تمثل «ستراتا للتصنيع»، المتخصصة في صناعة مكونات الطائرات، مثالاً ناجحاً على قدرة الشركات الإماراتية على تكريس موقعها كمساهم أساسي في سلاسل القيمة العالمية عبر الاعتماد على أصولٍ راسخة وكوادر محلية متميّزة، حيث تشكل الكوادر الوطنية المتميزة أكثر من نصف العاملين بالشركة مع تمتعهم بمهارات عالية تؤهلهم للمساهمة في ترسيخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كمركز رائد للتصنيع.

وقال إسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»، والمملوكة بالكامل لشركة المبادلة للاستثمار «مبادلة»، إن نجاح الشركة في رفع نسب التوطين يأتي من خلال الحرص على تعزيز القدرات الأساسية للكوادر الإماراتية العاملة لديها وصقل خبراتهم بما يمكّنهم من الاضطلاع بدور حيوي في تطوير قطاع صناعة الطيران.

  • رجال ونساء

وأضاف إسماعيل عبدالله لـ«البيان الاقتصادي» أن «ستراتا» ركزت في عملية التوطين على الرجال والنساء على حد سواء، عبر الحرص على تقديم كل ما يلزم لدعم التطور المهني والعملي للمرأة المواطنة في الشركة، إذ تتناسب السياسات والأطر التنظيمية بالشركة مع الموظفات لتسهيل القيام بمهامهن الوظيفية، ما يعكس مرونة قوانين الموارد البشرية ومواكبتها لاحتياجات وطموحات المرأة العاملة، بالإضافة إلى توظيف الكفاءات والمهارات الإماراتية بالشكل الأمثل وفقاً لمتطلبات الوظيفة.

وأشار إلى أن الشركة تركز بشكل دائم على تطوير خبرات العاملين من المواطنين بفضل ما تتميز به «ستراتا» من تنوع ثقافي وعلمي، حيث تضم العديد من الجنسيات وطيفاً واسعاً من الكفاءات البشرية المتنوعة ما يتيح الفرصة للمواطنين للاستفادة وتنمية مهاراتهم العملية والتقنية، كما تعمل الشركة على إبراز وتنمية المواهب الإماراتية عن طريق حضور المعارض والمؤتمرات والمحاضرات المحلية والعالمية.

وأكد أن الشركة تواصل التزامها بتعزيز الفرص المتاحة أمام الإماراتيين في قطاع الطيران، حيث ارتفعت نسبة التوطين بعد تخريج دفعة جديدة من المنتسبين إلى برنامج فنيي هياكل الطائرات، إلى 58%، تشكل النساء نسبة 86% منهم، مشيراً إلى أن الشركة باتت تزخر بسواعد الشباب الإماراتي المؤهل بأعلى المستويات العالمية.

وأكد إسماعيل أن «ستراتا» تعمل بشكل مستمر على دفع عجلة التوطين في القطاع الصناعي من خلال التزامها بتطوير العمليات التكنولوجية وتنمية الإمكانيات المحلية بما يتماشى مع رؤية أبوظبي الرامية إلى تأسيس قطاع تكنولوجي متطور، وتوفير قيمة كبيرة وتوظيف طويل الأمد وفرص التدريب والتطوير للقوة العاملة من مواطني الدولة.

وأوضح أن برنامج فنيي هياكل الطائرات يساعد في تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة للمساهمة في تحقيق رؤية «ستراتا» في أن تصبح الشركة العالمية الرائدة في مجال صناعة أجزاء هياكل الطائرات، والتي تعتمد على جذور محلية راسخة، وذلك بما يضمن تحقيق أهداف «رؤية أبوظبي 2030» الرامية إلى بناء اقتصاد قائم على أسس المعرفة والابتكار والتنويع الاقتصادي.

  • وظائف فنية

وكشف إسماعيل أن عدد المواطنين العاملين في وظائف هندسية وفنية وإدارية ضمن الشركة يصل إلى أكثر من 350 مواطناً ومواطنة، ما يعكس دور الكوادر الإماراتية في «ستراتا» ببناء مستقبل صناعة الطيران في الدولة.

وقال إن توفير وظائف ذات قيمة مضافة لمواطني الإمارات شكل أهم استراتيجيات الشركة منذ بداياتها، وفي ظل حداثة صناعة الطيران، قامت ستراتا بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية ومحلية مثل جامعة الإمارات وجامعة خليفة لتطوير برامج تهدف لاستقطاب المواطنين وتدريبهم على صناعة الطيران، حيث تم إطلاق برنامج تدريب الفنيين مع جامعة الإمارات يمتد لـ 22 شهراً، يحصل بعدها الموظف على شهادة فني تصنيع طيران، وبالنسبة للمهندسين تم إطلاق برنامج خاص داخل «ستراتا» يمتد لثلاث سنوات يؤهل الموظف للسفر للعمل على أجزاء هندسية وخطوط إنتاج مع الشركاء الاستراتيجيين مثل بوينغ التي استقبلت الدفعة الثالثة من المهندسين في الولايات المتحدة وكذلك في روسيا يعملون على خطوط الإنتاج وفي مكاتب التصميم التابعة لبوينغ، مؤكداً أن استدامة قطاع الطيران ستكون دائماً بأيد إماراتية.

وأوضح أن «ستراتا» قامت بتأسيس شراكة مع جامعة خليفة لإطلاق مركز أبحاث وابتكار الطيران يوفر منصة للطلاب والمدرسين للعمل على مشاريع استراتيجية تخدم صناعة الطيران.