امتداداً لوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقع عليها كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في أبوظبي، خلال زيارتهما المشتركة لدولة الإمارات، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتأسيس «صندوق زايد العالمي للتعايش»، بهدف دعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب.

وسيكون الصندوق امتداداً لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد حدثاً حضارياً فريداً في تاريخ الأديان والشعوب، حيث احتوت على مجموعة من المبادئ الإنسانية التي دعا الرمزان الكبيران العالم للتحلي بها ووجها من خلالها دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان وبين المؤمنين وغير المؤمنين وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.

ومن المقرر أن يدعم الصندوق مبادرات عالمية تستقي نهجها من الوثيقة لتوسيع قاعدة المشتركات الإنسانية ونشر ثقافة السلام والتسامح في مختلف بقاع العالم.

وسيقوم الصندوق بدعم جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة، كما سيخصص منحاً دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية في المبادئ الواردة في الوثيقة وسيوفر برامج لتدريب وتطوير المعلمين في مختلف المراحل التعليمية ليكونوا رسلاً للتواصل والتفاهم ويرسخون القيم الحضارية التي احتوتها الوثيقة.

وسيخصص صندوق زايد العالمي للتعايش الذي سيتخذ من دولة الإمارات مقراً له منحاً مالية للمشاريع والمبادرات التي تعمل على نشر قيم السلام والتعايش بين الشعوب وتساهم في حل النزاعات حول العالم وتشجع على نبذ العنف والتطرف والكراهية.

ويهدف الصندوق أيضاً إلى استحداث برامج تعريفية وتوعوية من خلال نشر التقارير السنوية والكتب والترجمات للمواد المعرفية بمختلف اللغات التي تسعى لنشر قيم ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية والتي تؤسس لثقافة التسامح والأخوة في أي مكان من العالم.