أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، مركز الإمارات للمعرفة الحكومية التابع لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في مقر الكلية بهدف تعزيز التميز الحكومي في دولة الإمارات وتعميم التجارب الناجحة والخبرات المتراكمة، حيث سيعمل المركز على توثيق التجربة الإماراتية المتميزة وإعادة إنتاج وتبادل المعرفة بين المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات والمنطقة العربية.
وقال سموه: إن إطلاق المركز يترجم على أرض الواقع النهج الذي أسسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ناحية تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة للأشقاء في المنطقة، وهو النهج ذاته الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الوقت الذي أصبحت فيه دولة الإمارات بقيادة سموه مركزاً رئيساً للإشعاع الحضاري في المنطقة بما حققته من إنجازات نوعية في مختلف المجالات أهلتها لاحتلال مواقع ريادية عديدة على المستوى العالمي، بما في ذلك القطاع الحكومي الذي أحرزت فيه دولتنا تقدماً لافتاً خلال السنوات الماضية.
وأكد سمو ولي عهد دبي أن التوجيهات السديدة والمتابعة الدائمة والتشجيع المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للقطاعات الحكومية بكافة مكوناتها كان لها أثرها الواضح في الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي وتعزيز أدائها وتطوير قدراتها إلى الحد الذي أصبحت فيه تتفوق بجودة خدماتها على العديد من نظيراتها في كثير من دول العالم الأكثر تقدماً، لتصبح التجربة الإماراتية في هذا المضمار نموذجاً يحتذى بما راكمته من تجارب ومبادرات ومشاريع نوعية أهلّتها بجدارة لتبوؤ مكانة متقدمة في العديد من التقارير والمؤشرات العالمية.
وأضاف سموه: «يسعدنا أن نقدم اليوم إضافة جديدة تدعم العمل الحكومي محلياً وإقليمياً بإطلاق هذا المركز المتميز الذي يترجم النهج الذي طالما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولتنا لا تبخل بتجاربها ومعرفتها في المجالات التي تفوقت فيها على أحد، وأنها تضع مجمل تلك التجارب في متناول كل الأصدقاء والأشقاء، في حين نحرص كذلك على الاستفادة من التجارب الناجحة والمتميزة من حولنا، ونحن نأمل أن يكون هذا المركز نافذة جديدة لتوثيق التعاون مع باقي دول المنطقة نحو الارتقاء بقدرات وكفاءة القطاع الحكومي عبر تبادل التجارب والخبرات، وبأسلوب مؤّثر يمكننا من تجاوز التحديات المحيطة التي فرضتها متغيرات سريعة ومتلاحقة، ويعظّم من فرص المنطقة ويؤكد قدرة حكوماتها على الوصول إلى آفاق تنموية جديدة ارتكازاً على أداء حكومي قوي وفعّال بما يكفل لها تحقيق ما تصبو إليه من نجاحات وإنجازات تخدم شعوب المنطقة».
حضر حفل الإطلاق معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي حميد محمد القطامي، رئيس مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وأعضاء مجلس أمناء الكلية، والدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي للكلية .
نموذج عالمي
قال معالي حميد محمد القطامي، رئيس مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، «إن النموذج العالمي الذي أسسته دبي لعلوم الإدارة والأداء المؤسسي وقيادة المؤسسات الحكومية والخاصة، يمثل مضمون الدور المهم الذي تقوم به الكلية، تجاه الارتقاء بأنظمة العلوم والمعرفة والتنمية، مستندة في ذلك إلى نجاحات دبي وتجاربها المميزة، التي يوجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بفكر سموه ورؤيته السديدة.
إنجازات
قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، «أثبتت الإمارات للعالم، أن الأمم يمكنها أن تحقق إنجازات في وقت قياسي يجعلها قادرة على أن تسبق مثيلاتها في مستوى تنافسيتها.
وبإطلاق المركز نكون قد وضعنا لبنة أخرى في صرح التعليم الأكاديمي للعمل الحكومي وبما يسهم في إشراك كافة الكوادر الوطنية لنشر خبراتهم ومعارفهم ».
منصة
سيباشر المركز نشاطه كمنصة رسمية شاملة تجمع أفضل الممارسات للعمل الحكومي، وسيشمل بوابة إلكترونية ستسهم في سهولة نشر ثقافة المعرفة، إذ سيعمل المركز على تعزيز الحوار المعرفي وتبادل الأفكار من أجل التوثيق العلمي للتجارب الحكومية وأفضل الممارسات وإثراء المناهج التدريبية والتعليمية بتطبيقات الإدارة الحكومية، وتمكين أصحاب الخبرة من الكوادر الوطنية من نقل المعارف والخبرات عن طريق تقديم الاستشارات الإدارية والدورات التدريبية للأفراد.
مرجعية في الاستشارات الحكومية
يشمل مجال الخدمات الاستشارية مجموعة من البرامج التي تهدف للوصول بالمؤسسات الحكومية إلى تطبيق المعايير الدولية للأداء الحكومي وزيادة قدراتها التنظيمية من خلال الجمع بين أحدث النظريات الإدارية والتجارب والخبرات المتراكمة.
وتهدف تلك الاستشارات المتقدمة إلى مساعدة الجهات الحكومية على تقديم خدمات ومنتجات متميزة قادرة على مواجهة منافسة وتحديات العولمة وتمكنها من تحقيق أعلى نسب الرضا والسعادة لدى المواطنين والمقيمين، ومن بين البرامج التي تقدمها الخدمات الاستشارية للمركز هي برنامج بناء القدرة المؤسسية لإدارة المعرفة، وبرنامج التميز المؤسسي، وتطوير الخدمات لإسعاد المتعاملين، ومنظومة البيانات المؤسسية، بالإضافة إلى برنامج منظومة الحوكمة المؤسسية، وبرنامج قياس وتعزيز الثقافة المؤسسية.
وسيعتمد المركز على خبرات العديد من أفضل الكوادر الوطنية والإقليمية والعالمية المتخصصة في مختلف فروع الإدارة الحكومية والتميز المؤسسي من حملة الشهادات العليا، حيث يتم انتقاؤهم بعناية فائقة ممن لديهم التراكم المعرفي والعملي المناسب الذي يمكنهم من تقديم أفضل الحلول العصرية المواكبة لأكبر التحديات الإدارية تعقيداً مع مراعاة توافقها مع البيئة الحكومية الحاضنة.
برامج متخصصة
في حين يقدم المركز مجموعة من البرامج المتخصصة التي سيتم تصميمها بالشراكة مع الدوائر والمؤسسات الحكومية بهدف نقل الخبرة العملية إلى الدول العربية ومساعدة المؤسسات على استغلال كامل إمكاناتها من خلال تقديم حلول متكاملة لبناء القدرات في مجالات معينة.
وتشمل هذه البرامج المتخصصة: إدارة المطارات، الموانئ، والمحاكم، والطرق والمواصلات، وإدارة الجمارك، بالإضافة إلى إدارة المالية العامة.
وفيما يتعلق بالزيارات المعرفية فإن المركز سيعمل على تنظيم الزيارات التعريفية الميدانية للمؤسسات الحكومية كجزء من البرامج التدريبية، أو تنظيمها كرحلة علمية مستقلة، بحيث يقوم المركز بتنظيم الزيارات المعرفية للوفود الزائرة من خارج الدولة إلى المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات.
سفراء وشركاء
جدير بالذكر أن المركز قام باختيار سفراء المعرفة المتخصصين من ضمن قاعدة البيانات المعتمدة لتدريب كبار المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين وصقل مهاراتهم القيادية وتوسيع مجال معرفتهم حول أحدث التطورات في السياسات العامة، وذلك باستثمار أحدث أساليب التعليم المبتكرة وإثرائها بالدراسات والأبحاث الواقعية ودراسات الحالة الناجحة المطبقة في العمل الحكومي.
وبهدف تعزيز التميز الحكومي وتعظيم الاستفادة من الخبرات والتجارب المحلية، أطلق مركز الإمارات للمعرفة الحكومية أول برنامج وطني لتمكين المستشارين الإداريين تحت عنوان «المستشار الإداري المعتمد» الذي يهدف إلى تمكين أصحاب الخبرة من الكوادر الوطنية من نقل المعارف والخبرات عن طريق تقديم الاستشارات الإدارية.
اختصاصات
ــ يباشر المركز نشاطه كمنصة رسمية شاملة تجمع أفضل الممارسات للعمل الحكومي
ــ يشمل بوابة إلكترونية ستسهم في سهولة نشر ثقافة المعرفة وتعزيز الحوار المعرفي
ــ تبادل الأفكار من أجل التوثيق العلمي للتجارب الحكومية وأفضل الممارسات
ــ إثراء المناهج التدريبية والتعليمية بتطبيقات الإدارة الحكومية
ــ تمكين أصحاب الخبرة من نقل المعارف والخبرات عن طريق تقديم الاستشارات الإدارية
ــ يقدم المركز الاستشارات الإدارية للمؤسسات الحكومية في الدولة وخارجها
ــ تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية
ــ توفير قنوات رسمية للزيارات المعرفية للمؤسسات الحكومية للاطلاع على التجارب والخبرات
ــ تهدف أنشطة المركز إلى رفع مستويات الأداء الحكومي وتعزيز قدرات المؤسسات الحكومية