شهد اللواء عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، فعاليات اليوم الثاني للملتقى الدولي الحادي عشر لأفضل التطبيقات الشرطية، الذي تنظمه الإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، تحت شعار «استشراف المستقبل في العمل الشرطي».

وناقش قادة الشرطة المشاركون في الملتقى النظرة المستقبلية للعمل الشرطي واستراتيجية منظمة الإنتربول المقبلة، ومكافحة الجرائم الإلكترونية في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى «الابتكار» في العمل الشرطي عبر استخدام أحدث التطبيقات والبرامج والتقنيات الحديثة كالطائرة دون طيار، والسيارة ذاتية القيادة، واستخدام النظم الذكية في التعرف على أرقام لوحات السيارات، وتطبيق مفاهيم الجودة الشاملة في العمل الشرطي.

نظرة مستقبلية

وبدأت فعاليات اليوم الثاني للملتقى بورقة عمل ليورجن ستوك الأمين العام للشرطة الدولية «الإنتربول» بعنوان «العمل الشرطي العالمي نظرة مستقبلية»، حيث استهلها بتهنئة اللواء عبد الله خليفة المري لتوليه منصب القائد العام لشرطة دبي، مؤكداً أنه يتمتع بخبرة عالية وسيساهم في تحقيق المزيد من الريادة لشرطة دبي.

كما أثنى يورجن على الجهود التي بذلها المغفور له بإذن الله الفريق خميس مطر المزينة القائد العام السابق لشرطة دبي، في تطوير مسيرة العمل الشرطي، مشيراً إلى أنه كان يتمتع بمهنية شرطية عالية ساهمت في تكريس الأمن والأمان في إمارة دبي.

مكافحة الإرهاب

من جانبه، استعرض باتريك ستيفنز مدير مكافحة الإرهاب في الانتربول، الشرطة الفيدرالية البلجيكية استراتيجية الانتربول لمكافحة الإرهاب، والأهداف والحلول الموضوعة، مشيرا في بداية حديثه إلى الهدف الأول المتمثل في مساعدة البلدان الأعضاء في كشف وتحديد هوية أعضاء الجماعات الإرهابية العابرة للحدود والكشف عن مصادرها، وذلك عن طريق الحفاظ على سلاسة انتقال البيانات الدولية بين منظمات إنفاذ القانون حول العالم، وتعزيز تدفق البيانات من القوات المسلحة المتواجدة في المناطق الساخنة إلى الأجهزة الشرطية المتصلة بالانتربول، إضافة لتعزيز الاندماج الممنهج لاستخدام الدلائل الحيوية (البايومتريكس).

الجرائم الإلكترونية

أدار جلسات المحور الثاني الرائد دكتور راشد الغافري خبير في الإدارة العامة للأدلة الجنائية علم الجريمة بشرطة دبي، وتضمن الجرائم الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، واستهلها مايك ستالا بالحديث عن الجانب المظلم للشبكات العنكبوتية ضمن ورقته البحثية «أسلحة الدمار الشامل والشبكة المظلمة»، متطرقا إلى الجوانب الخفية في عالم الانترنت، والشبكات التي يتعذر على السلطات الوصول إليها أو فرض سيطرتها القانونية عليها وتعقب مستخدميها، ضاربا المثل بأكثر الشبكات شيوعا وهي «TOR».

استثمار «التواصل الاجتماعي»

بدوره، تطرق ماريو روغس قائد في جامعة الشرطة للعلوم التطبيقية في ورقته البحثية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والشرطة، وضرورة استثمار الأجهزة الشرطية لهذه المواقع لتعزيز تواصلها مع المجتمع، مؤكدا في حديثه أن لا منهجية مشتركة حتى اليوم للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.

وبيّن ماريو أن واجهة مواقع التواصل الاجتماعي لا ترقى إلى مستوى وسمعة الأجهزة الشرطية والأمنية، وأن محتواها مازال يغلب عليه الخطاب الرسمي في التواصل مع الجمهور، وهذا من شأنه عرقلة توثيق العلاقة مع أفراد المجتمع، مضيفا أن أعداد المتابعين المرتفعة لا تعني بالضرورة جودة المحتوى.

وفي جانب جرائم الاحتيال الالكترونية، تناولت الدكتورة كاساندرا كروس محاضرة في كلية الحقوق في كويزلاند في ورقتها البحثية التي جاءت تحت عنوان «استخدام الاستخبارات المالية لاستهداف الاحتيال عبر الانترنت» دراسة حالة أسترالية تم فيها اتباع منهجية مبتكرة لمواجهة هذا النوع من الجرائم.

محور الابتكار

وبالانتقال إلى المحور الثالث وهو محور الابتكار والذي أدار جلساته المقدم منصور القرقاوي مدير إدارة الشؤون الإدارية في الإدارة العامة للشؤون الإدارية، تناول بدايته سكوت ميلر عميل في المباحث الفيدرالية ومساعد مدير إدارة الرقابة الجوية في مكتب التحقيقات الفيدرالية أهمية استخدام الطائرات بدون طيار في الأعمال الشرطية، مثل تعقب السيارات المشبوهة وتأمين الفعاليات وتغطية الحوادث التي يصعب الوصول اليها بسبب طبيعتها الجغرافية.

وأوضح ميلر أن الطائرات بدون طيار تتميز بإيجابيات عديدة لعل أهمها إمكانية استخدامها في مختلف الأحوال الجوية، وصعوبة تعقبها، وفعاليتها الكبيرة وقلة التكلفة المطلوبة، وإمكانية تزويدها بحمولات متعددة وكاميرا ذات تقنيات متقدمة.

الإبداع في التحقيق

ومن ثم تناول هارو كراس قائد ونائب مدير المباحث الجنائية في شرطة أمستردام «الإبداع في التحقيق الجنائي»، مؤكدا ضرورة اتباع منهجيات مبتكرة في الإدارة وبرامج حماية الشهود، واتخاذ معايير مضادة واستباقية تستشرف المستقبل للحد من الجرائم الجنائية، وأهمية تعزيز العلاقة والتواصل مع أفراد المجتمع.

نظام التعرف التلقائي

وتحدث العميد الدكتور خالد المري، نائب مدير الإدارة العامة للعمليات لشؤون الاتصالات، في ورقته عن نظام التعرف على قراءة لوحة الأرقام المطلوبة، مؤكداً أن هذا النظام ساهم في زيادة عدد الضبطيات للمركبات المطلوبة وقلل من تكاليف التشغيل، وعزز من الشعور بالأمن والأمان في إمارة دبي، وأصبحت شرطة دبي الجهاز الشرطي الأول على مستوى الشرق الأوسط الذي يقوم بتطبيق نظام يعمل بشكل آلي لضبط المركبات المطلوبة.

إدارة الجودة

اختتمت جلسات اليوم الثاني بولين يه، القائد العام السابق لشرطة سنغافورة، بورقة عن تجربة تطبيق مفاهيم إدارة الجودة الشاملة من قطاع الصناعة على قطاع الأمن وتحديدا الطيران، موضحة أن العمل في مجال أمن الطيران يعد عملا فريدا يتطلب إيجاد توازن بين متطلباته الأساسية من حيث اتباع إجراءات أمنية تشغيلية صارمة للغاية وتقديم خدمة للعملاء بجودة عالية تسعد المسافرين في ذات الوقت، مؤكدة أن تحقيق كلا الأمرين ليس أمرا مستحيلا وإنما يمثل تحديا فقط.

آفاق أمنية واعدة

شهد اليوم الثاني لفعاليات ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية الحادي عشر مجموعة من ورش العمل حضرها العديد من أفراد شرطة دبي للحصول على الخبرات الشرطية في مجال استخدام الدراجات الهوائية في العمل الشرطي، وأمن الطريق، والتحقيق في المسرح الجنائي.

وقدم جيمس ديمنت مدرب معتمد في شرطة سياتل في الولايات المتحدة الأميركية – قسم تدريب الدراجات الهوائية، ورشة عمل حول استخدام الدراجات الهوائية في إدارة الحشود والفعاليات، مشيرا إلى أن الدراجات الهوائية باتت تلعب دوراً هاماً في العمل الشرطي كونها تمكن رجال الشرطة من الوصول إلى أماكن الحشود بسهولة ويسر خاصة في ظل الازدحامات التي تشهدها المدن.

فكّ التجمعات

وبين أن شرطة سياتل استخدمت الدراجات الهوائية في التعامل مع احداث شغب حدثت في الولاية ولمست أن الدرجات حققت عدة إيجابيات منها سهولة التنقل لأفراد الشرطة، والقدرة على اتخاذ الإجراءات والقرارات السريعة في حالة وجود أي إساءة، وإمكانية استخدام الشرطي للدراجة كعازل بينه وبين أي شخص يحاول الاعتداء عليه.

تفقد

تفقد اللواء المري معرض الابتكارات المصاحب لفعاليات الملتقى، والذي تضمن أحدث التقنيات والابتكارات التقنية والذكية، التي طورتها مختلف الإدارات العامة في شرطة دبي، كطائرات بدون طيار وجهاز التبليغ الذكي والرادارات الحديثة والروبوتات والخدمات الذكية على الهواتف، إضافة إلى مشاركة سيارات شرطة دبي الفارهة في فعاليات الملتقى.