افتتح «صرح زايد المؤسس» أبوابه، أمس، أمام الجمهور، آخذاً زواره في رحلة إنسانية وتاريخية، يروي من خلالها مآثر وإنجازات المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والقضايا والأفكار التي دافع عنها، والقيم التي نشرها في المنطقة والعالم.
ويسرد الصرح قصصاً عن دور «زايد الخير والعطاء» في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر مجموعة متنوعة من الصور النادرة والمقاطع المصورة، والقصص الشخصية التي يرويها أشخاص عرفوه عن كثب، متيحاً لأجيال الحاضر والمستقبل الفرصة للتعرف بعمق إلى شخصية صنعت تاريخ المنطقة.
ويتألف الصرح من 5 أقسام امتدت على مساحة 3.3 هكتارات، هي مركز الزوار، والثريا، والممشى الرئيس، وقاعة عرض الصور، وقاعة عرض الأفلام التسجيلية، والحديقة الرئيسة، حيث أُنشئ الصرح ليكون تكريماً وطنياً مستمراً يخلّد ذكرى الشيخ زايد، القائد الأب مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتظلل الصرح «الثريا» التي استمدها المصمم العالمي رالف هيلمك، الذي ابتكر العمل الفني من البيئة التراثية في الإمارات ومن النجوم التي تزين سماء الصحراء، ليصنع منها 1327 شكلاً هندسياً متناسقاً معلّقة على أكثر من 1000 كابل، بطابع ديناميكي يُظهر ملامح الشيخ زايد من زوايا عدة حول الصرح، كنجم يشع في السماء، ويضيء المستقبل برؤيته الراسخة التي أسست دولة الإمارات.
وهو ما يصفه رالف قائلاً: «حرصنا من خلال المشروع على إنشاء صرح مضياف يجمع بين الضوء والتأمل، وبين التواصل والتعمق في شخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، القائد والإنسان الذي خلّد ورسّخ بإنجازاته وأعماله الإنسانية بصمة واضحة في تاريخ المنطقة والعالم».
استثمار
وأشار إلى أن دولة الإمارات حريصة على الاستثمار في الثقافة والتعليم والفن، ولذلك لا نعتبر أن عملنا انتهى بافتتاح الصرح، لكنها بداية، حيث نسعى إلى اجتذاب الشعوب جميعها في المنطقة لزيارة «صرح زايد المؤسس»، ليس مرة واحدة فقط، ولكن أكثر من مرة من خلال تنظيم العديد من الفعاليات، ومع الافتتاح الرسمي للصرح أمام الجمهور، تم تنظيم زيارتين لمدرستين، حيث تعرف الطلاب عن قرب إلى مآثر وشخصية الشيخ زايد، رحمه الله.
«صرح زايد المؤسس ليس مجرد صرح»، هذه العبارة كانت القاسم المشترك في كلمات الجمهور الذي توافد، أمس، إلى كورنيش أبوظبي في أول أيام افتتاح الصرح للجمهور.
وأشار عبد الله الطنيجي إلى أن صرح زايد المؤسس في أبوظبي ليس مجرد صرح، لكنه جولة عبر التاريخ، ومنصة للتواصل بين الأجيال، والتعرف عن قرب إلى إرث قائد وباني حاضر ومستقبل الإمارات، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهي الرسالة التي يحملها الصرح للعالم أجمع.
وعن التصميم المعماري للصرح الذي وضعه المصمم العالمي رالف هيلمك، قال عبد الله محمد: «ما نقدره في هذا التصميم هو كيف أعادنا المصمم إلى تراثنا وتاريخنا، بعد أن استطاع أن يستوعب ثقافتنا المحلية، فعندما ندخل إلى موقع «الثريا» ونرى الأشكال الهندسية المتناسقة التي ترسم صورة الشيخ زايد، نتذكر عظمة وشموخ هذا القائد الذي نجح بحكمة وعزيمة في أن يضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة على المستويات كافة».
وتابع: «يجسد الصرح، بجلاء وصدق، عمق الولاء والوفاء والحب الذي يكنّه شعب الإمارات لزايد الخير والعطاء، ومكانته في وجدانه وذاكرته، معرباً في الوقت نفسه عن فخره واعتزازه بهذا القائد الذي سطر اسمه بحروف من ذهب في سجلات القادة الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ البشرية».
ملامح
وأضاف أحمد محمد الشحي: «صرح زايد ليس مجرد موقع يضم صوراً وأعمالاً فنية، لكنه منصة فنية وروح تعكس ملامح المنطقة وتاريخها التي أسّسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، بشكل مختلف بعيداً عن التكرار، ولذلك نرى أن البعد الروحي واستخدام التكنولوجيا المبتكرة حاضران بقوة في بناء الصرح».
وشدد على أن «صرح زايد المؤسس» سيتيح لأجيال الحاضر والمستقبل الفرصة بأن ينهلوا من حكمة وقيم زايد الكثير، ويتفكروا في مسيرة القائد المؤسس لدولة الإمارات، مؤكداً أن الصرح يعد مدرسة تؤخذ منها الدروس، لإعادة إنتاجها في أسلوب حياتنا، لنشارك بدورنا في مواصلة مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة، كل منا في مجال عمله.
وبيّن صلاح عبد الله سبيعان أن أقوال المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تزخر بها جدران الممشى الرئيس لصرح زايد المؤسس، تمثل منارات تضيء دروب النجاح لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، إذ ترسّخ في نفوسهم حب الوطن والتمسك بالهوية، وتأكيد قيمة التضامن والتكافل المجتمعي.
ونوه بأن صرح زايد المؤسس يمثل جسراً بين التاريخ والابتكار، وتعريفاً بقائد وإنسان تحلى بالحكمة والإيمان، واهباً نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة.
وبدوره، قال يوسف المرزوقي إن صرح زايد يتضمن مجموعة من الأفلام التسجيلية لعدد من الأشخاص الذين رافقوا الشيخ زايد، تستعرض أهم فصول ملحمة البناء التي قادها الشيخ زايد من مرحلة الصفر بإقامة المدارس ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات الصحية ببناء أحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمجمعات السكنية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين.
وبيّن أحمد سالم أن الصرح يتضمن عناصر أساسية، الأول يتمثل في الثريا التي تمثل عملاً فنياً مبدعاً، والعنصر الثاني يتمثل في الأقوال والصور والفيديوهات التي تستعرض مسيرة الشيخ زايد، مضيفاً أن الصرح يعد منصة ثقافية فريدة من نوعها، تنضم إلى المشاريع الثقافية الأكثر طموحاً في المنطقة.
وقالت غفران عبيد إن صرح زايد المؤسس سيعطي لشريحة مهمة من سكان العالم، خاصة الأجيال الحديثة والزائرين والمقيمين على أرض الدولة، الفرصة لمشاهدة صور نادرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسماع قصص يرويها أشخاص رافقوه خلال فترة حكمه لدولة الإمارات.
موقع
ويقع صرح زايد المؤسس في مكان خلّد عبر السنين ذكرى الشيخ زايد، حيث كان يضم إلى وقت قريب صورة «أبونا زايد»، وذلك عند تقاطع شارع الكورنيش مع الشارع رقم 18 في أبوظبي. وأقيم صرح زايد المؤسس في المكان ذاته، ليصبح هذا الصرح وجهةً تحتفي بذكرى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في قلب العاصمة الإماراتية.
زيارات
ويفتح مركز الزوار أبوابه يومياً من الـ9 صباحاً حتى الـ10 مساءً على مدى أيام الأسبوع، إذ يوفر لزواره عدداً من التجارب مع شخصية الشيخ زايد تمكّنهم من التعرف عن كثب إلى حياة القائد الإنسان وإرثه، من خلال إثراء معرفتهم بشخصية المغفور له بإذنه تعالى، ورؤيته الخالدة على الصعيدين المحلي والعالمي.