أكد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات أن قرار إدراج لقاح سرطان عنق الرحم في البرنامج الوطني للتحصين ليس إلزامياً وإنما اختياري، وجاء بعد سنوات من المراجعة الشاملة لكافة الدراسات والأبحاث العلمية، مشدداً على أن المطعوم آمن وفعال ولا يسبب أي مضاعفات أو أعراض جانبية.

وتأتي تصريحات الرند رداً على ما تناقله بعض المغرّدين على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن قرار الوزارة بإدراجه ضمن البرنامج الوطني جاء بعد أكثر من 20 عاماً على طرح المطعوم، ورصد كل التقارير الإقليمية والعالمية حول اللقاح ومدى فعاليته ومضمونيته.

وأكد الرند أن موافقة الأهل ضرورية وستقوم الوزارة بمخاطبتهم خطياً لأخذ موافقتهم، وفي حال عدم الرغبة في ذلك فلن يتم إعطاء البنت المطعوم.

وتوقع الرند أن تصل نسبة تغطية طالبات المدارس في العام الأول لأكثر من 50%، وقال بأن الوزارة والهيئات الصحية في الدولة ستوفر المطعوم للمواطنات الراغبات مجاناً في حين سيتم توفيره للمقيمات بأسعار معقولة، علماً بأن سعر الجرعة الواحدة حالياً في القطاع الخاص تبلغ 800 درهم.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك لوزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة في دبي ودائرة الصحة في أبوظبي للإعلان عن إطلاق الحملة الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية صباح أمس في فندق روضة البستان بدبي.

وقال الرند إن إدراج لقاح سرطان عنق الرحم في البرنامج الوطني للتحصين جاء بعد تطبيقه في أبوظبي منذ 10 سنوات تقريباً، ويشهد حالياً إقبالاً وصلت نسبته إلى أكثر من 93% في المدارس، خاصة وأن الوقاية من المرض تعطي نتائج إيجابية تصل لـ90%.

وأشار الرند إلى أن الوزارة ستطلق في الأسبوع الأول من الشهر المقبل حملة وطنية للتوعية بسرطان عنق الرحم وتعريف الناس بأهمية وضرورة إعطاء المطعوم اعتباراً من سن الـ13.

جدير بالذكر أن البرنامج الوطني للتحصينات قد أعلن في وقت سابق عن إدخال اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم، ضمن قائمة التطعيمات واللقاحات التي تمنح للمستفيدين حسب أعمارهم واحتياجاتهم، كما أن إعطاء هذا اللقاح للطالبات سيؤدي إلى خفض نسبة الإصابة بالمرض، لتكون الإمارات من أوائل الدول التي تنخفض فيها الإصابة بسرطان عنق الرحم.

ويوفّر التطعيم حماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، بنسبة تتجاوز 90%، والنسبة المتبقية، يمكن تغطيتها عن طريق الفحص المبكر لمسحة عنق الرحم، وفقاً للدراسات العلمية التي اعتمد عليها البرنامج الوطني للتحصينات.

وذكر البرنامج الوطني للتحصينات أن معظم النساء المصابات بالفيروس لا تظهر عليهن أعراض، لأن الجهاز المناعي يكبح الفيروس، ويتخلص منه، لكن قد تتطور العدوى، لتسبب سرطان عنق الرحم، لافتاً إلى أن نسبة الإصابة في الدولة سبع نساء لكل 100 ألف امرأة، إذ يعد سرطان عنق الرحم ثاني أكبر سرطان يصيب الإناث في الدولة، لأنه يتم الكشف عن الكثير من الحالات كثيرة في المراحل الأخيرة من المرض.

حملة ضد الإنفلونزا

ومن جهة أخرى تستهدف الحملة الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية والتي تستمر حتى نهاية ديسمبر المقبل، العاملين الصحيين وأفراد المجتمع، وذلك لتعزيز مقدرات النظام الصحي للاستجابة لموسم الإنفلونزا من خلال رفع الوعي للعاملين الصحيين وتدريبهم على أفضل الممارسات العالمية للوقاية من فيروس الإنفلونزا ومخاطره، ومن أجل رفع نسب التغطية باللقاح بين فئات المجتمع الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالإنفلونزا.

وقال الدكتور حسين الرند: «إن الوزارة قامت بتوفير 70 ألف لقاح قابلة للزيادة، لافتاً إلى أنه سيتم إعطاء المطعوم للمواطنين مجاناً وللمقيمين بسعر 100 درهم».

ومن جانبها أوضحت الدكتورة ندى المرزوقي مدير إدارة الطب الوقائي في الوزارة: «أن إطلاق الحملة جاء تزامناً مع بدء موسم الإنفلونزا لتعزيز الوعي بأخذ اللقاح، حيث تعتبر التطعيمات من أفضل التدخلات الطبية وأكثرها فعالية ونجاحاً للوقاية من الأمراض المستهدفة باللقاحات، وأشارت الدراسات إلى أن تطعيم الإنفلونزا يحدّ من انتشار العدوى داخل المجتمع، ويقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات المرض الخطيرة.

ولهذا نوصي بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية للعاملين الصحيين بقطاع الرعاية الصحية، خاصة في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية ومراكز الرعاية الصحية الأولية ووحدات العناية المركزة لتقليل فرص نقل المرض للمراجعين ولأفراد الأسرة».

وتستهدف الحملة أيضاً أفراد المجتمع بالتركيز على النساء الحوامل، والذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والقلب وكبار السن وأطفال تحت 5 سنوات، وتعتبر هذه الفئات أكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بفيروس الإنفلونزا. وبينت الدكتورة ندى المرزوقي بأن التطعيمات متوفرة في المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة.

وقاية

قالت الدكتورة بدرية الحرمي مدير إدارة حماية الصحة العامة بهيئة الصحة بدبي: «إن هيئة الصحة في دبي توفر سنوياً لقاح الإنفلونزا في جميع مراكزها الصحية، هذا بالإضافة إلى دورها المستمر في تعزيز الوعي الصحي بالمجتمع عن طريق الحملات التوعوية السنوية لرفع الوعى الصحي للوصول لأكبر تغطية ممكنة للفئات المستهدفة لضمان فعالية ونجاح هذه الحملة».