يجسد النجاح الذي حققته ابنة الإمارات، من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي، ومشاركتها في العمل البرلماني، الريادة والتقدم، اللذين وصلت إليهما دولة الإمارات على صعيد تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها السياسية، ومساهمتها في عملية صنع القرار، في إطار الرعاية والدعم الذي تحظى به منذ تأسيس الدولة، ترجمة لرؤية القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويواصل هذا النهج، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، راعي مسيرة تمكين المرأة.

ويشارك المجلس الوطني الاتحادي، في الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف في الثامن من شهر مارس من كل عام، وهو يحقق ريادة على مستوى الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، والعديد من الإنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي، تنفيذاً للاستراتيجية البرلمانية للأعوام 2016-2021م، التي تستهدف تقديم أفضل أداء برلماني، وفق أفضل الممارسات العالمية.

تنمية شاملة

وكان الاهتمام بالمرأة وتمكينها لأخذ دورها الطبيعي في المجتمع، حاضراً في معظم توصيات المجلس التي تبناها، والتي تناولت مختلف القطاعات المهمة، مثل: المعاشات والإسكان والتوطين والصحة والتعليم والعمل والإعلام، التي تعزز الجهود الرامية إلى دعم مسيرة التنمية الشاملة في الدولة، وفي تحقيق أهدافها التنموية في شتى المجالات.

وساهم المجلس الوطني الاتحادي، منذ عقد جلسته الأولى من دور انعقاده العادي الأول للفصل التشريعي الأول، بتاريخ 12 فبراير 1972م، في إقرار التشريعات وطرح مختلف القضايا وتبني التوصيات التي تستهدف تعزيز مشاركة المرأة في مسيرة التنمية الشاملة المتوازنة التي تشهدها الدولة، وتفعيل دورها في خدمة المجتمع، ما يؤهلها من النهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني.

وعقد المجلس، منذ تأسيسه ولغاية الجلسة العاشرة من دور الانعقاد العادي الثالث للفصل التشريعي السادس عشر الحالي، التي عقدها بتاريخ 28 فبراير 2018م، 581 جلسة، أقر خلالها 610 مشروعات قوانين، وناقش 316 موضوعاً عاماً، ووجّه 798 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة.

محطات مهمة

وشهدت مسيرة الحياة البرلمانية، في عهد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، محطات مهمة، وحظيت برعاية واهتمام وتوجيه من قبل سموه، ترجمة للبرنامج السياسي الذي أعلنه سموه عام 2005م، الذي يعد تمكين المجلس الوطني الاتحادي أحد مرتكزاته الأساسية، وما تضمنه من مشاركة المرأة ناخبة وعضوة، وتنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس خلال الأعوام 2006م و2011م و2015م، والتي تم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية، من سبعة آلاف عام 2006م في أول تجربة انتخابية، إلى ما يقرب من 224 ألف ناخب عام 2015م.

وفي خطوة، عززت من موقع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعمل البرلماني، تضمن مرسوم صاحب السمو رئيس الدولة، رقم 6 لسنة 2007، بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي، في الفصل التشريعي الرابع عشر، تسع نساء، واحدة منهن فازت في الانتخابات التي جرت عام 2006م، في التجربة الانتخابية الأولى، التي شهدتها الدولة، لتشكل نسبة النساء في المجلس الوطني 22.2 في المئة.

وتضمن تشكيل المجلس في فصله التشريعي الخامس عشر، الذي بدأ بتاريخ 15 نوفمبر 2011م، سبع عضوات، واحدة منهن فازت بالانتخابات، وحصلت المرأة على منصب النائب الأول لرئيس المجلس، كما تضمن مرسوم تشكيل المجلس الوطني الاتحادي في فصله التشريعي السادس عشر الحالي، الذي بدأ في 18 نوفمبر 2015، تسع سيدات، واحدة منهن فازت بالانتخاب، وأصبح عدد العضوات ثماني، بعد تعيين وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي من عضوات المجلس.

ريادة

وسجل المجلس الوطني الاتحادي، ريادة لاقت كل الترحيب والتقدير على الصعيدين الداخلي والخارجي، بانتخاب امرأة لرئاسة المجلس للفصل التشريعي السادس عشر، في الجلسة الأولى من دور انعقاده العادي الأول، التي عقدها يوم الأربعاء بتاريخ 18 نوفمبر 2015م، كأول امرأة ترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس نجاح المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار، في إطار حرص القيادة الحكيمة على تمكين المرأة، وتسخير جميع الإمكانات لتعزيز مشاركتها في مختلف مناحي الحياة.

وجاء انتخاب معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، لرئاسة المجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية، المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، التابعة للاتحاد البرلماني الدولي، خلال اجتماعها الأول بمقر الاتحاد، الذي عقدته بتاريخ 5-6 فبراير 2018م في جنيف، من قبل أعضاء المجموعة، تقديراً لدور دولة الإمارات في تمكين المرأة، وتكريماً للنجاح الذي حققته، من خلال عملها في مختلف القطاعات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وللدور الحيوي للمجلس الوطني الاتحادي، في تعزيز التعاون البرلماني الدولي في مواجهة الإرهاب والتطرف، وكذلك الدور الفاعل للمجلس، على صعيد الدبلوماسية البرلمانية.

كما جاءت استضافة «القمة العالمية لرئيسات البرلمانات»، التي نظمها المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل»، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسـة الاتحاد النسـائي العام، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي عقدت في أبوظبي خلال الفترة 12-13 ديسمبر 2016م، تعزيزاً لهذه الريادة، ولتسهم من خلال مخرجاتها وتوصياتها، في إثبات قدرة المرأة على المشاركة في تقديم حلول لهذه التحديات، وفي وضع برامج وخطط عملية، تسهم في وضع حلول لمختلف القضايا التي تعاني منها دول وشعوب العالم.

تميز

تضطلع المرأة الإماراتية، من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي، بدور متميز على الصعيد الداخلي، بمشاركتها في جميع مناقشات المجلس، وبطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة، كما رأست عدداً من اللجان الدائمة والمؤقتة، وللمرأة دور فاعل، من خلال مشاركتها في المؤتمرات الخارجية على الصعيدين العربي والإقليمي والإسلامي والدولي.