ارتقت دولة الإمارات بحقوق العمال وامتيازاتهم التي يتمتعون بها إلى أفضل المستويات العالمية، وحرصت على جعلها واحدة من أبرز الأولويات الوطنية التي تستهدف تحقيقها ضمن جميع استراتيجياتها وخططها المستقبلية.
وبمناسبة يوم العمال العالمي، الذي يصادف الأول من مايو كل عام، رصدت وكالة أنباء الإمارات «وام» أبرز الخطوات التشريعية والممارسات العملية المتقدمة التي اتخذتها دولة الإمارات لتعزيز حماية الحقوق العمالية، سواء لفئات العمالة المساعدة أو العمالة الأخرى في القطاعات الاقتصادية المختلفة بالتوازي مع ضمان مصالح أصحاب العمل، وذلك سعياً لتعزيز التوازن والشفافية في سوق العمل بالدولة.
شفافية
وجاء قرار وزارة الموارد البشرية والتوطين رقم /749/ لعام 2018 بشأن معالجة منازعات العمل الجماعية ليعزز من الشفافية والتوازن في علاقة العمل التعاقدية بما ينسجم مع رؤية الإمارات في تمكين سوق الموارد البشرية الوطنية، وجذب الكفاءات من مختلف ثقافات العالم.
وأكد تقرير حقوق العمال 2017-2018 الذي أصدرته وزارة الموارد البشرية والتوطين على الإنجازات التي تحققت في إطار ضمان حماية حقوق جميع فئات العمالة المساعدة في الدولة التي بلغ عددها نحو 750000 عامل من مجموع القوى العاملة في الدولة.
وتحافظ بيئة العمل في الإمارات منذ سنوات طويلة على موقعها المتقدم عالمياً من ناحية جذب العمالة الأجنبية، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع الخاص مع نهاية الربع الثالث من عام 2018 نحو خمسة ملايين و26 ألف عامل وعاملة يعملون في 338 ألف شركة، تعمل في 11 قطاعاً رئيساً، وذلك وفقاً لبيانات وزارة الموارد البشرية والتوطين.
وسعياً منها لتحقيق أكبر قدر من الشفافية في سوق العمل المحلي صادقت دولة الإمارات على تسع اتفاقيات رئيسية لمنظمة العمل الدولية ذات صلة بحقوق العمال، وسنت العديد من القوانين لحماية حقوق العمال بما في ذلك القوانين الخاصة بمجالات التوظيف والأجور والسكن والصحة.
ففي عام 2015 أصدرت وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية ثلاثة قرارات وزارية بالأرقام (764، 765 و766) تضمنت إصلاحات عمالية تهدف إلى ضمان إبرام العلاقات بين العمال وأصحاب العمل طوعاً وبمحض الإرادة وبناء على عقود العمل التي تراقبها الحكومة فقط بموجب قانون العمل.
إنجاز
وسجلت الإمارات في عام 2017 إنجازاً جديداً في مجال حماية حقوق العمل تمثل في إصدار قانون عمال الخدمة المساعدة الذي يقع في 41 مادة قانونية تناولت كل ما يتعلق بشروط وضوابط استقدام هذه الفئة من العمال وضمانات تمتعها بالحقوق التي كفلها القانون والمعاملة الإنسانية اللائقة وعدم تعرضها لأي شكل من أشكال الاستغلال.
ويتمتع العمال في الإمارات بالحماية الكاملة من أي تمييز عنصري أثناء فترة إقامتهم بالدولة، كما تتميز بيئة العمل في الإمارات بالمساواة بين الرجل والمرأة في أماكن العمل مع مراعاة منح المرأة فترات إجازة الوضع أو إجازة الأمومة المدفوعة الأجر.
وتطبق الإمارات منذ عام 2009 نظام حماية الأجور الذي أسهم الى حد كبير في استقرار علاقات العمل وتوفير بيئة عمل آمنة لكونه يكفل الحماية لحق العمال في الحصول على أجورهم دون تأخير وفقاً لعقود عملهم.
وتحرص الإمارات على توفير السكن العمالي الملائم واللائق للعمال بما يتوافق مع المعايير المعمول بها دولياً، ويتم مراقبة المدن العمالية بشكل منتظم للتأكد من استيفاء المتطلبات والاشتراطات، فيما تفرض عقوبات مشددة بحق المنشآت المخالفة.
تكريم
إلى ذلك، هنأ معالي ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، القوى العاملة في الدولة بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يصادف الأول من شهر مايو من كل عام.
وتوجه معاليه بالشكر لمختلف العاملين في الإمارات على جهودهم التي يساهمون من خلالها في رفعة وازدهار وطن التسامح والسعادة في ظل قيادتنا الرشيدة التي عززت في نفوسنا القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة وقبول الآخر لتصبح دولتنا نموذجا يحتذى به للعيش المشترك بين كافة أفراد المجتمع الذي يشهد تنوعا في ثقافاته.
كما ثمن مساهمات العاملين بمختلف مواقع عملهم في تعزيز تنافسية الدولة وحصولها على المركز الأول في العديد من المؤشرات العالمية المتعلقة بسوق العمل ومن أهمها مؤشر قلة النزاعات العمالية.
جاء ذلك خلال حفل نظمته وزارة الموارد البشرية والتوطين أمس في ديوانها في دبي بمناسبة اليوم العالمي للعمال، بحضور كبار المسؤولين في الوزارة وعدد من رواد الأعمال المواطنين وممثلين عن الشركات شركاء الوزارة في مبادراتها الرامية الى إسعاد العمال.
وقال معالي ناصر بن ثاني الهاملي في كلمته خلال الحفل: «ونحن نشارك العالم احتفاله باليوم العالمي للعمال تغمرنا السعادة والفخر في الوقت ذاته بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن الإمارات وللعام الثامن على التوالي كانت النموذج التنموي المفضل للشباب العربي والبلد المفضل للعمل والعيش فيه، وذلك ضمن تقرير استطلاع رأي الشباب العربي الذي يشمل 15 دولة عربية، وهو الأمر الذي يؤكد من جديد أن الإمارات وبفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا تسير بخطى ثابتة وواثقة في تطبيق رؤيتها وخططها الاستراتيجية التنموية الشاملة».
خطة
وأكد أن مواصلة وزارة الموارد البشرية والتوطين في تنفيذ خطتها الاستراتيجية ورؤيتها لسوق العمل بأن يكون ممكنا للمواطنين جاذبا للكفاءات والخبرات العالمية من خلال حزمة من السياسات والبرامج والمبادرات المبتكرة التي تساهم بموجبها الوزارة ضمن منظومة العمل الحكومي في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.
واستعرض في كلمته حزمة من المبادرات الموجهة للعمال، والتي طبقتها الوزارة على فترات سابقة ومن أبرزها نظام التأمين لتوفير الحماية الكاملة لرواتب العمال ومستحقاتهم وعقد الدوام الجزئي الذي يسمح لأصحاب المواهب والمهارات العليا من العمال بالعمل لدى أكثر من صاحب عمل في نفس الوقت، فضلاً عن منظومة الشراكات مع القطاع الخاص لتقديم خدمات متميزة من بينها مراكز الخدمة «توجيه» التي توفير حزمة من خدمات التوعية وكذلك ما ركز توافق التي تقدم الدعم للعمال في حال وقوع خلافات عمالية بينهم وأصحاب العمل.
وأشاد معاليه بجهود شركاء الوزارة وخصوصا الذين يساهمون في دعم المبادرات التي تستهدف إسعاد العاملين في الدولة بمختلف مواقع عملهم.
وكرم معالي ناصر بن ثاني الهاملي خلال الحفل المواطنة ميساء سالم العامري التي تعمل منذ العام 2007 كضابط صحة وسلامة مهنية بإحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة في قطاع الإنشاءات، وكذلك تكريم المواطن سلطان هلال السويدي أقدم متعامل مع الوزارة، ومحمد يوسف اساربالى أقدم عامل مساعد على مستوى الدولة.
وشمل التكريم الشركات الفائزة بمسابقة أسعد بيئة عمل وهي النابودة الهندسية، سيكيورتيك وشركة أكسيد الصناعية وكذلك تكريم شركة «شلمبرجر الشرق الأوسط» لفوزها في أفضل مبادرة للسعادة، فضلاً عن تكريم الفائزين من طلبة المدارس في مبادرة (كافئهم لتميزهم) وهن المواطنات شما الظاهري ومدية المحيربي ولطيفة الظنحاني.
كما شمل التكريم وزارة الداخلية، وزارة التسامح، وزارة السعادة، الصكوك الوطنية، مؤسسة الإمارات للاتصالات المتكاملة دو، المؤسسة العليا للمناطق الصناعية، مجلس أبوظبي الرياضي، الدار العقارية، مطار دبي، نادي أبوظبي للكريكت، بلدية دبي، إكسبو 2020، مصرف أبوظبي الإسلامي.
وشهد الحفل الإطلاق الرسمي لمبادرة الادخار العمالي «ثراء» بالتعاون بين وزارة الموارد البشرية والتوطين وشركة «الصكوك الوطنية»، وتأتي المبادرة ضمن مبادرات «برنامج سعادة العمال» الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية.
وتستهدف مبادرة «ثراء» تعزيز مبدأ الادخار لمستقبل آمن وسعيد للعمال، حيث تقوم على أساس ادخار مبلغ ثابت شهرياً يحدده العامل ويستمر طوال مدة إقامة عمله في الدولة وعلى حسب رغبته بالاستمرار.
وتتضمن المبادرة جوائز مالية تصل إلى أربعين مليون درهم، كما توفر حزمة من المزايا والعوائد الربحية السنوية، وتمنح كذلك خدمات مالية مساندة وجوائز مالية ضمن السحوبات الدورية لشركة «الصكوك الوطنية» والتي تتيح لهم الفوز بجوائز عدة من ضمنها جائزة المليون درهم وصولاً للثراء ومستقبل سعيد وآمن لهم ولعائلاتهم.
وتنتشر مبادرة الادخار العمالي «ثراء» في مراكز الخدمة «توجيه» التي يديرها القطاع الخاص بكوادر وطنية بموجب شراكة مع الوزارة التي تشرف على عمل هذه المراكز.
تقدير
التقى محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة، صباح أمس، موظفي الديوان الأميري من العاملين في مجال الخدمات والتنظيف والمواصلات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمال. وكرّم الضنحاني العاملين في الديوان.
وقال الضنحاني إن تكريم عمال الديوان والاحتفاء بهم يأتي تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة التي تؤكد تقدير الكوادر العاملة في المجالات الحيوية بمختلف القطاعات الحكومية.
منتدى بناء قدرات مراكز إيواء
انطلقت، صباح أمس، في دبي، أعمال منتدى بناء قدرات مراكز إيواء الفئات المساندة والعمالة، الذي تنظمه مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بالتعاون مع منتدى المهاجرين في آسيا، بالتزامن مع يوم العمّال في العديد من دول العالم، خلال الفترة من 1 إلى 2 مايو، في مقر المؤسسة، بمشاركة أكثر من 20 وفداً من الجهات الدولية والمحلية المعنية بقضايا العمال. وأكدت عفراء البسطي، المديرة العامة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن دولة الإمارات، بفضل رؤية واهتمام قيادتها الرشيدة، أصبحت مقصداً للعاملين المتعاقدين من مختلف دول العالم، لما تقدمه من نماذج رائعة في الدعم والرعاية لهذه الفئة. وأضافت أن هذا المنتدى يكتسب أهمية خاصة بمشاركة العديد من الجهات المعنية بقضايا العاملين المتعاقدين التي اجتمعت لتبادل الخبرات وبحث أفضل السبل في توفير الرعاية والحماية لهم.