وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإطلاق اسم مريم أم عيسى عليهما السلام على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة «المشرف» وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثَّنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.
ويتزامن هذا الإطلاق في إطار الاحتفال بيوم العمل الإنساني الإماراتي واستمراراً لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وبمباركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وقد حضر الافتتاح معالي الشيخة لبنى القاسمي وزير الدولة للتسامح والدكتور محمد مطر الكعبي وقيادات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ولفيف من رجال الدين المسيحي والقيادات الكنسية في الدولة.
تكريم
وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: نبارك في هذا اليوم «يوم زايد للعمل الإنساني» هذه المبادرة بإطلاق اسم السيدة مريم العذراء على هذا المسجد الكبير والشهير في العاصمة أبوظبي والذي يحتضن حوله أغلب الكنائس، وهذا بحد ذاته عنوان للتسامح والتعايش واحترام الديانات.
وإطلاق اسم السيدة مريم على هذا المسجد وسط هذا العدد من الكنائس هو تكريم كبير من القيادة الرشيدة وشعب الإمارات، وهو رسالة إيجابية للعالم أجمع، ووجودنا اليوم بحد ذاته في المسجد ومع أصحاب الفضيلة المفتين والعلماء وإخوانهم رجال الدين المسيحي هو عمل إنساني كبير.
وأضافت معاليها: «نحن نتحدث دائماً وفي كل سفراتنا الخارجية ولقاءاتنا عن الدور الكبير للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إذ أخذت على عاتقها تعزيز قيم التسامح والوسطية في الدين الإسلامي واحترام الديانات السماوية كافة في مواجهة كل أفكار التطرف والتعصب.
وذلك من خلال الخطاب الديني المعتدل الذي كرسته في مساجدها ودروس علمائها وخطب الجمعة وما حضور المفتين مع رجال الدين المسيحي اليوم في هذه الفعالية إلا دلالة على أن واقع التعايش في دولة الإمارات حقيقة يعيشها الناس في الداخل وتلقى كل التقدير والإعجاب بها في الخارج».
وأعربت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزير دولة للتسامح عن شكرها وتقديرها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على توجيهاته الحكيمة ومتابعته الكريمة لتنفيذ هذه المبادرة التي تعكس مزيداً من الإشعاع الصافي للإنسانية في رسم أجمل الصور المشرقة لحقيقة التسامح والتعايش الذي تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولفتت معاليها إلى أن هذه المبادرة الكريمة التي تتزامن مع يوم زايد للعمل الإنساني، وتتضمن تحويل اسم مسجد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مسجد مريم أم عيسى عليهما السلام، وهذا المسجد يحتضن حواليه غالبية الكنائس الموجودة في أبوظبي، وهذا بحد ذاته عنوان للتسامح والتعايش واحترام الديانات، وهذه رسالة إيجابية لدولة الإمارات داخل الدولة وخارجها من ناحية التعايش واحترام الديانات.
وثمنت معاليها دور الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وريادتها في الشأن الديني، موضحة أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أخذت على عاتقها مبادرة أساسية وهي الرجوع إلى وسطية الدين وتثبيت كل الأمور المخصصة من ناحية الوعظ واحترام الديانات حتى تثبت للناس أن هذا اللغو واستشراء المفاهيم المزيفة ما لها إلا التأثير السيئ على الناس، وتصحيح المفاهيم المغلوطة مبادرة قيمة بحد ذاتها، وذلك من خلال تدريب الأئمة وتثقيفهم إلى جانب توحيد الخطبة، ودور الإمارات في هذا مميز ورائد على مستوى العالم.
شكر
وقال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: «لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على هذه المبادرة غير مستغربة على سموه، حيث حرصت قيادتنا الرشيدة ومنذ تأسيس الدولة على يد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى على الاهتمام بالتسامح وتحقيق التعايش المشترك القائم على العدل والإخاء لجميع من يعيش في ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا ما سارت عليه القيادة الرشيدة.
حيث يعيش في دولتنا المباركة أكثر من 200 جنسية جميعهم ينعمون بالأمن والاطمئنان والسلام، وهذا التعايش الكريم مستمد من ديننا الحنيف الذي يأمر بإقامة العدل واحترام الحقوق، ويحثُّ على البر والإحسان، والتعاون على الخير مع بني الإنسان، وكل ما من شأنه أن يحافظ على كرامتهم، ويضمن لهم حقوقهم في العيش الكريم المحترم.
وأضاف إن قصة مريم عليها السلام وحملها بعيسى من المعجزات الإلهية لهداية البشرية فهي قدوة طاهرة لكل فتاة وقد ورد اسم مريم في 29 آية في القرآن الكريم وورد اسم عيسى عليه السلام في 25 آية في القرآن الكريم وسيدنا عيسى بن مريم في القرآن والسنة والعقيدة الإسلامية محل تقديس عظيم يفوق مقاييس التصور البشري».
محبة وتعايش
وقال القس إبراهيم فاروق راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس -الكنيسة القبطية الأرثوذكسية- في أبوظبي إن هذا اليوم يعد نموذجا رائعا في المحبة والتعايش السلمي فدائماً الإمارات تقود العالم كله في مجال التسامح الديني والتآخي والسلام وهذا كله مضمون بالقوانين التي أصدرتها الدولة، وما هذه المبادرة بإطلاق اسم السيدة مريم عليها السلام على هذا المسجد إلا مبادرة في الحب والسلام نتمنى أن يقتدي بها جميع العالم.
وقال القس بيشوي فخري راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبوظبي إن دولة الإمارات العربية المتحدة ضربت المثل الحي الواقعي على التسامح الذي تعدى مرحلة الشعارات إلى مرحلة الحياة، ونحن انتقلنا من مرحلة التسامح إلى مرحلة الانسجام المجتمعي، ونشكر الله على هذه الخطوة الفريدة من نوعها والتي تعتبر مثلاً ونموذجاً يحتذى به،.
والإمارات تجسد صورة الإسلام الحقيقي التي يجب نشرها في العالم أجمع، ومثال التعايش الحقيقي وهذا المسجد الفريد في عمارته الراقية والذي يعبر عن الحضارة الإسلامية على أرض تؤمن بالتعايش والتعدد، ونشكر القيادة الحكيمة لدولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، على ما تقوم به من جهود طيبة مباركة لترسيخ التسامح والتعايش والسلام.
سماحة
وقال القس يوسف فرج الله راعي الكنيسة الإنجيلية العربية في أبوظبي إن تغيير اسم مسجد محمد بن زايد إلى مسجد مريم أم عيسى، هو تثبيت لما في قلوب الجميع أننا جميعاً أخوة وننتمي إلى العائلة الإبراهيمية الكبيرة، والإمارات بقيادتها الرشيدة وقيادتها الدينية أكدت لنا أننا أخوة، وجهود الدولة في تعزيز التسامح والتعايش السلمي المشترك مفخرة لنا جميعاً.