساحات كبيرة من مناطقها وجبالها حتى غدا شديد البياض أشبه بالثلوج. حيث أوضح الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة،  إبراهيم الجروان: إلى أن هذه الأجواء المناخية نادرة الحدوث على الدولة لما صاحبها من هطول كثيف للبرد في بعض المناطق حيث لم تشهد هطولا للبرد بهذه الكثافة منذ أكثر من 30 عاما، صاحبها هطول أمطار رعدية غزيرة في مناطق عدة من الدولة أدت إلى جريان الأودية وصواعق عمت المنطقة. مفيدا بأن الهطول لم يكن ثلج بل عبارة عن حبات برد كبيرة و كثيفة، إلى جانب انخفاض ملحوظ في رجال الحرارة، فيما الثلج يتساقط في درجات حرارة أقل عن 6 درجات مئوية في السطح تماما مثلما حدث من تساقط ثلوج على جبل جيس الأعوام الأخيرة الماضية.