أوصى المشاركون في الجلسة التخصصية لمناقشة موضوع «الطلاق المبكر في مجتمع الإمارات.. الأسباب والحلول) تحت شعار»أسرتي كياني«التي نظمها مركز مودة الأسري التابع لجمعية أم المؤمنين في عجمان بإنشاء مراكز أسرية متخصصة لعلاج المشكلات الأسرية مع التركيز على التنشئة الاجتماعية للشباب من الجنسين، وتضمين المناهج الدراسية مادة للحياة الأسرية تدرس لطلبة المرحلة الثانوية من خلال طرح مادة علمية متدرجة لجميع مستويات التعليم متخصصة في مجال التأهيل الأسري وإدراجها ضمن خطة المناهج التعليمية.
واستعرض المشاركون بعض الحالات والأرقام التي أظهرت أن هناك ازدياداً ملحوظاً في نسب الطلاق خصوصاً بين المتزوجين الجدد دون أن يقابل ذلك اجراءات عملية تحجم من هذه الظاهرة.
توعية وتثقيف
وركزت الشيخة عزة بنت عبدالله النعيمي رئيسة اللجنة الدائمة للتنمية الاجتماعية، على أهمية تحمل المسؤولية بين الزوجين، ووضع عقوبات لطالبي الطلاق دون أسباب جوهرية كالحرمان من الضمان الاجتماعي أو المسكن على سبيل المثال.
وتحدثت عن بعض جهود اللجنة في وضع اليد على الأسباب الجوهرية المؤدية إلى الطلاق ومنها دراسة لحالات من خلال استبيان لمطلقين من الجنسين شمل عينة بحثية بلغت 200 شاب وشابة من المطلقين، لافتة إلى أن ابرز الأسباب التي توصلوا لها كانت اجتماعية وأسرية وأخرى سلوكية، معتبرة أن هناك حاجة إلى ضخ مزيد من التوعية والتثقيف المتعلقة بالإرشاد الأسري والنفسي للزوجين قبل وبعد الزواج.
بدورها كشفت هناء احمد صوينع مديرة مكتب وزارة تنمية المجتمع في عجمان عن وجود 196 مطلقة تحت سن الـ35 في عجمان، مؤكدة أن ابرز أسباب الطلاق تتمثل في عدم الاحترام واختلاف المستوى التعليمي والاجتماعي للزوجين وعدم انجاب الزوجة، وإهمال الزوج لأسرته بسبب الإدمان أو لزواجه بأخرى، واستخدام العنف اللفظي والبدني.
وأشارت إلى ضرورة تقوية دور قسم التوجيه الأسري في المحاكم وتزويدها بمختصين في مجال الإرشاد والإصلاح الأسري من الجنسين.
حالات سطحية
بدورها قالت موزة الخضر الباحثة الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع إن لديها حالات طلاق كثيرة تندرج تحت إطار»سطحي«، مشيرة إلى أن إحدى الحالات التي صادفتها خلال عملها هي طلاق شابة بسبب إنجابها طفلاً معاقاً.
وطالبت الخضر بضخ المزيد من برامج التثقيف والتوعية قبل الزواج وبعده، محذرة الأهالي من اتخاذ مواقف سلبية حيال مشاكل أبنائهم إما عن طريق تضخيمها أو الإحجام عن حلها أو التدخل فيها.
من جانبه استعرض القاضي حمود بن عبدالله الحمود رئيس المحكمة الشرعية في عجمان ابرز أسباب الطلاق، اولها النظر إلى الزواج باعتباره تفريغاً لغريزة وقتية ما يجعل الزوج يصطدم بمتطلبات الحياة ومسؤولياته فيعجز لعدم تهيئته بشكل صحيح إلى جانب افتقار مهارة التواصل بين الزوجين وسوء الاختيار التي تعتبر من اهم أسباب حدوث الطلاق، إضافة إلى العنف الجسدي واللفظي.