لم تستسلم أمل آل علي للإعاقة التي ألمت بها، بابتسامة ترتسم على محياها دائما، فحالة الشلل في رجلها التي رافقتها منذ نعومة أظفارها نتيجة خطأ طبي، حولته بمساعدة والديها وأفراد أسرتها إلى دافع، ونجحت في التغلب على هذه الإعاقة بالعلاج والتمارين الرياضة اليومية.

أمل شابة متوقدة الذكاء نهمة إلى المعرفة، أتمت تعليمها الثانوي بتفوق، وأكملت تعليمها الجامعي وحصلت على دبلوم تكنولوجيا المعلومات من كليات التقنية للعام 2008، وظلت مرحلة البحث عن وظيفة لفترة طويلة غير أنها لم تيأس، بل أصرت على البحث وألحت في إكمال التعليم، فهي حاصلة على دبلوم «مرشد مهني» عام 2017، وتقدم دورات تدريبية مهنية للطلبة والدارسين، إلى جانب دبلوم مدرب معتمد، وبالرغم ما لها من قدرات عالية، وعقل إداري وتخطيط وهمة، لم يتح لأمل سوى أن تشغل وظائف متواضعة، ليسمح لها بالانتظام أخيرا كمرشدة مهنية وأكاديمية ضمن برنامج كليات التقنية العليا وقت ما احتاجوها لذلك.

أمل طموحة وإيجابية، طورت نفسها بالدراسة والتحقت بالعديد من الدورات وورش العمل، تنمو وتنضجها الأعوام، فمن رغبة في معرفة الحروف ومدلولاتها إلى تطلعات دراسية، ثم وظيفة، تسأل وتبحث وتغامر، نجحت بشكل عام في تحقيق جزء كبير من أحلامها.

أمل ليست عاجزة لكن كثيرا من الوظائف التي تقدمت لها كان يأتي الرد بأنها قد تكون معرقلة لها.

قبول التحدي بمنزلة دفع للنفس لتجاوز حدود الإعاقة وصولا إلى مرحلة التفوق والإبداع، وبعزيمة وإصرار ونور تسلل من نافذة أمل رغم الحواجز التي تعيق دخولها استطاعت أن تتخطى كل الحدود؛ لتكون ملهمة للعديد من الكوادر البشرية المقبلة على الحياة، كانت خطواتها دفعاً لها، ورسالتها لأصحاب الهمم لا تقفوا عاجزين عن تحقيق طموحاتكم وأهدافكم، فلا شيء مستحيل، فمن يملك الإصرار والتحدي يصل إلى ما يريد.