كشف المركز الدولي للزراعة الملحية «اكبا» عن برنامج بحثي عن الزراعة العمودية، بالتعاون مع عدد من الدول، وذلك ضمن الخطة الاستراتيجية للمركز وتعزيز ريادة الإمارات في المجال.
جاء ذلك خلال «اليوم المفتوح للمزارعين» الذي أقامه المركز، أمس، والذي يعتبر الأول من نوعه ضمن سلسلة من الفعاليات المرتقبة خلال عام 2019، واحتفالاً بالذكرى العشرين على تأسيس إكبا من خلال القيادة الحكيمة للإمارات والبنك الإسلامي للتنمية.
وشهد حضور ما يقارب من 100 شخص من المزارعين الرياديين والقائمين على الأعمال الزراعية والباحثين الزراعيين وكبار المسؤولين وممثلي الكيانات الحكومية من جميع أنحاء دولة الإمارات.
كما شهد الفعالية حضور معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة، مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، ورزان خليفة المبارك، عضو منتدب لهيئة البيئة - أبوظبي، ورئيسة مجلس إدارة إكبا، والدكتور عبد الوهاب زايد، المستشار الزراعي لدى وزارة شؤون الرئاسة وعضو مجلس إدارة إكبا،.
وممثلي من البنك الإسلامي للتنمية وهيئة البيئة أبوظبي ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي وصندوق خليفة لتطوير المشاريع وصندوق خليفة لتطوير المشاريع وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.
تطوير
وقالت معالي المهيري، في كلمتها: «يعد البحث والتطوير الدعامة الأساسية للأمن الغذائي، حيث يسهم في إنشاء أحدث التقنيات الضرورية لتعزيز إنتاج الأغذية وتقليل استخدام الموارد القيمة.
وخاصة المياه. كما يعد البحث والتطوير أحد أكثر الاستثمارات العامة والفعّالة في الحد من الفقر والجوع وسوء التغذية. ولأهمية هذا المجال، تمت إضافة البحث والتطوير كعنصر أساسي في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الإمارات، حيث إنه يتقاطع مع جميع توجهات الاستراتيجية».
وأضافت: «أن لدى إكبا دوراً قيادياً ورئيساً في هذا المجال الحيوي، وهو مركز لإجراء البحوث التطبيقية الأساسية التي تعمل على تحسين طريقة إنتاج الغذاء».
نجاحات
من جانبها، قالت رزان خليفة المبارك: «يحتفل إكبا هذا العام بالذكرى العشرين على تأسيسه. وإن هيئة البيئة - أبوظبي تفخر بما حققه المركز من نجاحات وإنجازات على مدى العقدين الماضيين انطلاقاً من كونها إحدى الجهات الشريكة والداعمة الرئيسة له. فالمركز نفذ برامج بحثية لتحقيق التنمية في أكثر من 30 بلداً.
كما عمل بشكل وثيق مع مختلف المؤسسات الحكومية والبحثية داخل الإمارات، مع التركيز على بذل جهود كبيرة لتعزيز الزراعة الفعالة في جميع أنحاء الدولة، ومن نتائج هذا العمل أن تمكن المركز من تحديد وتطوير الكثير من المحاصيل والتقنيات المناسبة المحلية الفريدة لدولة الإمارات».
برنامجان
من جهتها، أفادت الدكتورة أسمهان الوافي، المدير العام للمركز، أنه سيتم تنفيذ برنامجين تدريبيين مع المزارعين والعمال والمشرفين في مزرعة المواطن عبد الرحمن الشامسي في العين، حول أنواع التربة وطرق الري وأنواعها، وتسويق المنتجات، منوهة بأن البرنامج سيكون باللغات العربية والإنجليزية والأوردو، وأنه تم اختيار 200 شخص من مدينة العين وأبوظبي كمرحلة أولى.
وقالت الدكتورة الوافي: «أردنا من خلال تنظيم هذه الفعالية أن نصل إلى المزارعين وأصحاب الأعمال الزراعية في الإمارات، وتعريفهم بالتقنيات والمحاصيل التي توصل إليها علماؤنا، والتي تتسم بكفاءة قدرتها على العمل ضمن الظروف المحلية. فخلال العقدين المنصرمين، استطاع مركزنا جمع ثروة من المعرفة التي يسعدنا اقتسامها مع كل أصحاب الشأن المعنيين، وعلى رأسهم المزارعون».
وأضافت: «كان اليوم المفتوح للمزارعين فرصة لعرض الابتكارات الزراعية والحلول الملائمة للنظم الإيكولوجية داخل دولة الإمارات، فضلاً عن كونه فرصة للاعتراف بإسهامات وابتكارات شركائنا المحليين في هذا العمل، وبوابة نحو إقامة شراكات أكثر متانة للمستقبل»، مؤكدة أن إكبا يعمل منذ عام 1999 مع المزارعين وكذلك مع غيرهم من الشركاء في الدولة على إدخال محاصيل وتقنيات ملائمة للظروف المحلية.
ونوهت الوافي بأن محصول الكينوا في الإمارات يعد مبشراً، وأنه بفضل العمل الذي يقوده المركز بالتعاون مع شركاء محليين، يشهد عدد مزارعي الكينوا زيادة مطردة في الإمارات، وبدأ المركز منذ عام 2016 توزيع بذور الكينوا على عدد من المزارعين الرياديين في إمارات أبوظبي وعجمان والشارقة.
تحلية
أجرى «إكبا» أبحاثاً على الري باستخدام المياه شديدة الملوحة المرتجعة من عملية التحلية، وكذلك مياه البحر لري المزارع النموذجية الداخلية منها والساحلية، إذ تستخدم المزارع النموذجية في المناطق الداخلية المياه المحلاة لري الخضراوات، بينما تستخدم المياه شديدة الملوحة المرتجعة من عملية التحلية لتربية الأسماك، في حين تستخدم مخلفات تربية الأحياء المائية لزراعة نباتات محبة للملح كالساليكورنيا.