لمشاهدة ملف "الإعلام  تحوّلات تهدد المهنة" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

أكد رؤساء تحرير صحف وإعلاميون وأكاديميون، أن وسائل الإعلام التقليدية ستحافظ على تميزها المعهود في المسؤولية، والدقة، والمصداقية، وستظل «مرجعية» ومعياراً للتأكد من صحة الأخبار المتداولة، مشيرين إلى أنها ملزمة بالاشتغال على مواكبة التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة وطريقة التعاطي مع المعلومة ونقلها عبر الوسائل المختلفة، بما يلبي احتياجات الجمهور.وطالبوا كليات ومعاهد الإعلام، بتطوير مناهجها، وأساليب تدريسها، وإدخال التكنولوجيا في برامجها الأكاديمية، بما يتلاءم مع تطور وسائل الإعلام، وضرورة التركيز على الجانب العملي أكثر من النظري، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان في كثير من وظائف هذا القطاع الحيوي.

ولفتوا إلى أن عدم قدرة الإعلامي على مواكبة المتغيرات واستيعابه للأفكار الجديدة يعني انعزاله عن المهنة وفقدانه بريقه يوماً بعد يوم، وبالتالي فقدانه لوظيفته وقوة تأثيره، خاصة مع وجود وسائل جديدة في إيصال المعلومة والحدث بطريقة أوسع وأشمل.

وأوضحوا أن المتغيرات الإعلامية تتطلب إعداد صحفيين أو إعلاميين بمواصفات جديدة ومهارات مختلفة عما يتمتع به العاملون حالياً في مجال الإعلام، حيث منتج المحتوى، الذي يعتمد على برامج وتطبيقات متطورة، وغرف أخبار مدمجة قد تكون جميعها في هاتف ذكي أو جهاز جديد يقوم برصد ونقل الأخبار «بعد المونتاج» بطريقة ملائمة خلال دقائق معدودة.

أفاد عبد الحميد أحمد رئيس تحرير صحيفة جلف نيوز، بأن أهم المتغيرات التي تواجه قطاع الإعلام حالياً وجود إعلام بديل يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى كيفية التعامل السريع مع المعلومات والحدث بحرفية وحيادية، مشيراً إلى أهمية إدراج برامج تدريبية إعلامية للنهوض بالقطاع وصياغة منظومة لمواجهة تلك التحديات.

ولفت إلى أن مؤسسته ترصد ميزانية لتدريب العاملين لديها على التعامل مع المتغيرات التي يشهدها القطاع وتسارع الزمن في سبيل ذلك في ظل المنافسة الشرسة، منوهاً إلى أن الجيل الجديد من الإعلاميين يتقنون التعامل مع أدوات الإعلام الجديد إلا أنهم يحتاجون الخبرة الميدانية في التعامل مع الأحداث وفلترتها وتقييمها من مختلف النواحي، منها تأثيرات تلك المواد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب اختيار الطريقة الملائمة لعرضها، مبيناً أن أهم صفات إعلاميي المستقبل قدرتهم على المواكبة باستمرار.

وأوضح أن السنوات العشر المقبلة ستشهد دخول وتعمق الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، وليس مستبعداً أن نجد الروبوت يحتل مكان أغلب الوظائف الإعلامية في ظل احتمالية انتهاء الصحافة الورقية.

 

تطوير

ومن جانبه قال عثمان العمير رئيس تحرير صحيفة «إيلاف»، إن المحتوى الإعلامي يعد مرتكزاً أساسياً لتطوير المؤسسات الإعلامية، ما يدعو إلى ضرورة تلبية المحتوى لاحتياجات الجمهور والالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي وتطوير قدرات العاملين في وسائل الإعلام.

وأشار العمير إلى أهمية مراجعة السياسات التحريرية في العديد من المؤسسات الإعلامية وإطلاق مبادرات إيجابية بما فيها مراكز بحثية تسهم في دعم المصداقية وتوفير المعلومات الكافية، إلى جانب تدريب وتأهيل المنتسبين إلى تلك المؤسسات، منوهاً إلى أن كل المؤسسات الراغبة في البقاء لديها برامج تدريبية متخصصة للعاملين، وأهمها المتعلقة بكيفية نقل المعلومات وسرعتها وتحقيق أعلى معدل للمصداقية في ظل الفضاء الإلكتروني الواسع.

ونوه إلى أهمية التأكيد على الدور الحقيقي للإعلام المتوازن بكل آلياته في ظل الانتشار الواسع لوسائط الإعلام الجديد، وتسارع وتيرة إعداد المحتوى الإعلامي لتلبية متطلبات الجمهور، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة توفر المحتوى الإعلامي على المواقع الإلكترونية إلى جانب الأجهزة الذكية المتحركة، وهو الأمر الذي ينذر بضرورة تغيير شكل المؤسسات الإعلامية والصحفية بكل آلياتها.

ولفت العمير إلى مستقبل صناعة الأخبار في عصر الإنترنت، والفرص المتاحة في ظل الانتشار الواسع لأجهزة الهاتف الذكية وإمكانية الاستفادة منها في إحداث تأثيرات أكبر، موضحاً أهمية وضرورة بناء جيل جديد من الصحفيين لحمل رسالة إعلامية تتوافق مع أهداف التطوير والتنمية المستدامة.

وقال إن أبرز المتغيرات التي تواجه قطاع الإعلام تكمن في السباق المستمر والمنافسة بين المؤسسات في سرعة بث الخبر وتفاصيله، ويوجد عدد كبير من الإعلاميين هم قادرون على مواجهة تلك المتغيرات عبر إدراج مؤسساتهم برامج تدريب مستمرة العاملين لديها، بما يخدم ويواجه تلك المتغيرات، خاصة أن أغلب المؤسسات ليست لديها معاناة في مواكبة الجيل القديم من الإعلاميين للتطورات التكنولوجية ومتغيرات السوق الإعلامي.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل الإعلاميين بالكامل إلا في وظائف محدودة وفي حالة عدم الاستجابة للمتغيرات من قبل الإعلاميين، داعياً شباب الإعلاميين إلى بذل مزيد من الجهد في إجادة العمل الإعلامي والبعد عن الرغبة في الشهرة السريعة على حساب المصداقية والأمانة.

وأوضح أن أهم صفات إعلامي المستقبل هو امتلاكه الجيد لأدوات اللغة والإلقاء المقبول للناس والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى طريقة تقديم المعلومة.

وفيما يتعلق بمستقبل القطاع الإعلامي في السنوات العشر المقبلة أشار العميري إلى أن التغييرات المتلاحقة التي تحدث لا يمكن من خلالها التنبؤ بوضوح عما سيؤول إليه الإعلام الحالي، إلا أنه من المتوقع أن تختفي الصحافة الورقية وتزيد رقعة الإعلام الرقمي بكل مشتملاته.

تقنيات

وتوقع أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة «وجهات نظر»، أن تكون شاشة الموبايل بديلاً عن شاشة التلفزيون والصحافة، مشيراً إلى أن انتشار تقنيات الجيل الرابع والخامس في الأجهزة المحمولة ستغني عن الوسائل الإخبارية في المستقبل.

وأضاف:«هناك مزيد من التحولات في صناعة ومهنة الصحافة والإعلام، بعد أن تحولت الصحافة فعلياً إلى صناعة محتوى مدمج من الأخبار والترفيه، يقوم فيه الجمهور بدور المستهلك النشط وصانع المحتوى في آن واحد».

وأشار إلى ضرورة دراسة المتغيرات التي تطرأ على الإعلام، وأهمها الإعلام الحديث الذي يدار عبر مواقع التواصل الإعلامي في ظل قدرة أي شخص حتى لو كان طفلاً على التعامل مع الأجهزة الحديثة، وبإمكانه تسجيل فيديو مصور أو أحداث تصل إلى الملايين في دقائق معدودة.

 

دعوة كليات الإعلام إلى تطوير المناهج وأساليب التدريس

أكد إعلاميون وأكاديميون أن كليات ومعاهد الإعلام في الوطن العربي على وجه الخصوص، غير متفاعلة مع احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، داعين كليات الإعلام إلى ضرورة تطوير المناهج وأساليبها التدريسية.

وشددت نايلة تويني رئيسة تحرير جريدة النهار اللبنانية، على الدور الحيوي للإعلام التقليدي، سواء في هذه المرحلة، أو المقبلة، نافية النظرية التي تتحدث عن «استسلامه» أمام وسائل الإعلام الحديثة، وخصوصاً الصحافة الورقية منه.

وقالت إن الإعلام التقليدي ما زال يشكل مرجعية للجمهور، ومعياراً للتأكد من صحة المعلومات التي تتناقلها المواقع الإخبارية على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا لا ينطبق على الجمهور الغربي فقط، بل أيضاً على شريحة كبيرة من الجمهور العربي، داعية وسائل الإعلام الحديث، والجمهور، إلى التحلي بمزيد من المسؤولية في نقل الأخبار وتداولها، وعدم تغليب عامليْ «السرعة والسبق»، على المصلحة العامة، والمهنية في نقل المعلومة.

وأضافت: متفائلة بازدياد دور الإعلام التقليدي أو الكلاسيكي في المستقبل، وتحديداً الصحيفة، لأنه باختصار إعلام قائم على المهنية، والخبرة، والمصداقية والمسؤولية، والدقة، وفيه محتوى ثري، يليق بجمهوره، ويحترمهم، لكن هذا لا يعني ألا يتطور مع هذا الجيل، أو يواكب المستجدات التقنية، أو يتحول إلى إعلام رقمي وبصري ومسموع، حتى لا يفقد شريحة كبيرة من قرائه، لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصات إعلامية لنقل الأخبار بصرف النظر عن مدى تحليها بالدقة والمصداقية والمهنية.

وتابعت: «مهم أن يتطور الإعلام الورقي مع الجيل الرقمي وعصر التكنولوجيا، ومهم كذلك أن يتمكن من تلبية احتياجات القارئ أو المشاهد، وهذا من خلال استخدام تقنيات الفيديو والتسجيلات الصوتية والصور، وإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، للمنافسة في مضمار السرعة في وصول الأخبار إلى الجمهور».

 

تميز

وأكد الدكتور عبد الناصر النجار نائب رئيس تحرير صحيفة الأيام الفلسطينية عضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، أكاديمي جامعي في الإعلام، أن وسائل الإعلام التقليدية ستحافظ على تميزها المعهود في المسؤولية، والدقة، والمصداقية، وستظل «مرجعية» تحظى بثقة الجمهور، في وقت رأى فيه أن عنصر «السرعة في نقل الأحداث»، الذي تتمتع به منصات التواصل الاجتماعي، أمر مطلوب لدى منافستها «التقليدية» في هذا العصر المنحاز إلى التكنولوجيا، و«الرقمنة»، وتقنيات الصوت والصورة والمونتاج وغيرها من الميزات التي ربما تكون غائبة عن كثير من وسائل الإعلام التقليدية.وقال إن وسائل الإعلام التقليدية فقدت بعضاً من دورها لصالح منافستها «الحديثة»، مع وجود تحديات تتعلق بالسرعة، والنقل المباشر من موقع الحدث، واستثمار التكنولوجيا في بث رسالة إعلامية مختصرة مدعمة بالصوت والصورة والمؤثرات البصرية، لكن «الحديثة» بلا شك لا تتمتع بالقدر الكافي من المصداقية، والدقة، والمسؤولية.

مرجع للمعلومة

وشدد على أن وسائل الإعلام التقليدية ما زالت وستبقى مرجعاً للجمهور، وأداة لقياس مستوى المصداقية في الأخبار المتداولة على منصات الإعلام الحديث، كونها وسائل مسؤولة عن نقل الوقائع والحقائق من مصادرها الرسمية، بعيداً عن الإثارة والحصول على السبق الصحافي بصرف النظر عن صحة الأخبار المتناقلة.

وأضاف أن البعض كان يتوقع خسارة واختفاء الإعلام التقليدي أمام الحديث خلال بضعة أعوام، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك، وفي المقابل لا يعني هذا أن يبقى الإعلام القديم متمسكاً بأدواته وأساليبه وأنظمته التي لم تعد مناسبة لهذا العصر الذي تتسيد فيه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فمطلوب منه مجاراة هذا التطور، وأن يتحول إلى إعلام ذكي ورقمي ليحافظ على استمراريته وثقة الجمهور به.

رسالة

النجار لم يدع فقط وسائل الإعلام التقليدي لمجاراة التكنولوجيا في عملها، بل دعا كذلك كليات ومعاهد الإعلام، مؤكداً أن المنهاج الأكاديمي الذي تدرسه لم يعد كافياً لتخريج طلبة أكفاء ذوي خبرة في مجال تخصصهم، أو مفيداً في ظل العصر الرقمي الذي تتزاحم فيه التقنيات والابتكارات والبرامج الحديثة.

وقال: «ما زالت كليات ومعاهد الإعلام في وطننا العربي على وجه الخصوص، غير متفاعلة مع احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومتطلبات العمل في وسائل الإعلام الحديثة، ربما تكون تكلفة إعداد مختبرات لهذه الاحتياجات أمراً مكلفاً، وربما ينقصها التدريب الجيد على البرامج والأجهزة الحديثة، لكن بالتأكيد المنهاج الأكاديمي الكلاسيكي لم يعد مناسباً لهذا العصر، وبالتالي على كليات ومعاهد الإعلام أن تغير مناهجها وأدواتها وأساليبها التدريسية خصوصا بعد تغاير معايير الحصول على وظيفة في الصحافة والإعلام، وبعدما أصبحت الشهادة الجامعية مطلبا ثانوياً يمكن الاستغناء عنه في بعض الحالات التي يمتلك فيها المتقدم إلى وظيفة مهارات وخبرات عملية تؤهله لمنافسة الخريج الجامعي على هذه الوظيفة أو تلك».

 

مسؤولية

من جهته دعا الدكتور السيد بخيت درويش أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة زايد، المؤسسات الأكاديمية لطرح برامج إعلامية متخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي مثلها كتدريس الصحافة والإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة، وأن يتم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات تعليمية ضمن المقررات التعليمية، ويخصص مقررات دراسية لأخلاقيات الإعلام في العالم الرقمي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك طرح مقررات في التربية الإعلامية التي تثقف وتعلم كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، وسن مواثيق شرف إعلامية تحدد كيفية التعامل مع الوسائل الجديدة، وطرح برامج تدريبية سواء للطلبة أو الإعلاميين أو العامة في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التمييز بين الأخبار والمعلومات المفبركة والصحيحة وكيفية اختيار مصادر الأخبار والتحقق منها.

كما طالب بمراجعة الخطط الدراسية الإعلامية، وإتقان القائمين على التعليم الإعلامي لآليات وتقنيات التواصل الجديدة، بما يلبي الاحتياجات الأخيرة، مع الاستفادة من التقاليد الراسخة للعمل الإعلامي في بناء ثقافة إعلامية جديدة مواكبة للعصر.

وقال: «لا يعني ما سبق إغفال أن المستقبل يحمل الكثير من التغيرات الجذرية على صناعة الإعلام وعلى المهارات المطلوبة من الإعلاميين، فلا مفر من استخدام التكنولوجيا الجديدة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تقديم رؤى ومناظير جديدة في نقل الحقائق والمعلومات والبيانات بصورة مغايرة وأكثر جاذبية وعمقاً، وتوظيف صناعة البيانات الرقمية، والرسومية والمعلوماتية والفيديوية، والإعلام الافتراضي في خلق نقلة حضارية لمواطن وإعلامي الغد، دون التخلي عن القيم الإعلامية الراسخة وأدبيات المهنة الإعلامية، كما ينبغي كسر الفجوة القائمة بين المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والمجتمعية وتدشين برامج إعلامية تستهدف بناء جيل إعلامي جديد، يخدم مصالح الوطن وينشر ثقافة التسامح والتعاون والمهنية».

حقائق

قال الدكتور السيد بخيت درويش أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة زايد: «سادت في السنوات الأخيرة نظرة تشاؤمية لمستقبل وسائل الإعلام وخاصة الصحافة المطبوعة، ولا يزال الكثيرون يتنبأون بموتها وفنائها ويجتهدون في تحديد تاريخ الوفاة، في ظل تراجع أعداد قرائها، وتحول عدد كبير من الجمهور وخاصة الشباب لوسائل الإعلام الإلكترونية وتعاظم خسائر الصحف وإغلاق البعض لأبوابها، في وقت يتزايد فيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ودخول فئات جديدة لعالم مستخدمي هذه الوسائل، إلا أن المراقبين للتحولات الإعلامية وتأثير الثورة التكنولوجية على الإعلام وعلى الرأي العام والراصدين للتأثيرات السلبية والإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي باتوا يخلصون لعدة حقائق من بينها: إنه لا غنى عن التقاليد الصحفية والإعلامية التي أرست مبادئها وسائل الإعلام التقليدية، وأن العالم أصبح يعج بحالات عديدة من الأخبار الكاذبة والمفبركة والمشوهة وانتشار الكراهية والتعصب، وأن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بدور كبير في تزييف الوعي العام، وتوجيهه بشكل خاطئ، وأنها ليست ساحة صحية للنقاش العام».

تطوير

أكد الدكتور عبد الناصر النجار نائب رئيس تحرير صحيفة الأيام الفلسطينية عضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، أن كليات الإعلام في الإمارات قطعت شوطاً أطول وأفضل من مثيلاتها العربية لجهة إدخال التكنولوجيا في برامجها وخططها التدريسية والعملية، لمواكبة التطوّر الإعلامي في المستقبل، مؤكداً أن هذا التميز ربما يكون نافذة أمل لكليات أخرى تسعى لتحديث برامجها وأساليبها ومختبراتها.

وحول المخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على وظائف الإعلام في المستقبل، وقال: «جيد أن يكون هناك روبوت يقرأ نشرة الأخبار، لكن المؤكد أن هذا الروبوت لن يحل محل ناقل المعلومة أو الخبر، أو ديسك التحرير، لأن العامل البشري سيظل العنصر الأساسي في هذه الوظائف، ولا يمكن الاستغناء عنه».

مصداقية

سلط منتدى الإعلام العربي خلال فعاليات دورته الثامنة عشرة في دبي الضوء على واقع الإعلام العربي ومدى تأثره بالأوضاع العربية والدولية الراهنة، وناقش مدى تأثيره في أبرز القضايا القائمة على الساحة العربية، وكيفية تعزيز إسهامه الإيجابي في صنع مستقبل أفضل لعالمنا العربي، من خلال التحلي بالمصداقية وتمسك الإعلاميين بالأخلاقيات والمبادئ المهنية التي تعتمد في جوهرها على الحياد والموضوعية، لاسيما فيما يتعلق بالموضوعات الأكثر ملامسة للمجتمعات العربية ومدى التعبير عن طموحاتها وتطلعاتها نحو غد أفضل.واستعرض المنتدى أفضل التجارب العالمية الناجحة في التطوير والتحديث الإعلامي، والتعريف بأهم التقنيات الحديثة التي ستساهم في تطوير صورة الإعلام العربي خلال المرحلة المقبلة، وأهم التحولات الإعلامية في العالم، والاتجاهات التكنولوجية التي قد تسهم في تغيير منظومة وصناعة الإعلام.

 

5 ميزات لإعلامي المستقبل أهمها تقديم محتوى تفاعلي

قال إعلاميون إن هناك 5 ميزات لا بد من أن يتحلى بها إعلامي المستقبل وأهمها أن يكون ثنائي العمل من خلال توظيف الإعلام الرقمي لخدمة المكتوب ليكون مواكباً للتطورات على الساحة، وأن يسير وفق اهتمامات الجمهور من خلال نشر الأخبار والأحداث، ويتقن عده لغات حتى يستطيع الاطلاع على الإعلام الغربي ليكون ملماً بالمشهد السياسي.

وتأتي مهارة السرعة في نقل الخبر في المرتبة الرابعة التي يستوجب على الإعلامي أن يتحلى بها ليكون دائماً صاحب السبق الأول، ومن ثم لا بد من أن يتحلى بالدقة والشفافية والمصداقية في نقل الأحداث لأنه سوف يلعب دوراً كبيراً في ترسيخ المفاهيم لدى الشباب أو لدى متابعيه، وأن يجيد تقديم المحتوى التفاعلي.

ضعف

وقالت مايا حجيج إعلامية في تليفزيون دبي، إن المحتوى العربي الإعلامي يعاني من ضعف، لذلك يجب تغذية المحتوى والتركيز على الشباب وعمل شراكات معهم من أجل تفعيل المحتوى التفاعلي، منوهة بأن إعلام المستقبل «أون لاين» فقط.

وأوضحت أن الإعلام الاجتماعي له دائرة جمهور متسعة، لذلك يستوجب عمل خطط مطورة للإعلام التقليدي ليواكب الجمهور ورسم صورة واضحة من مدى الاستفادة من الإعلام الحديث حيث بات يلعب دوراً فاعلاً في مختلف نواحي حياتنا وأصبح عاملاً مؤثراً ضمن منظومة عمل الحكومات.

 

توجهات

وقالت الدكتورة نورة عبدالله، إعلامية من الكويت، إن هناك خيارات متعددة عبر وسائل الإعلام وبات الجمهور قادراً على تحديد توجهاته في اختيار الوسيلة الإعلامية الملائمة له، مشيرة إلى أن الجماهير يمكنها أن تتابع مقتطفات من برنامج بدلاً من متابعة البرنامج كاملاً.

وذكرت أن الإعلامي لا بد من أن يتحلى بعدة مميزات تساعده على الاستمرار وأهمها تطوير الذات وأن يكون قادراً على تقديم مادة إعلامية تشد الجمهور، فضلاً عن أن يكون مثقفاً ومطلعاً ومواكباً للتطورات التكنولوجية.

وأشارت إلى أن الجميع يعترف بأن وسائل الإعلام المختلفة تلعب دوراً كبيراً ومهماً في إنجاح العملية التنموية وخاصة أنها أصبحت تدخل في تفاصيل شتى العلاقات، ولم يعد بالإمكان اعتبار الإعلام مجرد وسيلة لتوصيل الخبر، وإنما بوصفه قوة تؤثر بشكل فاعل في الجمهور.

 

مواقع التواصل

من جهتها قالت إلهام الصاير إعلامية في شبكة mbc، إن «سوشيال ميديا» تشكل أكبر تحدٍّ أمام الإعلام بشكل عام نظراً لسرعتها في نشر الأخبار في وقت تحتاج فيه القنوات التليفزيونية إلى عدة خطوات للخروج بالخبر بشكل صحيح ومكتمل وأيضاً الإعلام المكتوب، وباتت تؤثر بشكل سلبي في مختلف وسائل الإعلام.

وأوضحت أن ما يحدث من تطورات في الإعلام بسبب مواقع التواصل الاجتماعي لا ينهي الإعلام التقليدي، إنما يدعم تطوير منظومة الإعلام لتسير بوتيرة سريعة.

 

دور فاعل وإيجابي للإعلام الجديد

قال عبد الله الجنيد كاتب وباحث سياسي من البحرين، إن الإعلام الجديد له دور فاعل وهناك نماذج إيجابية منها في الولايات المتحدة واليابان، ولا تمثل أي تحديات في الوقت الراهن، ولكن شبابنا بحاجة إلى توعية في التعامل معها، وعلى الإعلام التقليدي أن يقبل فكرة التحول مع الإيمان بعدم التخوف من تلك الفكرة، حيث نعاني في مجتمعاتنا العربية من فكرة التغير بشكل عام.

وأضاف، إن المجتمعات العربية بحاجة إلى إعلام يواكب خططه الإنمائية، ويعمل على خلق المشاركة من جانب أفرادها في عملية التنمية، حيث يعد الإعلام ضرورة من ضرورات التقدم، ويستطيع المساهمة بشكل فعال في التنمية، لذا أصبحت قضية الإعلام ودوره في عملية التنمية من أهم القضايا التي تثير اهتمام الدول في العصر الراهن، إذ تتنافس الدول فيما بينها في السبل والوسائل المستخدمة، وبكل الإمكانات والقدرات المتاحة المادية والبشرية لتطوير وتنمية مجتمعاتها، لأن التنمية تمثل المعيار الأساسي للتغيير الحضاري لأي مجتمع يطمح بالتقدم والتطور.

 

شركات العلاقات العامة أحدثت فجوة بين المؤسسات الحكومية والإعلامية

أكد كتاب صحفيون أن شركات العلاقات العامة أحدثت فجوة بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، معتبرين التكاتف لمواجهة تلك الشركات وعدم نشر أخبارها يساهم في إرجاع العلاقات بين الطرفين.

وقال ضرار بالهول كاتب إماراتي، ومدير عام مؤسسة وطني الإمارات، إن شركات العلاقات العامة تمثل تحدياً كبيراً أمام الإعلاميين وخاصة أن المؤسسات تلجأ إليها للترويج عن أخبارها، موضحاً أن شركات العلاقات العامة أساءت للإعلام، وأظهرت ضعفاً في وجود السبق الصحفي والإعلامي بشكل عام سواء من حيث نشر الأخبار المتميزة أو التفرد بموضوع يلفت انتباه الرأي العام.

وأرجع انتشار شركات العلاقات العامة في المؤسسات لعدم قدرة المسؤول على مواجهة الإعلامي أو التخوف منه، لذلك يحتاج إلى جهة تراجع ما يصرح به ويدققه قبل النشر.

ونصح بالهول الإعلاميين بتطوير أنفسهم وتقوية علاقاتهم بالمسؤولين لكسر حاجز شركات العلاقات العامة.

 

قواعد

وأكد عماد حسين رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، أن شركات العلاقات العامة ظهرت في أواخر التسعينيات في منطقة الخليج ومن ثم انتشرت وأصبحت الوسيط بين المسؤولين ووسائل الإعلام.

ولفت إلى أن الحل الأمثل أن تتكاتف وسائل الإعلام وتتخذ قراراً بعدم نشر أخبار تلك الشركات حتى يتم وضع قواعد وأساسيات للعمل الصحافي طبقاً للمفهوم الصحفي.

 

وقال عادل السنهوري رئيس تحرير تنفيذي في جريدة اليوم السابع المصرية، إن استعانة المؤسسات الحكومية والخاصة بشركات علاقات عامة وضعت عراقيل أمام مهنة الصحافة وأداء الصحفيين، مشيراً إلى أن كثيراً من تلك الشركات اعتبرت نفسها المتحدث الرسمي باسم الجهة التي تعمل لديها.ولفت إلى أن بعض المصادر تعاني من التردد والخوف في تعاملها مع الإعلاميين، لذلك لجأت إلى تلك الشركات، وهذا ينتج عنه تلاشي التنافسية بين الصحف مستقبلاً.