حددت مؤسسة وطني الإمارات 10 مقترحات لتنمية الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة لدى الأسر والمدارس والمؤسسات المجتمعية، مستندة الى تقرير أعدته الدكتورة أمل حميد مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات لرصد المقترحات التفاعلية لتنمية الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة عند الفئات المذكورة، وتقوية مبدأ الولاء والانتماء لدى أبناء الدولة.

دور الأسرة

وأوضح ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات أن التقرير يشرح 10 محاور عن دور الأسرة في تنمية الهوية الوطنية، وطرق نشر مفاهيمها والمواطنة الصالحة، وكيفية الحفاظ على الهوية الوطنية والولاء والانتماء في ظل المسؤولية الاجتماعية الوطنية.

وقال: إن المؤسسة أصدرت تقريرها تماشياً مع أهداف المؤسسة ودورها المحوري في المساهمة بصون وحماية الهوية الوطنية الإماراتية وترسيخ عناصرها لدى الناشِئة والشباب، وتعزيز مُمارسات الانتماء والولاء الوطني وقِيَم المُواطنة الصالِحة لدى كافّة شرائح المُجتمع والمُؤسّسات.

واستعرضت مؤسسة وطني 10 مقترحات لتنمية الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، مطالبة الأسر بتعزيز وتنمية الهوية الوطنية في نفوس أبنائها من خلال ممارسات عملية تعكس حب الوطن والانتماء له، والعمل على نشر مفاهيم الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة وما يتعلق بها من معارف وقيم ومبادئ ومهارات في سائر المقررات الدراسية، ولاسيما أن الشريعة الإسلامية هي أساس الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة ثم دستور دولة الإمارات العربية المتحدة وما يتضمنه من حقوق وواجبات.

بيئة ناجحة

ودعت ضمن المقترحات التي ساقها التقرير إلى مواصلة ضخ مواد تعليمية تركز على الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة خلال المرحل التعليمية المختلفة وعدم الاكتفاء بالمراحل الدراسية الدنيا، وفق أهداف تراكمية المفاهيم وتسلسلها حسب مستوياتها وارتباطها بالمستويات العقلية والعمرية للطالب، مع ضرورة العناية بمن يتولون العملية التدريسية للهوية الوطنية والمواطنة الصالحة من حيث الاختيار والتأهيل والإعداد والعمل على رفع مستوى أدائهم، خاصة بالتدريب أثناء الخدمة على طرق التدريس والإلمام الكافي بالثقافات المحلية والعالمية، وبالنظم السياسية، والإدارية، وباتجاهات المجتمع الذي يعيش فيه الطالب.

وشددت المقترحات على أن تكون المدرسة بيئة ناجحة لممارسة المواطنة السليمة، ليتدرب الطلاب على مناقشة القضايا التي تهمهم، واتخاذ القرارات المناسبة ومعالجة الاختلاف في الرأي بينهم، والتعامل مع المخالفين، وتأسيس الجمعيات والروابط الطلابية وانتخاب من يمثلهم فيها، وتكاثف الجهود بين البيت والمدرسة في مسألة غرس الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة في نفوس الأطفال والناشئة بالقول، والثقافة، والمسابقات والحوار وبكل ما يمكن أن يوصل إلى ذلك الهدف النبيل لتنمية شعور الاعتزاز عند الناشئة بدولتهم، وأن يبذلوا النفس والنفيس في سبيل حمايته وقد نفذت مؤسسة وطني الإمارات لتطبيق هذا المقترح جدولاً خاصاً بتعديل السلوك لتعزيز ممارسات الانتماء والولاء على المستوى السلوكي للناشئة والشباب، يصلح للاستخدام في المدارس والجامعات عن طريق المعلمين وأولياء الأمور.

ثروة حضارية

وأدرجت المقترحات إقامة التواصل الدائم مع الهوية بوصفها «ثروة حضارية» وذلك على أسس علمية رصينة، ومنهجية تحسن قراءة النص وقراءة الواقع، وتفهم حركة التاريخ، وتدرك شروط الواقع و أولوياته، وتتطلع بوعي عميق إلى المستقبل فتربط الماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل وتتوخى تحقيق تواصل عملي فعال مع الهوية عبر إزالة الكوابح التي تمنع تجددها الدائم، أو تحول دون تنزيل مطلقاتها على واقعنا النسبي والمتحول باستمرار لحقائق حياتية وتصرفات ومناهج سلوك، وخطط عمل لحاضر يتحقق ومستقبل قابل للتحقيق وإسهاماً فعلياً في بناء حضارة الدولة ومجدها.

وركزت على ضرورة تكريس قيمة الحوار المعمق والمتواصل بين المثقفين والباحثين، وأعضاء المجالس الاستشارية والمجلس الوطني من أجل صياغة مفهوم للهوية الوطنية، الأمر الذي من شأنه ومن خلال الممارسة أن يتحول إلى مشاركة فعالة لوسائل الإعلام ولمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية، وإدراج معيار لممارسات الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة في الجوائز، وبرامج الأداء المتميز التربوي والحكومي مع عقد مقارنات لما يتم تنفيذه من سياسات وممارسات في جوائز وبرامج الأداء في السنوات الماضية مع توصية بعدم التكتم على المخرجات لأنها وسيلة تعليمية وتدريبية.