شهدت أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات إطلاق استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات، التي تشكل منظومة عمل وطنية شاملة تسعى إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات، إقليمياً ودولياً، وعلى المستويين الرسمي والشعبي، وتكريس مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية وإنسانية وحضارية، وترسيخ محبتها وسط جميع شعوب العالم، وإبراز صورتها كدولة منفتحة على كافة الثقافات والحضارات.

وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن الإمارات لديها كافة المقومات الاقتصادية والثقافية والحضارية لبناء مكانة عالمية راسخة في كافة قطاعاتها، مضيفاً سموه: «هدفنا ترسيخ مكانة الإمارات حول العالم وترسيخ محبة الشعوب للإمارات».

وأشار سموه إلى أن الإمارات تتمتع بمكانة مرموقة، عربياً ودولياً، ونريد أن نعزز هذه المكانة أكثر، وأن نستثمر دبلوماسيتنا الثقافية والإنسانية والاقتصادية لما فيه خير شعبنا وشعوب العالم.

وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: «إنسانيتنا وعطاؤنا وانفتاحنا هي مصدر قوتنا، والإمارات تسعى إلى بناء علاقات قوية ومتينة مع كافة الشعوب المحبة». وذكر سموه أن «الإمارات صنعت معجزة تنموية.. وسمعتها راسخة بسبب إنجازاتها»، لافتاً إلى أن «سمعة دولة الإمارات مسؤولية كافة أبناء الإمارات وكافة قطاعاتها».

وسلط سعيد محمد العطر مدير عام مكتب الدبلوماسية العامة بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، بصفته عضواً ومقرراً لمجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات الاستراتيجية، الضوء على العديد من المحاور.

مؤكداً بالقول: «استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات تشكل إطار عمل متكاملاً يجسِّد مكانة وقصة دولة الإمارات»، مشيراً إلى أن التصور الشامل الذي تطرحه الاستراتيجية سوف يسهم في ترسيخ الحضور الدولي والإقليمي لدولة الإمارات من خلال تعاون مجموعة من القطاعات الاستراتيجية بالدولة. ولفت العطر بقوله إن «الاستراتيجية مبنية على مقوّمات الإمارات التاريخية والثقافية ومشاريعها الاقتصادية ومبادراتها الإنسانية».

الرؤية والأهداف

وتهدف «استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات» لإعداد منظومة حكومية شاملة في دولة الإمارات لبلورة برامج وسياسات عمل مستدامة وأطر تنفيذية، ذات بعد عربي وعالمي، آخذةً في الاعتبار كافة مقوّمات الدولة الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مع التركيز على الثقل الإنساني والحضاري الذي تتمتع به الدولة والبناء على سمعتها التي رسختها على مدى أكثر من أربعين عاماً منذ تأسيسها، كواحدة من أكثر دول المنطقة تسامحاً وانفتاحاً، ومحطة التقاء وتلاقح فكري وإنساني بين مختلف الشعوب والثقافات.

وتستند استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات إلى رؤية خاصة تتمثل في أن دولة الإمارات هي محطة التقاء عالمي وبوابة رئيسية للمنطقة العربية؛ تتلاقح الثقافات والأفكار فيها، في بيئة يسودها الاحترام والتسامح والأخوة الإنسانية، لصناعة تجربة تنموية غير مسبوقة تنهض بالمنطقة من حولها.

وتنطلق الاستراتيجية من 4 أهداف تشكل المحدّدات الرئيسية لمنظومة عملها، هذه الأهداف هي: تطوير هوية موحدة للدولة في كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والسياحية والإعلامية والعلمية؛ وتعزيز موقع الإمارات كبوابة للمنطقة العربية ومخزونها الثقافي وكعاصمة الوطن العربي للثقافة والفن والإعلام والسياحة والعِلْم؛ وتطوير شبكات دولية فاعلة مع الأفراد والمؤسسات حول العالم بما يخدم أهداف الدولة ومصالحها؛ وترسيخ سمعة الدولة كدولة حديثة، منفتحة، متسامحة ومحبة لكافة شعوب العالم.

محاور

وتتألف الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات من 7 محاور أساسية تشكل إطار الدبلوماسية العامة لدولة الإمارات؛ هي: الدبلوماسية الإنسانية، ودبلوماسية الشخصيات والتمثيل الدولي، والدبلوماسية الشعبية، والدبلوماسية العلمية والأكاديمية، والدبلوماسية الثقافية والإعلامية، والدبلوماسية الاقتصادية، والهوية الموحدة.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شكل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات في مايو الماضي، وأسند إليه مهمة تطوير وصياغة استراتيجية القوة الناعمة للدولة، بحيث تشمل كافة القطاعات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية لتعزيز سمعة الإمارات الإيجابية.