أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» محمية وادي الوريعة في إمارة الفجيرة في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي لتصبح بذلك ثاني محمية في الدولة تنضم لشبكة المحميات العالمية.

وأشاد معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، باختيار محمية وادي الوريعة في إمارة الفجيرة في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، مبيناً معاليه أن جهود القائمين على المحمية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أفضت إلى تحقيق هذا الإنجاز الوطني المشرف.

وبيّن معاليه أن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تضطلع بدور كبير في إبراز التنوع الحيوي والجغرافي الذي تتمتع به الدولة لدى مختلف الهيئات والمنظمات الدولية، إذ يأتي إدراج محمية وادي الوريعة كونها ثاني محمية في الإمارات تدرج ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي بعد محمية مروح الطبيعية في إمارة أبوظبي.

ولفت معاليه إلى الرعاية الكبيرة التي يحظى بها التنوع البيولوجي الطبيعي في الدولة من قبل القيادة الرشيدة التي سخرت كل الإمكانات في سبيل الحفاظ على المحميات الطبيعية في الدولة، وتوفير كل ما يلزم في سبيل استدامتها والاستفادة منها في تعزيز مكانة الدولة على خريطة السياحة العالمية باعتبار المحميات وجهة سياحية تحظى باهتمام عالمي.

إضافة نوعية

وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» لمحمية «وادي الوريعة» الوطنية في إمارة الفجيرة كونها ثاني محمية إماراتية تندرج في الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، يمثل إضافة نوعية جديدة لسجل المنجزات الرائدة للقيادة الرشيدة، التي أولت قضايا حماية البيئة واستدامتها القدر ذاته من اهتمامها بالتنمية البشرية والاقتصادية، ما أسهم برفع اسم الإمارات عالياً على الخارطة البيئية العالمية.

وأضاف معالي الزيودي: «حجم الاهتمام الموجه نحو طبيعة بلادنا الخلابة بدأ منذ بداية الاتحاد في عهد المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث اهتم رحمه الله بالطبيعة ومنحها الوقت والجهد والموارد، واضعاً بذلك منهاجاً نسير عليه اليوم في الحفاظ على مَواطن الجمال المنتشرة في بلادنا».

وأشار معالي الزيودي إلى أن محمية «وادي الوريعة» الوطنية استحقت هذا الاعتراف الدولي المرموق نتيجة جمالها وما تتمتع به من مزايا طبيعية متميزة، أهمها احتضانها مجموعة من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، وتعتبر اليوم واحدة من كنوز الطبيعة في دولة الإمارات.

ونوّه معاليه إلى أن القيادة الرشيدة تعمل اليوم على تعزيز مكانة الدولة على خارطة السياحة البيئية العالمية، مؤكداً أن الإمارات باتت تمتلك المقومات اللازمة لتطبيق منظومة سياحة بيئية ذات مستوى رائد عالمياً حيث تضم أشكالاً مختلفة من التنوع البيولوجي البري والبحري.

إنجاز عالمي

بدورها باركت أمل الكوس، الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لإمارة الفجيرة وبلدية الفجيرة، وفريق عمل وادي الوريعة تحقيق هذا الإنجاز العالمي، المتمثل بضم المحمية للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في منظمة اليونسكو، الأمر الذي من شأنه الإسهام في إبراز مكانة وجهود دولة الإمارات في مجال العلوم الطبيعية والمحميات عالمياً.

وبيّنت أن العمل جارٍ حالياً بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة لتوفير الدعم الفني لعمل مسوحات وطنية لجميع المواقع التي يمكن تسجيلها وتوفير برامج بناء القدرات بالتعاون مع منظمة يونسكو في هذا الأمر، ما سيوفر على الدولة الكثير من الموارد، وستتم الاستفادة من الخبرات الدولية، والاستفادة من الممارسات المثلى بهدف إبراز جهود وإنجازات الدولة في المجالات البيئية.

رحلة نجاح

وقال المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة إن انضمام محمية وادي الوريعة للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، تعتبر اضافة نوعية ستساهم في تسليط الضوء على اهم مميزات المحمية وما تحتضنه من كائنات ونباتات نادرة ومتنوعة، ما يسهم في زيادة اهتمام السياح والباحثين باستكشاف معالمه الطبيعية النادرة عن قرب.

وأشار إلى أن المحمية تتميز بجيولوجيا فريدة، ونظام هيدروجيولوجي يدعم مخزونها المائي، ما يجعلها ذات أهمية، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل الدولي أيضاً، حيث اثبتت العديد من البحوث العلمية والمسوحات التفصيلية المكثفة إلى أهمية الوادي البيئية كملجأ للعديد من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض على مستوى الخليج العربي.

عن المحمية

تقع محمية وادي الوريعة الجبلية ضمن سلسلة جبال الحجر، التي تمتد من سلطنة عمان في الجنوب وحتى مضيق هرمز في الشمال، حيث تخترق هذه السلسلة كامل الشريط الساحلي لإمارة الفجيرة، ويطلق على الوادي تسميته نسبة إلى نبات الورع، وهو الاسم المحلي لنبات القصب، الذي ينتشر بشكل خاص في أماكن وجود برك المياه الدائمة في الوادي.

تبعد المحمية 45 كيلومتراً شمال مدينة الفجيرة على الطريق الواقع ما بين خورفكان ومنطقة البدية، وتتميز المحمية بوجود أعداد كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، وبوجود العديد من الحيوانات البرية والطيور، وأعداد كبيرة من البرمائيات والحشرات المائية والنباتات البرية المتعددة.