أشارت إحصائيات صادرة عن هيئة الصحة في أبوظبي إلى أن عدد الحالات التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الرئة في الإمارة عام 2013 وصل إلى 77 حالة، حيث بلغت نسبة المرضى من الذكور 73 ٪، ومن الإناث 27 ٪.

وكشفت نتائج الدراسات التي أجرتها «فري تو بريذ» والتي تعدّ إحدى المؤسسات غير الربحية الهادفة إلى مضاعفة أعداد الناجين من سرطان الرئة بحلول عام 2022، أن 77%من مرضى سرطان الرئة يجهلون أعراضه، وأضافت الدراسة أن المرض يعتبر أشد فتكاً وخطراً على الحياة من سرطانات الثدي والبروستات والقولون مجتمعة، إلا أنه بالمقابل يعد من الأمراض القابلة للعلاج، بل والشفاء أيضاً في بعض الحالات.

وأكد الدكتور نوربرت دراير، استشاري الأورام في مستشفى برجيل في أبوظبي، إلى أن شريحة كبيرة من الناس لاتزال تجهل مدى خطورة سرطان الرئة وحجم التهديد الذي يشكله على حياة الإنسان حيث يعتبر سرطان الرئة حاليا أكثر أنواع أمراض السرطان فتكاً على مستوى العالم.

أعراض

وأوضح أن جهل علامات المرض وأعراضه، يعزز بدوره فرضية أن أعداداً كبيرة من المصابين لا يتم تشخيصهم إلا بعد أن يكون المرض بلغ مراحل متقدمة تتضاءل فيها فرص العلاج إلى حد كبير.

وأضاف «يعزز الكشف المبكر عن سرطان الرئة فرص المرضى في البقاء على قيد الحياة بشكل كبير ولا تظهر في كثير من الأحيان على المرضى أية أعراض على الإطلاق، أو قد تظهر أعراض مشابهة لأمراض أخرى تشمل السعال وظهور الدم في البلغم، وضيق في التنفس، وصفير عند التنفس، وبحة في الصوت، وألم في الصدر والشعور بالتعب والإرهاق ويتيح الكشف المبكر اللجوء إلى مجموعة أكبر من خيارات العلاج، وبالتالي يساهم في إنقاذ حياة مزيد من المرضى».

وتحدث الإصابة بسرطان الرئة عندما تبدأ خلايا غير طبيعية في إحدى الرئتين أو كلتيهما بالتكاثر بصورة خارجة عن السيطرة، سواءً كان ذلك في القصبات والشّعب الهوائية أو الأنسجة الرئوية ويعتبر التدخين السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة.

واختتم الدكتور دراير بالقول «على الرغم من أننا معرضون جميعاً لخطر الإصابة بسرطان الرئة، بما في ذلك الذين لم يدخنوا في حياتهم على الإطلاق، إلا أننا ننصح الذين يدخنون بكثرة ومنذ فترة طويلة على وجه الخصوص بإجراء فحوصات دورية سنوية للكشف المبكر عن سرطان الرئة ويعتبر هذا المرض أحد الأمراض القابلة للعلاج، بل والشفاء أيضاً في بعض الحالات، ولذلك فمن الضروري المبادرة إلى إجراء الفحوصات اللازمة فور ظهور الأعراض».

مسببات

ووفق هيئة الصحة في أبوظبي يعتبر التدخين سبباً لإصابة ما يقارب 9 من كل 10 حالات بسرطان الرئة ودخان التبغ يحتوي على أكثر من 4 آلاف من المركبات الكيميائية المسرطنة وتدخل هذه المركبات بمادة كيميائية أولية أو اثنتين في تركيبة دخان التبغ وتعرف باسم النتروزامين والهيدروكربونات العطرية المتعددة كما أن التدخين السلبي، أو استنشاق دخان التبغ المنبعث من المدخنين الآخرين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة من 20 إلى 30 %ويعد الرادون ثاني أكبر مسبب لسرطان الرئة بعد التدخين وهو عبارة عن غاز مشع يتواجد بشكل طبيعي ويأتي من كميات ضئيلة من اليورانيوم الموجودة في كل الصخور والتربة وكما يمكن لغاز الرادون أن يتراكم في المنازل والمباني الأخرى وقد يسبب السرطان أيضا بعض المواد الأُخرى مثل الأسبستوس.

فرص

وتؤكد هيئة الصحة أن الشخص الذي أقلع عن التدخين، تكون فرصة منع إصابته بسرطان الرئة تعتمد على العمر الذي بدأ فيه التدخين، ومدة السنوات التي توقف فيها عن التدخين وكمية السجائر التي كانت تدخن، وطول الفترة الزمنية التي أقلع خلالها عن التدخين فالشخص المقلع عن التدخين لمدة 10 سنوات، تنخفض خطر إصابته بسرطان الرئة بنسبة 30 إلى 50 %والفحص المبكر هو عملية كشف عن وجود السرطان في الناس الذين ليس لديهم أعراض المرض ومن شأنه أن ينقذ الأرواح.

أعراض

تتمثل أعراض سرطان الرئة في الصدر في السعال المستمر أو الشديد، ألم في الصدر، والكتف، ليس له علاقة بالألم الناتج من السعال، تغير في لون أو حجم البلغم، ضيق في التنفس، تغير في الصوت فيصبح أجشاً، ظهور صوت قاس كالصرير مع كل نفس، ظهور مشاكل متكررة في الرئة مثل التهاب القصبات أو التهاب الرئة، سعال مصحوب ببلغم أو مخاط، وخاصة إذا كان مصحوباً مع الدم.