وقّع مركز دبي المالي العالمي مذكرة تفاهم مع مجموعة «إيفربرايت» الصينية، الشركة الاستثمارية المملوكة من قبل الحكومة والتي تنشط في مجالات الخدمات المصرفية والأوراق المالية والتأمين والصناديق الاستثمارية وإدارة الأصول والعقود المستقبلية وإدارة الاستثمارات.
فرص
تأتي الاتفاقية في إطار مساعي المجموعة لاستكشاف أفضل الفرص الاستثمارية ذات الصلة بمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، كما تدعم مسيرة تطوير الأعمال للمجموعة ضمن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
قام بتوقيع مذكرة التفاهم كل من عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، وجي هايجاو، نائب المدير العام، مجموعة إيفربرايت الصينية، عقب اجتماع عقد بين عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، ولي شاوبينج، رئيس مجموعة «إيفربرايت» الصينية.
ومن خلال هذه الاتفاقية، ستستفيد المجموعة من موقع المركز الاستراتيجي ومنصته ذات المعايير العالمية، لإدارة استثماراتها في المنطقة، إلى جانب اقتناص فرص النمو التي تزخر بها.
تطور
وقال عيسى كاظم: «يجمع بين دبي والصين علاقات تعاون قوية تشهد تطوراً مستمراً مما من شأنه دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق تأثير إيجابي في المنطقة.
ومن خلال شراكتنا مع مجموعة إيفربرايت الصينية، نحن على قناعة بأن مركز دبي المالي العالمي يتمتع بإمكانات مثالية لاقتناص الفرص المهمة الناجمة عن مبادرة الحزام والطريق. كما نفتخر بمعدلات النمو الملحوظة التي حققتها المؤسسات الصينية العاملة في المركز، ونتطلع قدماً لدعم المجموعة في مساعيها الرامية لتوسعة نطاق أعمالها عالمياً».
من جانبه، قال لي شاوبينج: «يواصل التعاون بين الإمارات والصين اكتساب المزيد من الزخم. وقد أثبتت دبي على وجه التحديد، أنها تتمتع بالموقع المثالي الذي يعزز قدرتنا على اغتنام الإمكانيات المتاحة في الأسواق الناشئة سريعة النمو ضمن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وجاءت اتفاقية التعاون هذه مع مركز دبي المالي العالمي، كخطوة بديهية ضمن استراتيجيتنا للتوسع العالمي، ونحن على ثقة تامة بأن بنية المركز التحتية الموثوقة والفعالة، ستمكننا من تنمية أعمالنا عبر الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة التي تزخر بها المنطقة».
مقر إقليمي
ويعد مركز دبي المالي العالمي مقراً إقليمياً لأكبر أربعة مصارف صينية والتي نجحت في ترقية تراخيصها المصرفية من مجرد شركات تابعة إلى فروع قائمة بذاتها، كما يحتضن المركز المقرات الإقليمية لشركات صينية كبرى، بما في ذلك بتروتشاينا، وشانغهاي إلكتريك إنفستمنت، وزي تي إي كوربوريشن، وشركة طريق الحرير الجديد، وشركة سي إم إي سي تار لاستثمارات التعدين.
وشهد المركز نمواً مستمراً في أصول المؤسسات المالية الصينية المسجلة لديه، والتي تستأثر بـ 22٪ من إجمالي الأصول المسجلة فيه كما في نهاية الربع الثالث من العام 2017.
حيث بلغ إجمالي قيمة هذه الأصول 33.4 مليار دولار أميركي، ما يمثل زيادة بنسبة 30.5٪ مقارنة بـ 25.6 مليار دولار كما في نهاية العام 2016.
ويعكس هذا النمو قوة أواصر التعاون والتفاهم القائم بين الجهات التنظيمية في الصين ومركز دبي المالي العالمي، فضلاً عن مكانة المركز الرائدة باعتباره بوابة تتيح لهذه المؤسسات الوصول إلى فرص الأعمال التي تزخر بها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
منصة مثالية
قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، إن المركز يعد منصة مثالية وموثوقة للمؤسسات الصينية التي تتطلع إلى إطلاق وإدارة استثماراتها وعملياتها في الأسواق الواقعة على امتداد الممر الاقتصادي الجنوبي-الجنوبي، وذلك بفضل البيئة والقوانين والهياكل التنظيمية المواتية.
وأضاف في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»: هناك اليوم أكثر من 4 آلاف شركة صينية تمارس نشاطها في دبي، كما اختارت بعض أشهر المؤسسات الصينية من مركز دبي المالي قاعدة لإطلاق عملياتها الإقليمية، بما في ذلك أكبر أربعة مصارف صينية من حيث إجمالي الأصول، «بنك الصين» و«البنك الزراعي الصيني» و«البنك الصناعي التجاري الصيني» و«بنك الصين للتعمير».
وتابع: «دائماً ما يجدد مركز دبي المالي التزامه بدعم مبادرة «الحزام والطريق»، التي أطلقتها الصين، لاسيما مع إنشاء منصة مالية قوية وداعمة للمؤسسات الصينية مع تمتعه، أيضاً، بموقع استراتيجي يجعل منه حاضنة فريدة من نوعها تمتلك كل المقومات التي تؤهله لأن يكون شريكاً مهماً للمبادرة».
تعزيز
وأضاف: «كجزء من المبادرة التي تركز على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز الدور الحيوي الذي تلعبه دبي بوصفها مركزاً استراتيجياً بارزاً لمبادرة «الحزام والطريق»، قام مركز دبي المالي بإدخال مزيد من أوجه التطوير والمميزات على محفظة عروضه وشراكاته القوية مع المؤسسات الصينية التي تواصل استخدام المركز بوابة أساسية لها للوصول إلى فرص النمو».
وأكّد أهمية علاقات التعاون الوطيدة التي تجمع مركز دبي المالي العالمي بالمؤسسات الصينية، ومجالات التعاون تزداد يوماً بعد آخر، التي يمكن من خلالها دعم مبادرة «الحزام والطريق»، ففي مايو الماضي استضاف المركز وفداً صينياً رفيع المستوى، تَقدَّمه تشيان كه مينغ، نائب وزير التجارة بجمهورية الصين الشعبية.
وركّز اجتماع الوفد على مجالات التعاون التي يمكن من خلالها دعم مبادرة «الحزام والطريق»، التي أطلقتها الصين لتكون بمثابة طريق الحرير الجديد، كما تطرّق إلى اهتمام المؤسسات والشركات الصينية المتزايد بمواصلة أعمالها انطلاقاً من المركز وبيئته المتطورّة بما تمتلكه من إمكانات هائلة في قطاع التكنولوجيا المالية.
ربط
وقال: «بوصفها ممراً رئيساً للتجارة بين الصين ودول أخرى، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، ودبي على وجه الخصوص، لاعباً رئيساً في مبادرة «الحزام والطريق»، التي تهدف الصين من خلالها إلى ربط آسيا بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا من خلال شبكة من التجارة والبنية التحتية».
حلقة وصل
قال عيسى كاظم إن الصين تعد أكبر شريك تجاري لدبي، ويجمع بين الإمارات والصين علاقات تجارية راسخة، وبلغ إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بينهما في العام 2017 أكثر من 53.3 مليار دولار بنمو إلى 15% مقارنة مع 2016.
وأشار إلى الدور الذي تلعبه دبي، التي طالما شكّلت حلقة وصل لتدفقات التجارة والاستثمار عبر الممر الاقتصادي الجنوبي-الجنوبي، وتعدّ الصين كما نعدها دائماً جزءاً مهماً للغاية من هذا الممر.
وأضاف أننا نفتخر بالعلاقات القوية التي نجحنا في ترسيخها مع الصين، وتحديداً مجتمعها المالي، ويمثل مستوى الاهتمام الكبير الذي لا نزال نشهده من جانب المؤسسات الصينية خير دليل على الدور المتنامي للمركز كبوابة للنمو، ويعود ذلك إلى بنية المركز التحتية عالمية المستوى.