لم يخلُ بيت ولا «فريج» من ضحكات أطفال يلعبون «التيلة» بكل متعة وإعجاب، منسجمين مع أصوات ضربها ببعض.. كان ذلك في الماضي حيث أدوات الرفاهية في حدود بسيطة.

«التيلة» هي بلورات زجاجية مستديرة الشكل، بحجم حبات الخرز الكبيرة، ولها ألـوان مختلفـة تميزهــا عـن غيرهـا.

عبيد علي أحد من مارسوا هذه اللعبة التراثية التي ظلت رائجة لدى المزيد من أطفال القرن الماضي، قال إن الأطفال هدفوا خلال ممارستهم «التيلة» إلى كسب أكبر عدد من «التيل»، حين كانت «التيلة» من أكثر الألعاب المحببة لدينا، مشيراً إلى أن الأولاد والبنات كان يلعبونها على حد سواء.

وقال: في الماضي كنا نميّز لاعبها كثير «التيل» بأنه «مصوّب» متميز ورابح مبدع في جولاته الميدانية، وهو بالتالي خصم منافس يخشـى منازلتــه كثيــرون.

وأوضح عبيد أنه من الممكن أن يشترك في «التيلة» عدد من الصبية المتنافسين، يتراوح عددهم بين 2 و6 أشخاص غالباً.

وتلعب «التيلة» بطرق عدة، فبعد تحديد الحفر «الأكوان» داخل منطقة اللعب وخط البداية، يبدأ اللاعب الأول بالضربة الأولى بقذف التيلة ودفعها بإصبع اليد الأوسط عن طريق التصويب باتجاه «الكون» الأول، وفي حال عدم تمكنه من إدخالها «الكون» الأول، يلعب اللاعب الثاني وهكذا، وفي حال قرب «التيلة» الخاصة باللاعب الأول مثلاً من «الكون»؛ الحفرة الأولى؛ يسأل اللاعب الذي يليه: تريد التيلة أم الكون؟ فيجيب مثلاً: «الكون» فيقذف اللاعب الأول بالتيلة داخل الكون، ثم يحاول بعد ذلك إصابة «تيلة» اللاعب الثاني من فوق حافة الكون والذي يعتبر في منطقة أمان، وبالتالي يحق للاعب أن يتابع لعبه، وفي حال إخفاقه بإصابة الهدف، يلعــب اللاعــب الثانـي وهكـذا.

أما إذا استطاع اللاعب الأول إصابة تيلة اللاعب الثاني، يسأل الثالث: تريد «التيلة» ولا «الكون» فيقول الكون، فيقذف بتيلته داخل الكون، ثم يصوب لتيلة اللاعب الثالث، وكلما أصاب تيلة لاعب آخر يأخذها ويقوم اللاعب باللعب من جديد من منطقة الرمي، وهكذا، ويحق للاعب أن ينتقل إلى الكون الثاني أو الثالث هرباً من إصابة تيلته، حيث يكون في مكان آمن وتستمر اللعبة حسب إتقان اللاعبين وليس لها وقت محدد.