دشن البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة والمؤسسة الاتحادية للشباب مبادرة سلسلة الحلقات الشبابية للصحة النفسية كمشروع مشترك بين الجهتين، وذلك ضمن برامج الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي يركز أحد أهدافها على تعزيز الصحة النفسية الجيدة على المستوى الفردي.

وتعمل مبادرة سلسلة الحلقات الشبابية للصحة النفسية على بناء منصة تفاعلية تجمع الشباب وخبراء الصحة النفسية والمختصين للعمل معاً على نشر وتبني أفضل التجارب والممارسات التي تعمل على تعزيز الصحة النفسية الجيدة للشباب. وستركز المبادرة على مجموعة من العوامل المرتبطة بالصحة النفسية، حيث سيتم تخصيص حلقة لكل من هذه العوامل بمشاركة مختصين في المجالات المرتبطة بهذه العوامل. ويأتي تركيز هذه المبادرة على فئة الشباب باعتبار هذه المرحلة العمرية الأكثر أهمية في بناء الشخصية، كما أنها ترتبط بعدد من الأدوار المهمة التي تشمل التحصيل الدراسي، وبدء العمل الوظيفي، وتكوين الأسرة.

العصر الرقمي

وترأست معالي عهود الرومي وزيرة السعادة وجودة الحياة ومدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء أولى حلقات مبادرة سلسلة الحلقات الشبابية للصحة النفسية بعنوان «التواصل الاجتماعي والصحة النفسية في العصر الرقمي»، والتي استضافتها وزارة اللامستحيل. ويأتي ذلك كون وسائل التواصل الاجتماعي أحد العوامل المؤثرة في الصحة النفسية في العصر الرقمي. وشارك في الجلسة سعيد النظري المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب وأكثر من 50 شاباً وشابة، وعدد من خبراء الصحة النفسية، ومجموعة من المختصين في مجال التواصل الاجتماعي.

وقالت عهود الرومي: «تعزيز الصحة النفسية الجيدة أحد الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها ضمن الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ويركز التعاون بين البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة والمؤسسة الاتحادية للشباب على تحقيق هذا الهدف ضمن فئة الشباب نظراً للتأثير الكبير للصحة النفسية على الأدوار التي يقوم بها الشباب خاصةً في المراحل الأولى من حياتهم الدراسية والوظيفية والأسرية».

وأضافت: «اليوم أطلقنا أولى الحلقات ضمن مبادرة سلسلة الحلقات الشبابية للصحة النفسية والتي ركزنا فيها على عامل وسائل التواصل الاجتماعي كأحد العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للشباب خاصةً في العصر الرقمي. حيث إن الاستخدام الإيجابي لهذه الوسائل يعمل على ترسيخ الإيجابية الذاتية لدى الشباب، بينما يؤدي الاستخدام السلبي إلى عكس ذلك، ففي حين أن هذه الوسائل تم تطويرها لتقربنا من الآخرين وتشعرنا بوجودنا في مجتمع إيجابي إلا أن طريقة استخدامها قد تنعكس على الصحة النفسية. ومن خلال تجربتنا اليوم مع الشباب أرى أن هناك العديد من الفرص التي يمكن استغلالها والتجارب التي يمكن تطبيقها لتعزيز الصحة النفسية الجيدة على المستوى الفردي».

تفاعل إيجابي

من جهتها، ثمنت معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، التفاعل الإيجابي من قبل البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة ووزارة اللامستحيل في استضافة هذه الحلقة الشبابية، ما يؤكد الاهتمام الكبير بفئة الشباب والسعي الدؤوب لمشاركتهم أفكارهم والوقوف إلى جانبهم في كافة التحديات التي قد تواجههم. وقالت: «نعمل على خلق جيل شبابي واعٍ لديه القدرة على استثمار وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم النهوض بالمجتمع ويعزز القيم الأصيلة ويسهم في نشر مفاهيم السعادة بما ينعكس على صحة مستخدمي ورواد هذه المنصات».

وأضافت: «نحن فخورون بما تزخر به دولة الإمارات من أبنائها المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يمثلون نماذج شبابية مُشرِّفة، يمتلكون القدرة على التأثير في مجتمعهم بشكل بناء، ومن هنا نسعى إلى دعمهم ليكونوا قدوة لأقرانهم وفاعلين في إيصال رسائل إيجابية إلى المجتمع». وناقش الشباب المشاركون في أولى الحلقات الشبابية للصحة النفسية التحديات التي تؤثر بها وسائل التواصل الاجتماعي على صحتهم النفسية حيث يشمل ذلك البحث المستمر عن القبول الاجتماعي ما يشكّل عبئاً نفسياً يقلل من الثقة بالنفس.

 

تحديات

ذكر الخبراء النفسيون المشاركون أن التحديات التي ذكرها الشباب تؤثر بشدة على صحتهم النفسية ويمتد هذا التأثير إلى جميع الأدوار التي يقومون بها في حياتهم. وأضافوا أن الإدمان الرقمي بما له من آثار عدة تتعلق بالإنجازات الأكاديمية لما له من تأثير مباشر على عدم التركيز واضطراب نقص الانتباه بالإضافة إلى اضطرابات النوم والاكتئاب، كما أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية يؤثر سلباً على النشاط اليومي ما يؤدي إلى السمنة والسكري وهي عوامل تؤثر أيضاً على الصحة النفسية.