أشاد عدد من القيادات الإماراتية من المنتسبين لبرنامج القيادات المؤثرة التابع لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة بدعم المركز لفعالية «تحقيق المستحيل»، الدورة التحفيزية الأكبر في المجال القيادي وصقل المهارات العملية والحياتية، والتي يقدمها توني روبنز، الخبير العالمي في مجال التحفيز وتطوير الذات وتمكينها وصقل المهارات، وذلك بقاعة «كوكا كولا أرينا» في سيتي ووك بدبي، والتي تنطلق اليوم، بمشاركة أكثر من 10 آلاف شخص من 46 دولة.

وأكدت القيادات أن دورة «تحقيق المستحيل» في المجال القيادي مختبر عالمي وترجمة لفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في صناعة القادة كونها تجربة تعلُّم متواصلة ليست محصورة بجدران، وأفقها السماء.

وقال سعيد العطر، المدير العام للمكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ستشمل دورة تحقيق المستحيل حضور أكثر من 10 آلاف شخص من 46 دولة، للمشاركة في ورشة تدريبية هي الأكبر من نوعها في المنطقة، تستمر على مدى 10 ساعات، مع نخبة من أفضل المتحدثين العالميين».

وأكد أن «دعم المركز لهذه الورشة يعكس رسالته بترسيخ ثقافة قيادية وفق أفضل المعايير العالمية»، مضيفاً: «لدينا نموذج جديد في نشر ثقافة القيادة والإنجاز.. ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة قائم على الشخصية القيادية التي رسخها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

وتحدث العطر عن الخبير العالمي توني روبنز، الذي يقدم هذه الورشة، فهو من أشهر الخبراء في مجال الإلهام والتحفيز القيادي، وهو مصنف من بين أهم 50 مفكراً في قطاع الأعمال على مستوى العالم، ولديه العديد من الكتب التي تدخل قوائم الأكثر مبيعاً، ومؤلفاته تُوزع في أكثر من 100 دولة، حيث استطاع من خلال كتبه ومحاضراته وجلساته التحفيزية أن يؤثر في ملايين الناس، وأن يلهم أجيالاً من القادة الشباب في العالم ويحفزهم لإعادة اكتشاف الذات وبناء آلية تفكير ونمط حياة، يقوم على الابتكار والمبادرة والأسبقية.

مختبر للأفكار

وأكدت نخبة من القيادات الإماراتية، من المنتسبين لبرامج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة أن مثل هذه الفعالية العالمية التي سيؤمّها الآلاف من الناس من مختلف الاتجاهات والاهتمامات، والساعين إلى الاطلاع على تجربة عالمية ترفد خبراتهم الحياتية، تشكل مختبراً عالمياً للأفكار والتجارب، وهو ما ينسجم مع الأهداف الرئيسية لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة، من خلال برامجه التدريبية والتأهيلية للكوادر القيادية في الدولة، في مختلف فئات الهرم القيادي والإداري، عبر تنويع أفق برامجه بحيث تتجاوز التدريب الأكاديمي والنظري إلى التدريب العملي، الذي يواكب المستجدات العصرية أولاً بأول، بالإضافة إلى حرص المركز على استضافة خبراء عالميين لهم إنجازاتهم المشهود لهم بها، واستقطاب العديد من التجارب الإقليمية والدولية المتميزة كي تكون متاحة للجميع للاستفادة منها، بما يسهم في جعل المجتمع الإماراتي بكل مكوناته جزءاً لا يتجزأ من منظومة تطوير فكرية وعملية وشخصية ومهنية متواصلة.

ولفتت هذه القيادات إلى أن دعم المركز لهذا الحدث العالمي ينطلق من فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن صناعة القادة تقتضي تعليماً متواصلاً، وبأن القيادة مهارة تُكتَسب يومياً، وبأن أي تجربة أو خبرة في المجال القيادي تشكل مكسباً معرفياً للشخصية القيادية، وأن مدرسة القيادة ليست محصورة بجدران بل أفقها السماء، والقائد الناجح هو الذي يسعى على الدوام إلى تطوير قدراته، وصقل مهاراته، وتوسيع مداركه، واستكشاف قدراته، وتعزيز مؤهلاته، وشحذ أدواته.

تجربة تعلم حيوية

وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة حنان السويدي، الأستاذ المساعد في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وطبيبة رواد الفضاء بأن دعم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة فعالية «تحقيق المستحيل» التحفيزية، إنما يعكس الإطار العام الذي رسخه المركز من خلال برامجه الساعية إلى إعداد كوادر قيادية إماراتية قادرة على صنع التغيير وإحداث فرق جوهري لجهة الارتقاء بالعمل المؤسسي وتعزيز منظومة الوطن والمواطنة والمساهمة في دفع عجلة التنمية إلى الأمام.

ولفتت إلى أن هذه الفعالية تشكل تجربة تعلم حيوية سواء في مجال بناء الذات وتطوير مهاراتنا الحياتية أو في شحذ قدراتنا القيادية وإعادة توجيه أهدافنا وأولوياتنا الشخصية والمهنية، وهو ما ينسجم مع الرؤية الشاملة لبرنامج القيادات المؤثرة في مركز محمد بن راشد آل مكتوم، كونه برنامجاً تكاملياً يسعى إلى جعل التأهيل والتدريب القيادي عملية تعلم مستمرة ومتواصلة، بحيث تظل منفتحة على التجارب والخبرات العالمية، مؤكدة أن حرص المركز على دعم مثل هذه الفعاليات ينبع من أحد المبادئ التي رسخها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو أن المؤسسة الحقيقية هي التي تصنع ثقافة تسمح لأفرادها بالنمو، مضيفة أن فعالية «تحقيق المستحيل»، التي يقدمها توني روبنز، أحد أبرز القيادات الإنسانية الملهمة في العالم، توفر فرصة سانحة لشحذ طاقاتنا وإمكاناتنا واكتشاف جوانب جديدة في شخصياتنا.

رؤى استباقية

من جانبه، قال د. هزاع النعيمي، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز بأن الفعالية تعد ورشة التدريب الأكبر من نوعها في مجال صقل المهارات القيادية والشخصية، ومخرجاتها تلتقي مع مخرجات برنامج القيادات المؤثرة التابع لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة، كونه برنامجاً أكاديمياً وعملياً شاملاً يقدم للمنتسبين تجربة غير مسبوقة في التأهيل القيادي، من خلال الاطلاع على أحدث التجارب والخبرات العالمية ومتابعة ما يستجد في علم وفن القيادة، وتطبيقها في منظومتنا القيادية على مختلف المستويات.

وأشار إلى أن دعم المركز للفعالية يؤكد حرصه من خلال برامجه على مواكبة ثقافة التميّز والابتكار والتحسين المستمر التي ميزت مسيرة دبي وجعلتها خلال زمن قياسي مختبراً عالمياً حاضناً للتجارب الناجحة في العمل المؤسسي، وعلى صعيد المنجز الفردي والجماعي، ورسخت صورتها في الساحة العالمية بوصفها مدينة ذات رؤى استباقية، وهي رؤية كرّسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كونه قائداً حريصاً على أن يستثمر في قيادات المستقبل، من خلال اتباع نهج في التأهيل القيادي يقوم على التعليم والإعداد والتطوير المستدام.

عملية بناء لا تنتهي

إلى ذلك، قال سالم القاسمي، وكيل الوزارة المساعد للفنون والتراث في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة إن «الكوادر القيادية الإماراتية أمامها مسؤولية تتطلب منها الاستفادة القصوى من كل تجربة تشكل فرصة لتوسيع الأفق المعرفي وبناء وتطوير الذات وتمكين القدرات وتعزيز المهارات واكتساب خبرات جديدة»، لافتاً إلى أن «هذه هي الرسالة التي لطالما أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذه هي فلسفته في صناعة القادة، منطلقاً من مبدأ أساسي وهو أن القيادة عملية تعلم متواصلة، وعملية بناء لا تنتهي، بناء الذات وبناء الوطن».

وتوقف القاسمي عند أهمية فعالية «تحقيق المستحيل» ورشة تدريب مكثفة تشكل مجمعاً للأفكار، بحيث يجد فيها المهتمون فرصة لاستكشاف قدراتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم اللامحدودة، مشيراً إلى أن ما تقدمه الفعالية من قصص وتجارب في العمل القيادي والتدريب على مهارات الحياة تتقاطع مع الإطار المعرفي والمفاهيمي العام لبرامج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، التي تهدف إلى بناء شخصية قيادية تجمع بين الشغف والمسؤولية والتحفيز الذاتي وتسعى لتحقيق التميز والإنجاز، وتعانق منظومة أخلاقية تملي عليها الولاء والالتزام وحريصة على خدمة مجتمعها.

رغبة مشتركة

من ناحيته، ذكر بدر أنوهي الرئيس التنفيذي للقرية العالمية بأن «تحقيق المستحيل» تشكل أكبر مختبر من نوعه يشارك فيه آلاف الأشخاص من كل أنحاء العالم لتحفيز ذواتهم وإعادة اكتشاف قدراتهم، مدفوعين جميعاً برغبة مشتركة ألا وهي السعي كي نعرف إمكاناتنا وكيفية تطويرها، والانطلاق من هذه المعرفة كي نكون أفضل سواء في علاقتنا مع أنفسنا أو مع الآخرين.

وهذا المبدأ هو الأساس الذي ينطلق منه الفكر القيادي أي أن نعرف أنفسنا ونكتشف إمكاناتنا ونشحذ قدراتنا ونطور مهاراتنا ونحدد أولوياتنا ونعيد رسم خططنا وأهدافنا بحيث نتخذ القرارات الحاسمة بناء على هذه المعرفة، معرفة الذات والقدرات.

وقال: القيادة فن وعلم وتدريب كي نكون أفضل تجاه أنفسنا وتجاه مجتمعنا، وهذه هي مدرسة محمد بن راشد في القيادة التي تشكل الموجِّه الأول في برامج تدريب وتأهيل القيادات تحت مظلة مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وهي مدرسة شاملة جامعة لا تفصل الشخصي عن المهني، فما يحدد صفات القائد إنسانيته، وشخصيته، تماماً بقدر معرفته ومهنيته.

وأثنى أنوهي على سعي مركز محمد بن راشد لإعداد القادة لدعم مثل هذه الفعاليات التحفيزية والتدريبية، إيماناً منه بأهمية استقدام التجارب العالمية في هذا المجال وإتاحتها للمهتمين والراغبين في الاستفادة منها، وخاصة القيادات الشابة الباحثة دوماً عن فرص ثمينة لتوسيع آفاقها الفكرية ومواكبة التجارب والخبرات الحديثة.

بناء الدولة

وأكد أحمد الجلاف، المدير العام المساعد لقطاع خدمات الملاحة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني، بأن «دعم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة للفعالية يجسد الخطوط الرئيسية لبرامج القيادات المؤثرة للمركز الحريصة على رصد أهم التجارب العالمية المتميزة في مجال الفكر القيادي والممارسات الإدارية الناجحة في أي مكان في العالم والاطلاع عليها والاستفادة منها بما يخدم مجتمعنا وينسجم مع تطلعاتنا لبناء دولة مستقبلية، تتصدر مؤشرات التنافسية في العالم، ولا ترضى إلا بالمركز الأول كهدف رئيس حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».

وأضاف: يأتي انعقاد هذه الفعالية الضخمة والدعم الكبير الذي تقدمه دبي والتسهيلات التي تم توفيرها لآلاف الناس، من داخل دولة الإمارات وخارجها، ليثبت مرة أخرى الرؤية بعيدة المدى التي تتبناها قيادتنا بشأن ضرورة الاستثمار في صقل وتعزيز الفكر القيادي والارتقاء بالإنسان، والاهتمام بتطوير المهارات الشخصية والحياتية باعتبارها مقوماً أساسياً في بناء مجتمعات تنعم بالاستقرار والسعادة، وتشكل بيئات مثالية حاضنة للإبداع والابتكار والإنجاز في كل الميادين.

تحويل الطاقات الكامنة إلى إبداعية

يشارك توني روبنز في تقديم الورشة شخصيات عالمية في مجال التحفيز وبناء الذات، وتستعرض الدورة التحفيزية قصص نجاح ملهمة، كما تسلط الضوء على مهارات أساسية وخبرات حياتية ومهنية، تساعد المشاركين على اكتشاف طاقاتهم وتطوير إمكاناتهم وصقل مهاراتهم وتفعيلها، وسوف يسعى روبنز في هذه الفعالية إلى استعراض قدرة الإنسان في استغلال طاقاته الكامنة وتحويلها إلى طاقة إبداعية تتخطى العقبات، وتعطي صاحبها دافعاً للعمل والنجاح.

ويعد توني روبنز أحد أشهر الخبراء في مجال التحفيز والإبداع القيادي والإداري وريادة الأعمال، حيث تمتد تجربته لأكثر من أربعة عقود. وتوزع كتبه في أكثر من 100 دولة حول العالم. كما يتابع الملايين نتاج المحتوى الرقمي الذي يقدمه عبر شبكة الإنترنت ومنصات التواصل وفعاليات تطوير الذات.

وقد ترجمت مؤلفاته في موضوعات ريادة الأعمال وتحقيق الذات وتطوير المهارات والإدارة والقيادة إلى عدة لغات، ومن أشهر كتبه «أيقظ قواك الخفية»، و«نصائح من صديق»، و«المال: 7 خطوات لتحقيق الحرية المالية».

وقد اختارته مؤسسة أكسنتشر للأبحاث والدراسات ضمن قائمة «أهم 50 مفكراً في قطاع الأعمال على مستوى العالم»، وصنفته لائحة هارفرد للأعمال ضمن «أبرز 200 قيادي في قطاع الأعمال».

مركز إعداد القادة

ومنذ تأسيسه في العام 2003، ينظم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، الداعم لفعالية «تحقيق المستحيل»، برامج نوعية وأنشطة هادفة، تسهم في تأهيل شخصيات قيادية تتمتع بمهارات رفيعة المستوى، على الصعيد المهني والحياتي، وتستطيع التكيف مع المستجدات والتعامل مع التغيرات بمرونة وذكاء، كما تتمتع بالكفاءة وسعة الاطلاع التي تؤهلها لاتخاذ قرارات جوهرية في مواقف مختلفة.

ويقوم نموذج القيادة الذي يعتمده المركز على ثمانية مقومات هي: الإنسان أولاً، والاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتنوع والإشراك، والتفكير الريادي، والفضول والمرونة، والشغف والالتزام، وخلق القيمة.

ويحرص المركز في برامجه وأنشطته ومبادرته على ترسيخ ثقافة التعلّم المستمر لدى القيادات الشابة والصاعدة والمتمرسة على حد سواء، وذلك بتسليط الضوء على النماذج الناجحة وبالاستفادة من التجارب العملية للأفراد والمؤسسات والمجتمعات، لما فيه تفعيل الوعي الجمعي في استشراف الحلول الناجعة ووضع الاستراتيجيات المثمرة وتطبيق المبادرات المنتجة لصناعة مستقبل أفضل للإنسان في كل مكان وإسعاده والارتقاء بجودة حياته بكل جوانبها.