قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، واجب العزاء في وفاة الشيخ مبارك بن قران راشد المنصوري.

وأعرب سموه، خلال زيارته مجلس العزاء في أبوظبي، عن خالص تعازيه ومواساته إلى أبناء الفقيد محمد وقران وناصر وعبدالله وأحمد، وذويه وأقربائه، داعياً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه ومجتمعه.

وقال سموه: «إن وطننا فقد أحد رجاله الأوفياء المخلصين، مشيراً إلى أنه كان أخاً ورفيقاً حكيماً للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رافقه لسنوات طويلة معيناً له في مسيرته».

معزون

وقدم واجب العزاء إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.

والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

مناقب

كما أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن تعازيه في تدوينة عبر حسابه في «تويتر»، قائلاً: «إيماناً بقضاء الله وقدره فقدت الإمارات اليوم رجلاً من رجالاتها الأوفياء ووجهاً من وجوه الوطن المضيئة.. رحم الله مبارك بن قران المنصوري، كان الوفي والمعين والصديق لمؤسس الدولة، رفيق دربه ومسيرته.. صاحب الرأي السديد والحكمة الصائبة والمشورة الراجحة.. تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه..».

وكانت وزارة شؤون الرئاسة نعت المغفور له، الشيخ مبارك بن قران المنصوري، أحد أبناء الإمارات المخلصين ممن حققوا إنجازات كبيرة على الصعيد الوطني، الذي وافته المنية، أمس، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم آله وذويه الصبر والسلوان، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

وقد رافق بن قران الذي كان عضواً في المجلس الاستشاري الوطني، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال مسيرته ولم يغب عن مجالسه، رحمه الله.

مواساة

وقدم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، تعازيه في الفقيد، وقال سموه في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات عبر حسابها في «تويتر»: «رحم الله مبارك بن قران المنصوري، أحد رجالات الدولة المخلصين الذي ظل طوال حياته يعمل من أجل خدمة الوطن وإعلاء شأنه وبناء مسيرة التنمية وإسداء النصح والتوجيه للأجيال المعاصرة والتنشئة الصالحة للأبناء».

وأضاف سموه: «لقد كان رحمه الله إحدى الشخصيات الوطنية الرفيعة التي رافقت مؤسس الدولة الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه، لسنوات طويلة، فكان السند والأخ والصديق الوفي له ولمسيرته»، وتابع سموه: «وإذ نعبر عن حزننا الشديد لفقدانه، فإننا ندعو الله العلي القدير أن يرحمه ويغفر له ويدخله فسيح جناته، وأن يجازيه خيراً، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

كما قدّم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تعازيه في الفقيد بن قران المنصوري، ونشر سموه عبر حسابه في «تويتر»، فيديو يظهر الفقيد خلال لقاء عبر تلفزيون دبي، وصوراً للفقيد خلال مصافحته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقال سموه مدوناً: «رحم الله مبارك بن قران المنصوري، كان رفيقاً مخلصاً للقائد المؤسس، رحمه الله، وإماراتياً غيوراً على وطنه، رفيعاً بأخلاقه.. محبوباً ومشاركاً بمواطنته الإيجابية في مجتمعه وخارج مجتمعه».

تشييع

وأدت جموع غفيرة من المصلين بجامع الرحمة في منطقة بني ياس بأبوظبي، صلاة الجنازة على جثمان الشيخ مبارك بن قران راشد المنصوري، الذي انتقل إلى جوار ربه صباح أمس.

جموع

وشيعت الجموع جثمان الشيخ مبارك المنصوري إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة بني ياس.

ودعا جميع المصلين الله العلي القدير أن يتغمد المرحوم بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

الفقيد في سطور

يعد الشيخ مبارك بن قران بن راشد آل مانع المنصوري أحد الشخصيات المؤثرة والمهمة التي رافقت مؤسس دولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ومنذ شبابه كان من أقرب المقربين للمغفور له، ويعد الأخ والصديق الوفي الذي كسب ثقة المغفور له.

ولد مبارك قران المنصوري في عام 1939، في منطقة الظفرة في أبوظبي، وشغل منصب رئيس لجنة المصالحة التابعة لدائرة القضاء بالمنطقة الغربية منذ 2007، وهو عضو في المجلس الاستشاري الوطني. رافق الشيخ زايد منذ مطلع الستينيات.

حيث لم يكن مرافقاً شخصياً له فحسب، بل أحد المقربين منه، وطول تلك السنوات جمعته علاقة طيبة مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، امتدت إلى غاية رحيل الشيخ زايد، وكان الشيخ مبارك بن قران المنصوري يملك الكثير من المواقف واللقاءات التي شهدها مع فقيد الأمة، قائلاً على الدوام:

«لو أقضي سنوات في وصفه، فلن أوفيه حقه على الإطلاق، فزايد مثل الغيث من السماء إلى الأرض، كله خير، وأنا أفرح بالكلام عن زايد وأحب أن أظهر ما أعرفه عنه، وهو قليل من كثير.. زايد إذا جاء إلى مكان أثر فيه بالخير».

في مارس من العام الجاري 2018 كرّمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجائزة أبوظبي، حيث حصل على «وسام أبوظبي»، الذي يمثل أرفع تكريم مدني للشخصيات التي كانت لها إسهامات في مختلف المجالات.

مسيرة حافلة بالعطاء

« البيان » حظيت بآخر حوار مع الفقيد

المنصوري.. رفيق درب المؤسس

رافق الشيخ مبارك بن قران المنصوري، رحمه الله، المغفور له الشيخ زايد في حله وترحاله، وقضى معه أجمل فترات عمره، مسترشداً بحكم المغفور له، مرتبطاً بعلاقة قوية بمؤسس دولة الإمارات تعود إلى مطلع الستينيات من القرن الماضي.

وقد خص الفقيد صحيفة «البيان» بآخر حوار ومقابلة صحفية خلال شهر رمضان المبارك، استعرض فيها أهم الصفات والمميزات التي شكلت شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، والمواقف والأحداث التي جمعته بالمغفور له، فضلاً عن دور الشيخ زايد في بناء دولة الاتحاد.

كما تناول الشيخ مبارك المنصوري خلال اللقاء الصعوبات التي واجهت المغفور له الشيخ زايد، وكيف تمكن الشيخ زايد بحكمة من تجاوزها تحقيق حلم أبناء الإمارات في تشيد دولة قوية تنعم بالازدهار والتطور في كل المجالات.

وروى المنصوري ذكرى أول لقاء له جمعه بالشيخ زايد، فقال: «كنت برفقة أهلي في السعودية، وكانت لنا أعمال في البحرين، وأرسلت إلى هناك لأقضي هذه الأعمال، ثم عدت ألى السعودية ومنها انطلقت في رحلة طويلة إلى العين، حيث توجهت إلى الشيخ زايد لما سمعته عنه من صفات ومميزات وهبها الله له، وقلت له: جئتك اعتبرك والدي الثاني، مسلماً ومرافقاً وولداً، فقال: «مرحباً.. مرحباً، ولد عند أبوه».. ومن يومها لم أفارقه إلى أن توفاه الله».

وأضاف: «زايد يحب الإنسان الطيب ويحب الرفيق الذي يخلص معه، وأنا أخلصت في العمل معه، ويحب الشخص الذي يعتمد عليه، والحمد لله أني لم أعمل عند أحد ولم أطمع في أحد إلا في رفقة زايد وشهامته، وهذا ما فزت به ووفقني الله تعالى إليه أني دخلت مع زايد وشاركت في حياته وعرفت طابع زايد وأهله وأبنائه، ولله الحمد على ذلك وأنا فخور بهذا الأمر».

وأشار المنصوري إلى أن زايد واجه كثيراً من التحديات في بداية حكمه، منها مثلاً أن الرغبة في التعليم عند البدو كانت ضعيفة، ولكنه ظل مع الناس يقنعهم ويرغبهم في العلم والتعليم، والناس كانت تحبه لصدقه الشديد في كل ما وعد به، فأطاعته ونفذت ما طلبه منهم وسلموا أمرهم لله عز وجل ثم للشيخ زايد، وكثيراً ما كان يمرّ على الأولاد ويحملهم معه في سيارته إلى المدارس في العين.

وحكى المنصوري أن أحد الصحافيين قال للشيخ زايد إن ما تفعله مع الشعب سوف يفسده؛ لأنك تعطي كل الناس أراضي ومساكن ومزارع وغيرها بلا مقابل وهو ما سيعوّد الشعب الكسل، لكن الشيخ زايد أنصت باهتمام لما قاله الصحافي .

وقال له: «إذا كان لديك عشرة من الأبناء ماذا كنت ستفعل معهم في التعليم والمسكن وغيره؟ فرد الصحافي: سأبذل جهدي حتى أوفر لهم المسكن المناسب والتعليم الجيد وفرص العمل الملائمة، فضحك الشيخ زايد، قائلاً: هكذا أفعل مع أبنائي، فجميع أبناء الشعب أبنائي».

ويقول: «إن اتحاد دولة الإمارات كان فكرة زايد، فكان يرى أن أي إمارة منفردة ليس لديها القوة الكافية كي تدافع عن نفسها، ففكّر في الاتحاد وكيف يجمع الإمارات، وهذا التفكير ليس بسيطاً، فكيف يجمع 7 حكام على أمر واحد، وبدأ يطرح أفكاره ويرسل إلى حكام الإمارات ويزورهم ويقترح عليهم الاتحاد، فكل إمارة كان بها عدد قليل من الجنود، فقال لهم: كل إمارة منفردة يمكن أن تكون مطمعاً، أما إذا اجتمعنا على أمر واحد فسوف يحسب الجميع حسابنا وهكذا».

إقرأ أيضا: 

زايد مثل غيث السماء كله خير لأهل الأرض