مع تطور قدرات البشر على صنع الأسلحة البيولوجية ونشاط حركة الزلازل والكوارث الطبيعية في العالم، وظهور سلالات مرضية فيروسية جديدة، لم تعد رواية الكاتبة ماري شيلي "الرجل الأخير" التي كتبتها سنة 1826 وتحدثت فيها عن رجل يعيش في عالم مستقبلي اختفى منه البشر بسبب الأوبئة والأمراض ضربا من الخيال.

في ظل هذه التحديات تعمل القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على استكشاف معالم التحديات الصحية المجهولة التي ستمس حياة البشر في العالم كالأمراض والأوبئة وغيرها لاحتواء هذه التهديدات وإعداد مجموعة من السيناريوهات لمواجهة مخاطر لم يتعرف عليها البشر بعد، من خلال "منتدى الصحة العالمي" الذي تنظمه القمة العالمية للحكومات لأول مرة.

ويعقد المنتدى تحت عنوان "صياغة مستقبل الصحة - جاهزية الحكومات"، ويلقي الكلمة الرئيسية في افتتاحه الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية، ويشارك في فعالياته عدد من وزراء الصحة والمختصين.

وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع على أهمية توحيد الجهود والمساعي الدولية وتكثيفها، لاستشراف الأمراض والأوبئة المستقبلية وتطوير سبل الوقاية منها والحد من تداعياتها السلبية على البشر وعلى منظومة الصحة العالمية، من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير الحلول الاستباقية، النهج الذي تتبناه دولة الإمارات في دعم الجهود الدولية والمنظمات الصحية العالمية.

وقال العويس: "إن استضافة القمة العالمية للحكومات 2019 لأول مرة "منتدى الصحة العالمي" تساهم في دعم القضايا الصحية العالمية، من خلال منصة القمة التي أصبحت منبراً للحكومات وصناع القرار والمهتمين والمختصين من مختلف أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن المواضيع التي سيطرحها المنتدى ستسهم في إيجاد حلول مستقبلية للأمراض والتهديدات الصحية والاستعداد لها ودعم الأبحاث العلمية لتطوير علاجات لحماية الصحة العالمية.

المرض "إكس"

ويناقش المنتدى خلال فعالياته التي تعقد ضمن القمة العالمية للحكومات، سبل الاستفادة من التكنولوجيا لمكافحة المخاطر الصحية العالمية، وتوحيد الجهود الدولية لمواجهة التهديدات المستجدة، وتصور شكل الخطر الصحي المقبل تحت ما يسمى "المرض إكس"، وكيفية مواجهته، وإعداد خطوط عريضة لمساعدة الباحثين وصانعي السياسات على الاستعداد له والحد من تأثيراته السلبية.

ويشير مصطلح "المرض إكس" إلى مرض مجهول، قد يشكل تهديداً مستقبلياً محتملاً، ما يشغل منظمة الصحة العالمية التي يضع علماؤها سنوياً منذ عام 2015 قائمة بالأمراض الأكثر احتمالية لانتشارها وتحولها لوباء عالمي، لإجراء أبحاث وتطوير علاجات فعالة لها، في حين تأمل المنظمة أن يدفع المرض "إكس" الدول والباحثين إلى مضاعفة جهودهم لتوفير الحماية ضد أوبئة غير معروفة.

ويعاني العالم اليوم من نقص الأدوية المضادة للفيروسات ذات القاعدة العريضة، على عكس البكتيريا، ويرجح بعض العلماء أن يكون سبب الوباء العالمي المقبل مرضا تنفسيا ينتشر فيروسه في الهواء بشكل معد.

تهديدات الصحة العالمية

وتستضيف القمة العالمية للحكومات ضمن أعمال المنتدى النقاشات الصحية الثنائية تحت عنوان "تهديدات الصحة العالمية - الجاهزية أو الفشل"، حيث تستقطب أبرز المسؤولين وخبراء القطاع الصحي في العالم، وتتركز النقاشات حول المخاطر التي تهدد الصحة العالمية، وضرورة تبني الاستعدادات لمواجهتها ضمن برامج عمل الحكومات.