أكد مشاركون في مهرجان الذيد للرطب، الذي أقيمت فعالياته بنادي الذيد الثقافي الرياضي خلال الأسبوع الماضي، أن المهرجان يعد مبادرة نوعية لتكون بمثابة حدث اقتصادي يهدف للإسهام في تعزيز فرص نمو وازدهار أعمال وإنتاجية مزارعنا في المنطقة الوسطى، إضافة إلى المساعدة على الارتقاء بجودة المنتجات والمنافسة بشكل أكبر، من خلال العمل على تحويل المهرجان إلى منصة سنوية وملتقى يجمع المزارعين والمستثمرين وتنعكس آثاره بشكل إيجابي على مختلف القطاعات الأخرى وفي مقدمتها قطاعا السياحة والفنادق، لافتين إلى أن المهرجان عرفهم بأفضل الطرق إلى تطوير شجرة النخيل من خلال نقل التجارب من المزارعين أصحاب الخبرات الطويلة في مجال إنتاج التمور، كما يعدونه منصة مهمة لتسويق منتجاتهم الزراعية بمختلف أنواعها من تمور وليمون ومختلف أنواع الفواكه التي تتميز في إنتاجها المنطقة الوسطى، كما أن المهرجان شهد في دورته الثالثة 30 ألف زائر وتم خلاله توزيع جوائز بقيمة مليون و400 ألف درهم.

مشاركة

وقال حميد بن معضد الكتبي صاحب مزرعة بالمنطقة الوسطى ومشارك في مهرجان الذيد للرطب، إنه منذ العام 1990 اهتدى إلى زراعة النخيل من خلال إنشائه مزرعة تضم عدداً من أشجار النخيل والليمون ومختلف أنواع الفواكه والخضروات، كما أنه من المشاركين الدائمين في المهرجان منذ انطلاقته في العام 2016، مشاركاً بأفضل ما تنتجه مزرعته من التمور بمختلف أنواعها، وكذلك الليمون بمختلف المسابقات التي تنظم بالفعاليات المصاحبة له، لافتاً إلى أن المهرجان يعد منصة حقيقية لتسويق منتجات كافة أصحاب المزارع بالذيد والمنطقة الوسطى والمناطق المجاورة لها، كما أنه يحقق مردوداً مادياً طيباً لأصحاب المزارع المشاركين فيه من خلال بيع كميات كبيرة من التمور المنتجة بمختلف أصنافها.

خبرات

وفي السياق ذاته يقول علي خميس المحرزي، إنه منذ الصغر مولع بالزراعة والاهتمام بها، حيث اكتسب الخبرات مبكراً من والده الذي شجعه وعرفه على أنواع التمور وأصنافها والفواكه، حيث يمتلك والده 5 مزارع في مسافي والذيد، وأنه تخصص في زراعة (الهمبة) وكافة أنواع المانجو والتي تجود به مزرعته – خصوصاً – في شهري يوليو وأغسطس من كل عام، لافتاً إلى أن معظم إنتاجه من الفواكه والتمور يسوقه داخل الدولة، وأنه يعد مهرجان الذيد للرطب بوابة لكافة منتجي التمور والفواكه لتسويق مختلف منتجاتهم لما يتيحه لهم من تنظيم يمكنهم من عرض منتجاتهم بصورة جيدة عبر منصات تم تأسيسها لذلك الغرض من قبل غرفة تجارة وصناعة الشارقة.

تظاهرة

ويقول سعيد بن راشد الطنيجي إن مهرجان الذيد للرطب يعد تظاهرة تراثية ثقافية جامعة للكثير من منتجي التمور وأصحاب المزارع حتى يعرضوا من خلاله منتجاتهم الزراعية، كما أن المهرجان بات يتحسن عاماً بعد عام من خلال المسابقات والجوائز القيمة التي تشجع أصحاب المزارع وتحفزهم لمزيد من الإنتاج والإنتاجية، مبيناً أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بذل جهوداً كبيرة وسخر الطاقات في سبيل تطوير زراعة النخيل على مستوى زيادة عدد أشجار النخيل واتساع الرقعة المزروعة في مختلف أنحاء الإمارات، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية التمور المنتجة، كما أن مهرجان الذيد للرطب يسير على نهج المغفور له الشيخ زايد، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في تنمية الثروة الزراعية لما لها من أهمية في حياتنا - خصوصاً - إذا كانت متعلقة بالنخلة التي هي تراث الماضي وثروة الحاضر والمستقبل.

أصناف

ويقول كامل إسماعيل البريمي يمتلك مزرعة لزراعة مختلف أنواع التمور في منطقة المدام، إنها أول مرة يشارك في المهرجان، وأن مزرعته تنتج مختلف أصناف الرطب، ولعل أبرزها الخلاص واللولو وخلافهما، كما أن المهرجان يشهد في كل عام فعاليات جديدة بما يجعله مناسبة عامة تجمع المواطنين من كل أرجاء المنطقة الوسطى والإمارات، حيث شملت الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمهرجان إقامة العديد من المسابقات، إضافة إلى المنتجات الأخرى من مشتقات النخلة، حيث الأجواء التراثية ذات الصلة بالنخيل والرطب، وإطلاق مسابقة أجمل مخرافة، وكذلك تواجد العارضين المتخصصين في الحرف الشعبية والصناعات اليدوية.

أفكار

وفي السياق ذاته يقول سعيد مطر بن دلموك الكتبي من أصحاب المزارع والخبرة في إنتاج التمور والفواكه بمختلف أصنافها، إن المهرجان الحالي في دورته 3 للعام 2018 شهد طرح أفكار إبداعية ومبتكرة سوف تسهم في تطوير المهرجان في دورته الجديدة بموازاة تسخير كافة الإمكانات المتاحة للارتقاء بمستوى هذا الحدث الذي تحول سريعاً إلى تظاهرة وطنية واجتماعية وتراثية ترفيهية جاذبة لأهالي وأبناء المنطقة الوسطى من مزارعين وتجار خصوصاً وسكان الدولة عموماً، مبيناً أنه يعد من المشاركين والمنظمين للمهرجان في دوراته المتعددة، كما أن المهرجان شهد تبادل الخبرات والتجارب بين المنتجين وأصحاب المزارع - خصوصاً - وأنه ضم أصنافاً جديدة من الرطب، ما يعود عليهم بالفائدة والنفع من خلال الاحتكاك بأصحاب التجارب والخبرات الواسعة في مجال الزراعة بصفة عامة.

نجاح

من جهته أكد محمد مصبح الطنيجي مدير فرع غرفة الشارقة في الذيد منسق عام المهرجان، أن عدد زوار مهرجان الذيد للرطب في دورته الثالثة بلغ 30 ألف زائر، فيما بلغ عددهم في الدورة الأولى 5 آلاف زائر وفي الثانية 11 ألف زائر، ما يدلل على نجاح المهرجان، كما أن المهرجان شهد توزيع مليون و400 ألف درهم جوائز للمشاركين من أصحاب المزارع والمنتجين لمختلف أصناف التمور وبقيمة أكبر مقارنة بالدورتين السابقتين، وكذلك حضوراً واسعاً من النساء حيث تم تخصيص مسابقة «الطبق النسائي» الذي يحتوي على مكونات التمر أو الرطب، مبيناً أن غرفة الشارقة ممثلة باللجنة التنظيمية للمهرجان حرصت على تشجيع المزارعين الذين شاركوا في المسابقات ولم يحالفهم الحظ بالفوز بعشرات الجوائز النقدية عبر إجراء سحوبات على بطاقاتهم عدة مرات وذلك لضمان فوزهم وكسب رضاهم وتحفيزهم على المشاركة في دورات المهرجان المقبلة ومضاعفة جهودهم للارتقاء بجودة منتجاتهم، مبيناً في الوقت ذاته أن اليوم الأول شهد مسابقة (الخنيزي) و(الحشيل) واليوم الثاني مسابقة (الخلاص) ومسابقة الليمون الإماراتي الأصلي، كما فاز 5 متسابقين في مسابقة (المزرعة النموذجية) والتي كانت مفاجأة الدورة 3، إضافة إلى مسابقة (النخبة) والتي كانت في اليوم الأخير.

اهتمام

أكد عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، الأهمية البالغة لاستمرارية المهرجانات التي تهتم بالنخلة، مشيراً إلى أن استمرارية مهرجان الذيد للرطب في دورته الثالثة ينبع من الحرص المتزايد على الاهتمام بالنخلة تجسيداً للاهتمام بالغذاء الذي لا غنى عنه في حياة الإنسان، وهو ما يندرج في إطار اهتمام الدولة الاستراتيجي بأمنها الغذائي وتوفير مقومات الحياة لأجيال المستقبل، مبيناً أن غرفة الشارقة تسعى من خلال تنظيمها لذلك المهرجان إلى زرع ثقافة الاهتمام بهذا النوع من الغذاء والتأكيد على أهمية النخلة التي تقوم عليها عملية اقتصادية متكاملة ترتبط بعدة أطراف وقطاعات ما بين مزارعين ومُصنّعين وتُجّار ومستهلكين .

مزرعة نموذجية

تم خلال المهرجان الحالي استحداث جائزة (المزرعة النموذجية للعناية بالنخلة وإنتاجها) تكريماً ودعماً لصاحب أفضل مزرعة نموذجية، عبر تخصيص مجموعة من المهندسين الزراعيين للوصول إلى المزرعة النموذجية وتعميمها كنموذج يحتذى به على مستوى المنطقتين الوسطى والغربية من إمارة الشارقة والدولة عموماً للارتقاء بجودة المزارع، بالإضافة إلى جائزتي «أفضل مزرعة تستخدم نظام ري» و«أفضل مزرعة تهتم بنظافة النخلة».