قطعت الحركة الكشفية في دولة الإمارات شوطاً كبيراً وحققت العديد من الإنجازات النوعية، بيد أن ذلك لا يمنع حقيقة التراجع الذي تشهده الحركات الكشفية عربياً بشكل خاص بسبب بريق وسائل التكنولوجيا، وتغير مفاهيم الأبناء وذويهم حيال العمل الكشفي والتطوعي، ما يستدعي الاتجاه نحو مأسسة الحركة الكشفية وتحمل كافة المؤسسات وعلى رأسها الأسرية والتعليمية مسؤوليتها في تشجيع الأبناء للانخراط في الحركة الكشفية.

نظرا لما توفره من فضاء مناسب لتشرب القيم الإنسانية النبيلة والتسابق نحو خدمة الآخرين من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تقام والاندماج في المجتمع، ما يؤدي إلى خلق شخصية قوية متوازنة، إضافة إلى أن الحركة الكشفية تمنح المنتسبين مساحة لتحقيق الذات، بما يكسبهم مناعة ضد السلبية والأفكار الهدامة، مع مطالبات بضرورة أن يتضمن المنهاج المدرسي الحديث في جميع مراحل التعليم العام والجامعي والتقني والمهني قيم ومبادئ العمل التطوعي الكشفي وتطبيقاته الميدانية .

ويعتقد مسؤولون ومنتسبون للكشافة أن انخراط الأبناء منذ صغرهم في الحركة الكشفية أشبه ما يكون بدخولهم لمعسكرات تدريبية أو مخيمات عسكرية تعلمهم كيفية استغلال وتنمية طاقاتهم ومواهبهم والعمل بروح الفريق وتلبية نداء الواجب الإنساني وتعزيز المشاعر الوطنية والانتماء ما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم بصورة أفضل.

مطالبين بوضع آليات تعيد لهذه الحركة وهجها القديم عندما كانت المدارس تتسابق للانخراط فيها لاسيما وأنها تقع على رأس الأعمال التطوعية كون أنشطتها وبرامجها لا تقتصر على أمر ما، وإنما تدخل في جميع الفعاليات والمناسبات على اختلافها وهي عمل منظم تقوده نخب مجتمعية وشخصيات لديها باع وخبرة طويلة في العمل الكشفي.

ويمثل الكشافة صفوة أبناء المجتمع والنموذج المشرف نظرا للدور الذي يقومون به في خدمة محيطهم.. «البيان» تواجدت أثناء فترة انعقاد اللقاء الكشفي الدولي الثامن الذي نظمته مفوضية كشافة الشارقة بالتعاون مع جمعية كشافة الإمارات والمنظمة الكشفية العربية خلال الفترة من الأول إلى العاشر من فبراير الجاري تحت شعار «الشارقة العاصمة العالمية للكتاب2019» بمشاركة 120 جوالاً من 82 دولة للوقوف على واقع الحركة الكشفية والتحديات والإنجازات والمقترحات الخاصة للنهوض بها مجددا وإعادتها لموقع الريادة.

دور القطاع الخاص

بداية أكدت اللجنة التنظيمية للقاء الكشفي الدولي أهمية أن يضطلع القطاع الخاص بدوره في دعم الحركة الكشفية ومساندتها خاصة وأنها تعنى بغرس قيم الانضباط والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد، وتتوخى مساعدة الشباب في تكوين وصقل شخصياتهم مع الإسهام في نموهم البدني والصحي .. وطالبت اللجنة أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم الذين باتوا ينتمون إلى جيل الإنترنت والتقنية الرقمية، ويفضلون قضاء معظم وقتهم على أجهزة الآيباد والهواتف الذكية دون الأخذ بعين الاعتبار السلبيات الكبيرة التي تمخضت عن إدمانهم على هذا الفضاء الرقمي، والذي أسهم بدوره في إبعاد الأبناء عن أي نشاط بدني خارجي، وباتوا أقل تعلقا بالأنشطة الترفيهية التقليدية ما أضر بالحركة الكشفية.

ويعتقد القائمون على الحركة الكشفية أن الحاجة لها أصبحت اكثر إلحاحا كونها تشكل جدار حماية للأبناء مما يشهدونه من هذا الغزو الثقافي والفكري الذي تشهده المنطقة دون أي ضوابط، كونها تعمل على صقل الشخصية السوية فكريا وبدنيا من خلال البرامج والرحلات والفعاليات التي تنظم وتشمل زيارة لمعالم تاريخية ودينية ورحلات ومغامرات ومسابقات.

انفتاح

إبراهيم عبد الملك محمد، الأمين العام للهيئة العامة للرياضة عدّ المبادرات الدائمة والناجحة التي يقدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خلال استضافته كل عامين لفعاليات اللقاء الكشفي الدولي على نفقة سموه، تعبيراً صادقاً عن مدى الرسالة الإنسانية والحضارية التي يوصلها سموه للعالم، من أن دولة الإمارات بلد منفتح على الجميع، محب للجميع، ينشد تعزيز التعايش السلمي بين الجميع، في إطار من احترام الآخر معتقدا، وثقافة، وعرقا، وجنسية، وحضارة، مؤكدا أن اللقاء الكشفي يوجه رسالة إلى كشافة وشباب العالم، حول إنجازات حكام وشعب الإمارات، وإصرارهم وعزيمتهم على التقدم والنجاح، وتقديم المثل والقدوة للآخرين، من خلال منظومة من القيم الحضارية والإنسانية، والأصالة التاريخية.

ريادة

واستعرض خليل رحمة علي، الأمين العام لجمعية كشافة الإمارات سبل النهوض بالحركة الكشفية بالدولة وتشجيعها، والنهوض بالقيادات المواطنة في الحركة الكشفية ومعالجة ما تعانيه من عجز في هذا الجانب، من خلال سعيها إلى النهوض بالحركة الكشفية من خلال العناية بتطبيق معايير الجودة في إدارة الحركة الكشفية وفق مجموعة من الإجراءات والمؤشرات وضعتها المنظمة الكشفية العالمية.

وهذه المعايير تتناول: جودة البرامج والمناهج التي تقدم للفتية والشباب، وإعداد القيادات الكشفية بشكل علمي متطور يسهم في تأديتهم لرسالتهم التربوية، وتوفير آليات تنفيذ الأنشطة مثل المخيمات ومراكز التدريب، وتوفير الدعم والتمويل اللازم لها.

ووضع خطط استراتيجية طويلة المدى توفر مؤشرات الأداء وقياس مدى نجاحها، واتخاذ إجراءات ناجحة للترويج للحركة من خلال الوسائط الإعلامية المختلفة، وتفعيل بناء الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني، وإبراز الدور المجتمعي للحركة الكشفية من خلال تنفيذ مشروعات خدمة وتنمية المجتمع، وهذا في مجمله يشكل الخطوات الفاعلة التي تسعى لها أية جمعية كشفية تريد أن تصل لتحقيق معايير الجودة في الحركة الكشفية

رؤية

وقال اللواء عبدالله سعيد السويدي، المشرف العام للقاءات الكشفية الدولية: «إن فكرة اللقاءات الكشفية الدولية والتي مرجعها الرؤية السامية انطلقت من أجل جمع الشباب من كشافة العالم وتحديدا مرحلة الجوالة في ملتقى عالمي يحقق الروابط الأخوية والتآخي ويعزز تبادل الخبرات والمعارف بينهم ، ويحقق أهداف الحركة الكشفية في تبادل المعلومات والخبرات بين منتسبي الأقاليم الكشفية في العالم.

من جهته أكد القائد محمد إبراهيم عبدالله رئيس اللجنة الإعلامية للقاء الكشفي الدولي الثامن أن دولة الإمارات تحرص على نشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة؛ حيث يوجد العديد من المؤسسات التطوعية التي تنظم العمل التطوعي وأنشطة خدمة المجتمع في جميع أنحاء الدولة ومن بينها جمعية كشافة الإمارات والمفوضيات التابعة لها المتواجدة في إمارات الدولة.

وأضاف إن الحركة الكشفية هي حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة، متحدثا على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي الكثير من المبادرات المجتمعية والإنسانية التي تقدمها الكشافة، حيث إن البرامج التطوعية والمجتمعية لها الدور الإيجابي في تلمس احتياجات المجتمع والشباب، وتعزيز تجاربه الناجحة.

وعبّر عن التقدير الكبير للدور الإيجابي الذي تلعبه القيادة الرشيدة في دعم الحركة الكشفية وتشجيعها للعمل الكشفي لا سيما في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للأعمال التطوعية على اختلافها والحركة الكشفية على رأسها، نظرا لدورها الهام في تعزيز ثقافة العمل التطوعي والوطني باعتبارها فضاءات لتحفيز ممارسة التطوع الجماعي في أوساط الشباب، وإسهامها من خلال برامجها المختلفة في تنمية روح التعاون وزيادة رباطة الجأش.

مؤكداً ضرورة إشراك الأبناء في الحركة الكشفية ومنحهم الفرصة لتطوير المهارات والمعرفة لتمكينهم من القيام بدور فعال في خدمة المجتمع، وترسيخ مبادئ وأهداف الكشافة لدى الجيل الناشئ، لافتا إلى أن جيل الشباب هم العنصر الرئيسي في عملية البناء والتنمية المستقبلية.

وأضاف محمد إبراهيم إن للمفوضيات دورا هاما في تفعيل الشراكات بين الكشافة ومؤسسات المجتمع على المستوى الحكومي والخاص، بهدف تنسيق الجهود التطوعية الكشفية في الدولة، مشددا على ضرورة أن يتضمن المنهاج المدرسي الحديث في جميع مراحل التعليم العام والجامعي والتقني والمهني قيم ومبادئ العمل التطوعي الكشفي وتطبيقاته الميدانية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أطلقت مفوضيات سبع مبادرات مجتمعية خيرية في عام الخير 2017، تحمل عناوين: «الكشاف النافع» التي تستهدف كبار السن وذوي الإعاقة، و«يدا بيد» التي تتضمن مبادرات للفئات الإنسانية، و«كن مبادرا ومستعدا»، ومبادرة «إطعام الطعام» بالتعاون مع الجهات الراعية والخيرية للعمال في رمضان، و«كشافة الخير» وتستهدف تنظيم سلسلة من الدورات والبرامج الكشفية.

ومبادرة «المخيمات الكشفية المجتمعية» التي تساهم في تنمية قيمة الانضباط لدى الشباب والعمل على تفعيله، والعمل على نشر الحركة الكشفية في المنشآت والمؤسسات الشبابية: (المدارس، المعاهد، الكليات، الجامعات، اللجان، الجمعيات، المجمعات السكانية) لما تتضمنه الحركة الكشفية من قيم ومبادئ تسهم في غرس حب العمل التطوعي والولاء للوطن ودعمها ماديا ومعنويا.

حركة تربوية

وتحدث ناصر عبيد الشامسي، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة العليا للقاء الكشفي الدولي الثامن عن رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة الخاصة بالاهتمام بالحركة الكشفية التي تنص على أن الحركة الكشفية حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس أو العقيدة وفقاً للهدف والمبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة .

حيث إن الهدف من الحركة الكشفية هو المساهمة في تربية وتنمية الشباب لتحقيق أقصى ارتقاء بقدراتهم الروحية والعقلية والاجتماعية والبدنية كأفراد ومواطنين ومسؤولين في مجتمعاتهم المحلية والقومية والعالمية.

وذكر أن هذا المنطلق الكشفي الذي ينتمي إليه سموه منذ انتمائه كعريف أول لأول فرقة كشفية أنشئت في الشارقة في شهر نوفمبر 1954، مشاركا في كافة أنشطتها وفعالياتها الكشفية والمجتمعية والرحلات الخلوية، وظل على ذلك النهج والاهتمام بالحركة الكشفية التي وجدت في رعاية ودعم سموه السند والعون والتطور والارتقاء.

وفي هذا المجال نشير لأقوال سموه على أن «الكشفية» مدرسة تعد الإنسان للحياة العامة النشيطة، ترفع قيمته من خلال تنمية قدراته البدنية، وإمكانياته العملية، مصحوبا بالأخلاق، وغرس الروح الوطنية فيه لخدمة الناس، مؤكداً أن الكشافين في العالم بينهم أخوة، ويؤلف بينهم عهد واحد بالتضامن والاتحاد والتعارف .. ذاك ما تعلمناه عندما كنا فتيانا في الكشافة لذلك تجدني أحرص على إقامة المخيمات المحلية والإقليمية والدولية والزيارات المتبادلة والمؤتمرات.

وأشار إلى أن مكرمة سموه لمفوضية كشافة الشارقة وتخصيص موقع لها في منطقة البديع ليكون مقرا للمخيم الكشفي بالشارقة والذي يعد الآن من اكبر المخيمات الدائمة على المستوى العربي بل والدولي من حيث المساحة والإمكانات التدريبية والتأهيلية التي تسهم في خدمة منتسبي الحركة الكشفية محليا وخليجياً وعربياً ودولياً.

لافتاً إلى أن الحركة الكشفية استطاعت بأهدافها ومبادئها وطريقتها أن تترجم نظرة صاحب السمو إلى الاهتمام والرعاية والدعم اللامحدود لتطوير الحركة الكشفية في إمارة الشارقة وتعداها إلى المستوى العربي والعالمي .

وذلك من خلال مكرمات سموه في إقامة اللقاءات الكشفية الدولية على مدى ستة عشر عاما تم خلالها إقامة ثمانية لقاءات كشفية دولية باستضافة ما يقارب من (800) جوال من مختلف أنحاء العالم بالتعاون مع جمعية كشافة الإمارات والمنظمة الكشفية العربية..

مما أسهم في رفع اسم وعلم دولة الإمارات عاليا في المحافل الكشفية الدولية ، مما ترتب عليه إدراج اللقاء الكشفي الدولي بالشارقة ضمن أجندة الأنشطة الكشفية العالمية ، وهذا فخر واعتزاز وترجمة حقيقية لنظرة صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله تجاه الحركة الكشفية.

توحيد الزي

إلى ذلك، دعا القائد عادل كرم إلى توحيد الزي الكشفي، مشيراً إلى أن ذلك يعد وسيلة يمكننا من خلالها أن ندعم بعضنا البعض رغم اختلافاتنا، كما إنها طريقة نعبر من خلالها عن التزامنا بالإيمان بالله تعالى ومن ثم الولاء للوطن، ومساعدة الآخرين.

وقال إن حركة الكشافة مبنية على القيم الإيجابية فكلما ارتدينا الزي الكشفي كلما ربطنا أنفسنا بتلك القيم حيث يمكن أن يميزنا أي شخص، فنحن نقف سويا متحدين ونستمر في تشجيع الآخرين للالتزام بتلك المبادئ، لذلك وجب علينا أن نفخر بالانتماء لهذه الحركة من خلال ارتداء الزي الكشفي وما نقوم به من أعمال إيجابية يشهد لها الجميع.

وفاء

أكد الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي، رئيس جمعية كشافة الإمارات، أن الحركة الكشفية في الدولة تدين بالوفاء لباعث نهضتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أصدر توجيهاته السامية، رحمه الله، بتأسيس جمعية كشافة الإمارات، وإصدار التشريعات والقوانين والقرارات المنظمة لها.

بل وإيلائها الرعاية السامية بمتابعته الشخصية للعديد من أنشطتها في بداية تأسيسها، وتخصيص مخيم كشفي دائم يحمل اسمه، مازال يؤدي رسالته في تنمية الحركة الكشفية بالدولة، كما كان، رحمه الله، راعيا لعدد من الأحداث الكشفية العربية التي استضافتها دولة الإمارات مثل المؤتمر الكشفي العربي الثامن عشر بأبوظبي 1988.

1954

واصلت القيادة الرشيدة في الدولة دعمها للعمل الكشفي حيث حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على مواصلة هذا النهج في رعاية الحركة الكشفية في الدولة، فقدم لها الدعم المادي والأدبي، الذي أثمر في استكمال مسيرتها الخيرة للنهوض بالفتية والشباب أعضاء الحركة الكشفية.

وأشار للدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، كواحد من مؤسسي أول فرقة كشفية في دولة الإمارات بإمارة الشارقة عام 1954، وطوال سنوات مازال عطاؤه للحركة الكشفية لم ينقطع، دعما ورعاية، واستضافات، ولا أدل على ذلك من استضافته الكريمة كل عامين للقاء الكشفي الدولي بالشارقة.

أهداف

استعرض الدكتور العميد عبد الله أحمد المشرخ عضو مجلس إدارة جمعية كشافة الإمارات ورئيس لجنة الاستراتيجية ثمانية أهداف استراتيجية يسعون لتحقيقها هي: تطوير مناهج وبرامج الكشافة بما يلبي احتياجات الفتية ويحقق رؤية الدولة للشباب.

وتنمية أساليب جذب القيادات وتطوير أنظمة التأهيل القيادي، وتفعيل دور الكشفية في المجتمع، وتحسين الأداء وجودة العمل الكشفي وتطوير الهياكل الإدارية في الجمعية والمفوضيات، وتنمية الموارد والتمويل الذاتي، وتحسين صورة الكشفية في المجتمع وتدعيم العلاقة مع وسائل الإعلام، وتنمية التعاون مع الجمعيات والهيئات والجهات ذات العلاقة (محلياً، وخليجياً، وعربياً، وعالمياً)، وتنمية عضوية المنتسبين للحركة الكشفية كماً ونوعاً.

3000

ينتمي إلى كشافة الإمارات حالياً قرابة 3000 كشاف وقائد في كافة المراحل، وقد وضعت جمعية كشافة الإمارات أولى خططها الاستراتيجية عام 1990، ثم توالت مسيرتها في مجال التخطيط الاستراتيجي حتى يومنا هذا، مؤكدة على أنه لا بديل عن التخطيط الذي يستشرف المستقبل من أجل النهوض بالحركة الكشفية ورصد أولوياتها والعمل من خلال منطلقاتها.

وتعمل كشافة الإمارات على تحقيق الاستراتيجية الوطنية، التي تغطي الفترة من 2017 ـ 2021، بتحليلهم لنقاط القوة والضعف ومؤشرات التقدم، وذلك أنها من أوائل الجمعيات العاملة في خدمة الشباب.

المخيمات الكشفية منصة إبداعات

ركّز القائد عبد الله بلال الشامسي، الأمين العام السابق لجمعية كشافة الإمارات، على دور المخيمات الكشفية في حياة الأبناء، فهي المنصة المفتوحة والفضاء الواسع لإبراز مهاراتهم وقدراتهم، والبيئة المعززة للكثير من سلوكياتهم التربوية المرغوبة، والمرآة الناصعة للمربين من القادة، ففيها يكتشفون مكنونات أبنائهم، ويغرسون بذور أجيالهم.

فهي مدارس الهواء الطلق، لذا حرص التربويون حينها على دعم تلك المخيمات، وأكدوا تنفيذها بشكل سنوي، ونشروا مواقعها في ربوع الوطن، فبرزت منها القيادات المميزة، وارتفعت بفضلها الأعداد المؤهلة، وأضحت ملتقى لأبناء الوطن والعرب والخليج، يعززون فيها وحدتهم، وتمتزج فيها تطلعاتهم وآمالهم، وتنصهر فيها عروبتهم، وستظل كذلك إذا أريد لها أن تكون مصدراً للتربية.

وناشد القائمين على المؤسسات التعليمية بإعادة النظر في هذا النشاط التربوي المهم، ليعود كسابق عهده مصنعاً للرجال، وحاضنة تربوية للأجيال.

8 لقاءات دولية احتضنتها الإمارات خلال 15 عاماً

احتضنت دولة الإمارات وتحديداً إمارة الشارقة على مدى خمسة عشر عاماً 8 لقاءات كشفية دولية، وتناولت اللقاءات مواضيع متنوعة أبرزها التراث وحماية البيئة والانتماء والعمل الإنساني والمبادرات الذكية ودمج أصحاب الهمم والسياحة الوطنية.

فقد شهد المخيم الكشفي السابق المجاور لمطار الشارقة الدولي الملتقى الكشفي العربي الأول (حول الكشفية والتراث) في الفترة من 18-24 يناير 2003، كأول ملتقى كشفي عربي لمرحلة الكشافة، وقد حقق هذا الملتقى نجاحاً منقطع النظير.

تلاه إقامة اللقاء الكشفي الدولي الأول حول الكشفية وحماية البيئة في الفترة من 28-12 حتى 1-4-2004، كأول لقاء كشفي دولي لمرحلة الجوالة وكان له صدى عالمي كبير ساهم في استمرارية إقامة اللقاءات الكشفية الدولية على مدى السنوات التالية، والتي شهدها مقر المخيم الكشفي بالشارقة بمنطقة البديع.

وهي على التوالي اللقاء الكشفي الدولي الثاني (حول الكشفية والانتماء) في الفترة من: 1-9 إبريل 2005، واللقاء الثالث حول الكشفية والعمل الإنساني في الفترة من 16-23/‏‏ يناير/‏‏ 2008، ثم اللقاء الرابع حول الكشفية والمبادرات الذكية في الفترة من 3 -13 /‏‏ فبراير /‏‏ 2010.

واللقاء الخامس حول الكشفية وإدماج أصحاب الهمم في الفترة من: 2 -12 /‏‏ فبراير /‏‏ 2012، ثم اللقاء السادس حول الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية في الفترة من: 1- 10/‏‏ فبراير /‏‏ 2014، بعدها جاء اللقاء الكشفي الدولي السابع حول الكشفية والسياحة الوطنية في الفترة 1-10 /‏‏ فبراير /‏‏ 2016. أما اللقاء الكشفي الدولي الثامن فكان حول الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، في الفترة من: 1 - 10/‏‏ فبراير /‏‏ 2018.

دعوة إلى إدراج الحركة الكشفية في المؤسسات التعليمية

تناول القائد هشام عبد السلام موسى، السكرتير الفني لجمعية كشافة الإمارات، أهمية إدراج الحركة الكشفية في المؤسسات التعليمية والشبابية، باعتبارها الرافد الأساسي للعضوية في الحركة الكشفية، إذ كانت في السابق قاصرة على المؤسسات التعليمية في المدارس فقط، ولكن جمعية كشافة الإمارات، من خلال خطتها الاستراتيجية، سعت جادة إلى تعزيز وجودها في الجامعات والمعاهد والكليات، لتنمية مرحلة الجوالة بوصفها إحدى مراحل العمل الكشفي التي تضم قطاعاً كبيراً من الشباب، كما تسعى الجمعية حالياً إلى فتح نوافذ جديدة.

وعلّل سعيهم إلى التوسع في نمو العضوية بأنه ليس للتباهي بعدد الأعضاء، ولكن هدفه الأساسي زيادة عدد الفتية والشباب الذين تستهدفهم الحركة الكشفية، لتوصيل رسالتها التربوية إليهم لإعداد مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم، وقادرين على الإسهام الإيجابي في تنمية وطنهم والمشاركة في بنائه وخدمة مواطنيه، من خلال العديد من البرامج التطوعية، سواء بشكل منفصل، أو بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.

وأضاف: «من جانب آخر، فإن إدراج الحركة الكشفية في المؤسسات التعليمية والشبابية يوفر تجربة فريدة من خلال الممارسة العملية للفتية والشباب من المنتمين إلى تلك المؤسسات، فالتربية الكشفية نمط فريد من التربية اللاصفية، إذ تؤدي الكشافة أنشطتها وبرامجها في حياة الخلاء، فتوفر بذلك مناخاً حيوياً لهم للارتباط بالطبيعة والبيئة.

فضلاً عن أن الطريقة الكشفية، من خلال عناصرها المختلفة المتمثلة في التعلم بالممارسة، وقيادة الراشدين والمشاركة المجتمعية، وتطبيق نظام الشارات للتقدم، وتنفيذ البرامج المتطورة والمثيرة، والعمل في جماعات صغيرة لتقوية وازع العمل الجماعي من خلال فريق، تنمي شخصية الفتية والشباب في الحركة الكشفية، وتجعلهم قادرين على ممارسة مهارات التخطيط والتقييم وإدارة الاجتماعات وتنظيم الأنشطة، وكل هذه الجوانب التطبيقية العملية هي بلا شك مكملة للبرامج الأكاديمية التي تقدمها المؤسسات التعليمية في المدارس والمعاهد والكليات، وكذلك مكملة للبرامج الشبابية التي تقدمها الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية».

تشجيع الشباب على العمل الكشفي

شدد مسؤولون وأعضاء في الحركة الكشفية على ضرورة أن يقوم أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم على الانضمام للحركة الكشفية التي تقدم لهم تجربة نوعية، مشيرين إلى دورها في مساعدة الشباب في فهم أهمية المرحلة التي تعيشها المنطقة والتركيز على البناء وتحمل المسؤولية تجاه الوطن، وذلك أن العمل الكشفي الحقيقي يدعو إلى التعاون وتأثير قيم الإخاء والمحبة والعطاء.

وقال الدكتور سالم الدرمكي رئيس جمعية كشافة الإمارات إن رؤيتهم المستقبلية تتمثل في أن يصبح للمفوضية والمخيم الكشفي استراتيجية عمل منهجية تخدم كافة المجالات المندرجة تحت مجالات المنهاج الكشفي، ما حدا بهم إلى تكليف المختصين في المفوضية بإعداد خطة عامة لأنشطة المفوضية للعام 2017 تحت إشرافهم وتوجيهاتهم حتى تواكب كافة الأنشطة المستقبلية، مشدداً على سعيهم ليصبح المخيم الكشفي بالشارقة منارة للعمل الكشفي وملتقى للفعاليات الكشفية والشبابية المختلفة.

كشافة الإمارات حاضرة عربياً ودولياً

شدد اللواء عبد الرحمن محمد رفيع نائب رئيس جمعية كشافة الإمارات ورئيس مفوضية كشافة دبي على حرص كشافة الإمارات على التواجد الفعال في مختلف المحافل الكشفية الخليجية والعربية والدولية المتمثلة في المؤتمرات والمخيمات والندوات الكشفية وورش العمل التخصصية.

وأن تتيح الفرص المتعددة لمختلف القيادات والكشافين والشباب من الجوالة للمشاركة والتفاعل، بهدف اكتساب الخبرة الفنية، وفتح آفاق جديدة أمامهم لتبادل الخبرات ونقل قصص النجاح، والسعي للتطوير والابتكار، وهذا من شأنه أن يصقل الشخصية، ويولد طاقات إبداعية لدى الكشافين والقادة، ويستثير حميتهم للنهوض بالحركة الكشفية، وأن يكونوا أكثر بذلاً وعطاء، فضلاً عما يولده داخلهم من تحدٍّ للبروز والتقدم.

ومن جانب آخر يقدم المشاركون في تلك المحافل الدولية بأنواعها للآخرين ثقافة وحضارة وتاريخ دولة الإمارات، وإنجازاتها العديدة في كافة مجالات التقدم، ومدى حيوية وفاعلية المجتمع المدني في بناء ونهضة بلدهم.

فيكونوا بذلك خير سفراء له، وهذه الخبرات والطاقات والتجارب المكتسبة من خلال المشاركات الخارجية يتم استثمارها داخلياً ومحلياً في كافة الأنشطة والأحداث والفعاليات التي تستضيفها الدولة، حيث يقدم هؤلاء الشباب أنفسهم كمتطوعين في إدارة وتنظيم تلك الفعاليات بما لديهم من خبرات مكتسبة، وعلى سبيل المثال الحدث القادم إكسبو 2020.

وقال: إن جمعية كشافة الإمارات تولي اهتماماً خاصاً ببناء الكوادر القيادية المواطنة، من خلال توفير مستويات التأهيل المختلفة، مثل الشارة الخشبية ومساعدي قادة التدريب وقادة التدريب الدولية، إضافة إلى التأهيل التخصصي بأنواعه، ونهدف من ذلك إلى تحسين نوعية القيادة وبالتالي تحسين نوعية الكشافة في الدولة، مشيراً إلى وجود عجز في القيادات المواطنة، ما يجعلهم يسعون بشكل جدي لجذبهم وتشجيعهم، وإتاحة الفرص المتعددة لهم داخلياً وخارجياً، وتحفيزهم.

برامج توعية تصب في خدمة المجتمع

ذكر الدكتور أحمد ثاني الدوسري الأمين العام للجنة الرواد بجمعية كشافة الإمارات أن دولة الإمارات تولي اهتمامها كبيراً بالأنشطة الشبابية منذ تأسيسها، وكان للحركة الكشفية في الإمارات أهمية كبيرة حيث أولت الحكومة أهمية لهذه الحركة التربوية التطوعية، وخصصت الأراضي لإقامة المخيمات الكشفية، وعززت مشاركاتها في المحافل العربية والعالمية.

وقال الدوسري: تحتوى المناهج الكشفية على الكثير من البرامج التوعوية والمجتمعية التي تصب في خدمة المجتمع، وأفراد الكشافة فئة من الشباب المتميزين الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين وتقديم كل ما يتطلب منهم تنفيذه لمجتمعهم من خلال الخدمات المجتمعية لهذه الفئة الشبابية فالكشافة استثمار هام للخطط التنموية للدولة.

وتحدث عن أهمية إدماج أعضاء الحركة الكشفية في الأعمال التطوعية التي يتطلبها تنفيذ بعض الأنشطة الإنسانية التي تستهدفها الدولة، وكذلك المعاونة في الأعمال التطوعية المطلوبة لتنظيم بعض الأحداث والمهرجانات والبطولات التي تنظمها الدولة ومؤسساتها المختلفة.

تعاون إقليمي بأبعاد عالمية

اعتبر الدكتور عاطف عبد المجيد، الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية والمدير الإقليمي، التعاون مع كشافة الإمارات بصفة عامة، ومفوضية كشافة الشارقة بصفة خاصة، نموذجاً للتعاون الإقليمي ذي الأبعاد العالمية، متحدثاً عن المكرمات السخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي الحركة الكشفية في الإمارة، الذي دعم العديد من الفعاليات التي تهم الكشفية، مثل الانتماء والبيئة والعمل الإنساني والاهتمام بأصحاب الهمم والمبادرات الذكية.

كل هذه الموضوعات جمعت ما يزيد على 50% من مجمل الجمعيات الكشفية على مستوى العالم، وهذا نعتبره سنداً ودعماً، وأيضاً يحقق جمع شباب العالم في رؤية واحدة، وفي تعاون ومحبة مستمرة، تعزز لعالم أفضل يعمل فيه كل المواطنين من أجل الارتقاء بأوطانهم بصورة إجابية فاعلة.

وقال إن كشافة الإمارات، ممثلةً في مفوضية كشافة الشارقة، نموذج متكامل، إذ دعت أخيراً أكثر من 100 من جوالة العالم، واتصلت بالجمعيات ومديري الأقاليم الكشفية، وتم إكمال كل الإجراءات إلى حين وصولهم واستضافتهم وتفويجهم، بما فيه تسكينهم وإعاشتهم، وهذا يعتبر من النماذج التي يحتذى بها في الجمعيات الأخرى.