شدد أطباء على أنه يمكن تجنب ولادة أجنة مصابين بتشوهات جينية خلقية عبر تشخيصها بدقة ابتداءً من نهاية الشهر الثالث، كما يمكن أن تتم عملية مسح لعيوب الكروموسومات للحامل بدءاً من 10 أسابيع حمل عن طريق أخذ عينة من دم الأم لفحص خلايا الـ(دي إن إي) للطفل، مؤكدين أن النتائج أظهرت دقة عالية في تشخيص عيوب الكروموسومات بنسبة 99 %.

وقال الدكتور علاء الدين نجيب استشاري طب الجنين بمستشفى الجامعة في الشارقة، إن إمكانية تشخيص عيوب الكروموسومات والعيوب الخلقية ابتداء من نهاية الشهر الثالث من الحمل، كما أن هناك طرقاً عدة للموجات الصوتية لفحص قلب الجنين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأن تلك الطريقة لا تصلح للمرأة الحامل حتى الآن في توأم، لافتاً إلى ضرورة الموجات الصوتية للحامل عند الشهر الثالث لدراسة الجنين من الناحية التشريحية، إضافة إلى موجات تجرى عند الشهر الخامس وتعد أساسية لمتابعة الحالة بفحص كامل للجنين، وكذلك في حال التوأم لتحديد نوعيته ونمو كل واحد منهما وتسجيل معدلات النمو، ومعرفة ما إذا كان هناك قصور في نمو الجنين أو أمراض عند المرأة الحامل، فيتم دراسة الدم المتدفق من الأم إلى الجنين حتى يتم تشخيص قصور الجنين داخل الرحم، فيتم تحديد ميعاد مناسب لإنهاء الحمل في حال وجود خطورة في بقاء الجنين.

وأضاف نجيب أن العيوب الخلقية في الأطفال نوعان، التشوه الخلقي ويشكل 90 % لدى الأطفال، والثاني عيوب في التمثيل الغذائي للطفل، كما أن تلك العيوب الخلقية نسبتها العالمية تتراوح ما بين 1.2 – 2.2، وأن سببها في الغالب يرجع إلى كبر سن المرأة أي فوق الـ 40 عاماً، وزواج الأقارب والتاريخ الأسري للتشوهات الخلقية، إضافة إلى عوامل خارجية تتمثل في التعرض إلى الإشعاع أو تناول الأدوية دون استشارة طبية، أو نتيجة لإصابة الأم بمرض الحصبة الألمانية وتعرضها للفيروسات والميكروبات التي تتسبب في تشوهات الأجنة نتيجة لعيوب في الكروموسومات، مثل متلازمة داون وهي عبارة عن زيادة تلك الكروموسومات في هؤلاء الأطفال.

طب الجنين

ولفت الدكتور علاء الدين نجيب إلى أنه توجد عيادة طب الجنين في مستشفى الجامعة، تستقبل يومياً ما بين 15 – 20 مريضة من خلال زيارات مجدولة من تلك التي يشتبه فيها وجود عيوب خلقية أو لديها عيوب خلقية أو حالات يراد اتخاذ قرار للولادة أو عدمه، لافتاً إلى أن الولادات المبكرة لها أسباب عدة أبرزها إصابة الأم بضغط الدم أو وجود عيوب خلقية في الرحم، ويمكن منعها عن طريق الأدوية المثبتة وربط عنق الرحم، وتقليل حالات التوائم في حالات الإنجاب المساعد عن طريق نقل أقل عدد من الأجنة.

وقال إن نسبة حديثي الولادة المصابين باضطرابات وراثية أو تشوهات خلقية تبلغ 2.5 بالمائة من إجمالي المواليد في الدولة، أي بنسبة طفل واحد من كل 35 طفلاً، كما أن الأسباب الشائعة للاضطرابات الوراثية لدى الأطفال تتراوح ما بين زواج الأقارب، وتناول الأم لأدوية ضارة، أو تعرضها لأمراض معدية خلال الحمل.

إن لكل أم وأب الحق في معرفة حالة الجنين قبل الولادة، ففي حالة وجود شكوك في إصابة الجنين بمتلازمة داون، يتم مراعاة القوانين الخاصة لكل بلد، والتي تحكم حالة الحمل هذه، مبيناً أنه رغم إلزامية إجراء فحوصات ما قبل الزواج، إلا أن الكثير من الأزواج في الإمارات يتأخرون في إجراء هذه الفحوصات إلى ما قبل الزفاف، عندما يصبح من الصعب اتخاذ قرار حول الزواج، وتقدم صور الموجات فوق الصوتية تقديراً لحالة الجنين وإمكانية إصابته بمتلازمة داون، فيما تمنح الفحوصات تشخيصاً دقيقاً بنسبة 100% عن حالة الجنين.

ولادات

بدورها، أوضحت الدكتورة منى خلفان رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى القاسمي، أن عدد المواليد في المستشفى حتى أغسطس من العام الماضي بلغ ألفاً و640 حالة ولادة، منهم 344 مواطنين وألف و296 غير مواطنين، كما أن أغسطس العام الماضي شهد 223 حالة ولادة، منهم 20 طفلاً خديجاً أي بنسبة 10 % من عدد المواليد، مبينة أنه كان يمكن تجنب تلك الحالات كإعطاء بعض العقاقير لتأخير الولادة، لافتة إلى أن الألف و296 حالة ولادة، منها 417 حالة لم تكن لديها أي مراجعات مسبقة من قبل لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وأن النسبة الأكثر التي لا تراجع تلك المراكز من غير المواطنات.