انطلاقاً من حرص بلدية دبي على بناء مدينة سعيدة ومستدامة من خلال الخدمات والمرافق العديدة التي تقدمها للمقيمين والزوار والسياح، وحفاظها على جماليات المدينة وخضرتها الدائمة، كونها الدائرة الحكومية المسؤولة عن تغطية الإمارة بالمساحات الخضراء، والحفاظ عليها وصيانتها وضمان استدامتها، أكدت البلدية التزامها باقتراح وتنفيذ السياسات والقوانين والإجراءات ذات العلاقة بتخطيط وتنفيذ مشاريع البستنة والتشجير، لزيادة المساحات الخضراء وتطويرها وضمان استمرارها على مدار العام مع اختلاف الفصول وتغيرات المناخ.

 

 وقال المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي إن إدارة الحدائق العامة والزراعة تعمل وفقاً لاستراتيجية معتمدة على مستوى الإمارة لنشر الرقعة الخضراء وتهدف إلى زراعة 25% من المساحة الحضرية للإمارة، منها 8% في المناطق العامة الحضرية الواقعة تحت الإشراف المباشر للبلدية، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية تهدف لزراعة 12200 هكتار في المناطق العامة الواقعة تحت إشراف البلدية.

2.3%

وذكر أن إجمالي المساحات المزروعة حالياً بلغ حوالي 3445 هكتاراً، من مساحات خضراء في شوارع وحدائق المدينة بالمناطق العامة الحضرية الواقعة تحت إشراف البلدية، وبنسبة 2.3%، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف أيضاً إلى تخصيص 25 متراً مربعاً كنصيب للفرد الواحد من المساحات الخضراء كهدف استراتيجي.

حيث ما تم تحقيقه حالياً هو 13.31 متراً مربعاً من المساحات الخضراء في المنطقة العامة الحضرية الواقعة تحت إشراف البلدية، في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بـ10 أمتار مربعة من المساحة الخضراء كحد أدنى للفرد، بينما يوصي برنامج الأمم المتحدة بـ9 أمتار مربعة كحد أدنى من المساحة الخضراء كنصيب للفرد، ويوصي الاتحاد الأوروبي بـ7 أمتار مربعة كحد أدنى من المساحة الخضراء، وهو ما يؤكد الدور الهام الذي تقوم به البلدية.

إنجاز

وقال: «ما تم تحقيقه في هذا المجال حتى الآن يعود الفضل فيه للقيادة الرشيدة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ودعمه الدائم لنا وتوفير الموازنات والموارد لتمكين فرق عملنا بالدائرة».

وأضاف: «لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الواردة في خطة الدائرة نؤكد التزامنا بالعمل من خلال خططنا الاستراتيجية والتشغيلية المعتمدة في مجال نشر الرقعة الخضراء والتي يتم إعدادها بالتنسيق مع شركائنا الاستراتيجيين.

حيث إن المساحات الخضراء المزروعة في شوارع وتقاطعات وحدائق المدينة وطرقها الخارجية المحققة بلغت 7.5 ملايين متر مربع من المسطحات الخضراء و3.3 ملايين متر مربع من مغطيات التربة، و1.6 مليون متر مربع زهوراً و45 ألف شجرة نخيل بلح، و650 كيلومتراً من الأسوار النباتية».

تطور

وأكد لوتاه أهمية المساحات الخضراء للمدينة وسكانها مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التطور السريع الذي تشهده الإمارة من تشييد للأبراج، وإقامة المناطق العمرانية الجديدة، واستحداث وتطوير شبكات الطرق والجسور والمنشآت التجارية والصناعية وشبكات النقل الجماعي كالمترو والترام ومواقف السيارات والتي نتج عنها مناطق أسفلتية وكتل خراسانية ساهمت في تكوين الجزر الحرارية نتيجة للمساحات الشاسعة من الأسفلت.

مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الغبار وأول وثاني أكسيد الكربون في الهواء بالإضافة إلى التلوث البصري، إلا أن المساحات الخضراء والأشجار والشجيرات المزروعة أدت إلى تحسين ظروف البيئة والصورة البصرية للمناطق التي يعيش فيها الإنسان.

ومن جهته قال المهندس محمد عبدالرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي إن الإدارة انتهت من تنفيذ 55 مشروع بستنة وتشجير خلال العام الماضي، تتضمن زراعة شوارع ودوارات ومساجد وتقاطعات وحدائق ومحميات وطرق خارجية، ويجرى العمل لإنجاز 21 مشروعاً تتراوح نسبة إنجازها بين 10 و80% ويتوقع الانتهاء منها خلال الربع الأول من العام الجاري.

وذكر أن كافة النباتات التي تتم زراعتها ضمن مشاريع البستنة والتشجير في الإمارة، من إنتاج مشاتل البلدية.

لافتاً إلى أن الإدارة تعتمد على أشجار ونباتات البيئة المحلية في مشاريع تشجير الطرق الخارجية والمحميات وبعض مشاريع البستنة نظراً لما تتميز به هذه النباتات من العديد من المميزات فاحتياجاتها المالية قليلة، وهي قوية النمو وتتحمل الظروف البيئية، ومقاومة للآفات وتتحمل الملوحة المرتفعة، وتكلفة صيانتها منخفضة.

نمو سكاني

وقال العوضي: «بالتوازن مع النمو السكاني والانتشار العمراني تعمل البلدية على توفير الحدائق العامة والمتنزهات وفقاً لأفضل الممارسات التخطيطية لتوفير المساحات المطلوبة لإنشاء الحدائق العامة والمتنزهات والمرافق الترفيهية والرياضية الأخرى، ووفقاً للمعايير الخاصة بإنشاء تلك المرافق حيث توجد لدى الدائرة معايير تخطيطية خاصة بالحدائق الكبرى وحدائق الأحياء السكنية وساحات ألعاب الأطفال التي تعتمد على الكثافة السكانية وعدد السكان المستفيدين من خدمات الحدائق، ويتم إعداد استبيانات الرأي العام لسكان المناطق لاستطلاع رغباتهم واحتياجاتهم بالنسبة للحدائق المخطط إنشاؤها بمناطقهم.

ومن ثم تحليل نتائج استبيان لتحديد احتياجات ومتطلبات السكان لأخذها في الاعتبار عند إعداد التصاميم التي تحقق تلك الرغبات وتحرص إدارة الحدائق على ضمان سلامة وأمن زوار ومستخدمي المتنزهات والحدائق العامة والمرافق الترفيهية ذات الصلة من خلال توفير أفضل معايير الأمن والسلامة بالمنشآت والمرافق والألعاب وتوفير المشرفين والمراقبين والمنقذين ومشغلي الألعاب المؤهلين والقادرين على تقديم أفضل الخدمات بالإضافة إلى وجود مهندسين ومشرفين معنيين بالأمن والسلامة».

خدمات خاصة

ولفت إلى أن بلدية دبي أكدت التزامها بتوفير خدمات لذوي الإعاقة بكافة الحدائق العامة والمتنزهات من مواقف سيارات وإنشاءات وألعاب تحقق رغباتهم وتضمن رضاهم بالإضافة إلى إعفائهم من رسوم دخول تلك الحدائق.

عمل

يجري العمل بحسب محمد العوضي على قدم وساق للانتهاء من مجموعة جديدة من الحدائق السكنية وعددها حوالي 15 حديقة جديدة بمناطق بحيرة الخوانيج، وحديقة حي بحتا، وساحة شعبية بحتا، وحديقة المزهر، وحديقة بالقصيص الثالثة، وحديقة الطوار الأولى، وحديقتين بالقوز وحديقتين بالورقاء، وحديقتين في ند الشبا الرابعة، واستكمال المرحلة الثالثة من حديقة القرآن الكريم، مع توفير سبل الراحة لزوار الحدائق وتبسيط إجراءات الدخول وخاصة للحدائق الكبرى والتي ستكون قريباً من خلال استخدام البوابات الإلكترونية.

وتوفير كافة الخدمات وتحسينها فقد تم تحويل خدمة حجز الشاليهات إلى خدمة ذكية وتحويل خدمة الدعاية والتصوير في الحدائق إلى خدمة إلكترونية، كما تم تحديث الألعاب القديمة بالحدائق بالإضافة إلى إضافة 80 لعبة جديدة وافتتاح حديقة المغامرات في حديقة مشرف وتحويل 14 ملعب كرة قدم بالحدائق العامة من العشب الطبيعي إلى العشب الصناعي بما يضمن استمرار تقديم الخدمة خلال ساعات عمل الحدائق وإضافة شوايات ثابتة جديدة وقواعد للشوايات المتحركة بهدف زيادة عدد المواقع المخصصة للشواء لتلبية رغبات واحتياجات رواد الحدائق، كما تمت إنارة مضامير الدراجات.

138 حديقة

وأشار العوضي إلى أن البلدية تقوم بإدارة وتشغيل 138 حديقة ومرفقاً ترفيهياً تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 800 هكتار مصنفة إلى 128 حديقة ترفيهية، و10 حدائق تجميلية ويبلغ إجمالي عدد الساحات بدبي 67 ساحة ألعاب تقدم خدماتها لسكان المناطق.

 

5 حدائق جديدة تزيد الرقعة الخضراء أكثر من 60 هكتاراً

ضمن فعاليات البلدية للاحتفال بأسبوع التشجير الـ37، تم افتتاح خمس حدائق وساحة جديدة هي حديقة الورقاء الثالثة، وحديقة ند الشبا الثانية، وحديقة بحيرة الخوانيج، وحديقة الممزر وحديقة وادي حتا بالإضافة إلى ساحة حتا، وقد أضافت هذه المرافق الترفيهية الجديدة مساحة قدرها 60.86 هكتاراً إلى مساحة الحدائق القائمة مقدرها حوالي 9.5%.

أكسجين حتا

وفقاً لتوجهات حكومة دبي بالاهتمام بتطوير منطقة حتا أعلنت بلدية دبي عن مشروع أكسجين الذي يهدف لتعزيز الدور الزراعي والسياحي لهذه المنطقة الهامة والغالية من إمارة دبي، وأكدت البلدية التزامها بتنفيذ المشروع من خلال عمل الدراسات وتخصيص واعتماد الموازنات اللازمة لتنفيذ المشروع الذي يتضمن إنشاء مشتل لإنتاج احتياجات المنطقة من النباتات، ومركز للإرشاد الزراعي ودعم المزارعين، وإنشاء الحدائق وتوفير المناطق الترفيهية خدمة لسكان المنطقة وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية بالإضافة إلى بستنة وتشجير المناطق الداخلية والمناطق الجبلية والوديان بحتا.

ولفت محمد العوضي إلى أنه تم الانتهاء من تخصيص أرض للمشتل بمساحة 2.4 هكتار، كما تم اعتماد الموازنة المالية والتصميم وجار العمل لطرح المشروع ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذه وبدء تشغيل المشتل خلال الربع الثالث من هذا العام.

أما بالنسبة لإنشاء الحدائق والمناطق الترفيهية بحتا فقد تم الانتهاء من إنشاء وزراعة حديقة وادي حتا وساحة شعبية بمساحة إجمالية 6.62 هكتارات وبتكلفة مالية بلغت 16.5 مليون درهم وتحتوي على العديد من المرافق الترفيهية والألعاب لفئة الأطفال من عمر 2 إلى 12 سنة ومضمار مطاطي وأجهزة لياقة بدنية بالإضافة إلى مناطق للشواء ومطعم وكافتيريا وشلال مياه والحديقة مزودة بمواقف للسيارات والإنارة الليلية وحمامات ومزودة بخدمات لذوي الإعاقة وبذلك يكون إجمالي عدد الحدائق والساحات بحتا 4 حدائق.

17

أما بالنسبة للمشاريع والأعمال التي تم إنجازها في منطقة حتا فأشار المهندس حسين لوتاه إلى أنه تمت زراعة حوالي 17 ألف شجرة، 12 ألف متر مربع من مغطيات التربة، 200 شجرة نخيل، 4500 متر مربع من المسطحات الخضراء، 1300 متر مربع زهوراً وأسواراً نباتية بطول 1500 متر وفريق عملنا مستمر لاستكمال أعمال الزراعة بحتا وفقاً للبرنامج لاستكمال زراعة 100 ألف شجرة من السدر والسمر والنخيل بمواقع متفرقة بالطرق الرئيسية والجبال ومناطق المحميات.

وأشار مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة إلى أنه قد تم تحديد 12 موقعاً بالمناطق الجبلية ستتم زراعتها بحوالي 15 ألف شجرة كما سيتم دعم المزارعين من خلال توزيع 50 شجرة لكل مزرعة بإجمالي 25 ألف شجرة مثمرة كما سيتم توزيع 20 ألف شجرة للمنازل والفلل مع زراعة 1000 شجرة بالمؤسسات والدوائر الحكومية بالمنطقة.

غرس الخير

كما أشار إلى صرف 550 ألف شتلة لتوزيعها على المواطنين والمقيمين في الإمارة من منطلق حرص بلدية دبي على تحقيق سعادة فئات المجتمع وتأكيداً على التزامها بتوفير الشتلات من الأشجار المثمرة وأشجار الزينة وشتلات الزهور لسكان الإمارة من مواطنين ومقيمين من خلال عشرين موقعاً للتوزيع بمواقع الحدائق.