أكد أكاديميون أن التدريب العملي أساس التنمية المهنية للمواطنين، لافتين إلى ضرورة وضع آليات تفتح المجال للطلبة بعد مرحلة الدبلوم والدبلوم العالي، من الخروج للعمل لمدة تبدأ من سنة، ولا تزيد على خمس سنوات، ليعودوا بعدها بخبرة عملية، تمكنهم من التميز في دراسة البكالوريوس، ليكونوا «قادة فنيين في تخصصاتهم»، مع الحرص على توفير فرص التوظيف لهم خلال هذه الفترة في القطاع الخاص.



وأشادوا بقرار مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، بتكليف كليات التقنية العليا، بعمل دبلومات تخصصية، لتأهيل وإعداد المواطنين للعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية في الدولة، بحيث يتم تصميم برامج تدريبية لبناء وتطوير القدرات والكوادر الوطنية، بحيث تستهدف هذه البرامج خلال السنوات الثلاث القادمة، تدريب وتأهيل 18 ألفاً من المواطنين، وإصدار مؤشر سنوي للتوطين، لقياس وتقييم حجم الالتزام بقرارات ملف التوطين في كافة القطاعات.



وشددوا على أن مؤشر التوطين، يعد أداة رئيسة لتحفيز وقياس نسبة التوطين، لا سيما في القطاع الخاص، وتوجيهه نحو مساره الصحيح، من خلال تدريب وتأهيل وتطوير مهارات وقدرات المواطنين في هذا القطاع الحيوي.



استجابة



وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن جميع المعدلات والمؤشرات، تشير إلى ارتفاع معدلات التدريب على المستوى العالمي، ويأتي ذلك ضمن الاستجابة لمتغيرات البيئة المتسارعة، والثورة الصناعية الرابعة، وسعي المؤسسات العامة والخاصة لردم الفجوة بين متطلبات العمل وكفاءات الكادر الوظيفي.



وتابع: «رغم ذلك، يجب علينا ألا نغفل أهمية الخبرات المكتسبة، وتطور الكفاءات من خلال التجربة في ظروف العمل الطبيعية، فبالرغم مما يشكله التدريب من أهمية، تبقى بيئة العمل الطبيعية، المكان الرئيس لتطوير المهارات، لذلك، يجب ألا تغفل خطط تطوير المهارات للكوادر الوطنية، وإعدادهم لسوق العمل».



ملف



من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن ملف التوطين يبقى أولوية في الأجندة الوطنية للدولة، وتدعمه بكل قوة قيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، واليوم، تقف قيادتنا وقفة جادة مع قضية التوطين، وتضع مبادرات، وتعلن آليات للمتابعة والتقييم والتحفيز، دعماً لتوطين الكفاءات الوطنية لأخذ فرصها الحقيقية في مختلف قطاعات العمل.



وأضاف أن كليات التقنية العليا، تنظر بمسؤولية نحو «التوطين»، وتضعه ضمن قائمة أولوياتها الاستراتيجية، لتعمل عليه على جانبين، هما «التوظيف» و«الإعداد»، فعلى مستوى التوظيف، فإن الكليات تعمل على دعم التوطين على مستوى الوظائف الإدارية وحتى الأكاديمية، حيث اعتمدت في العام الأكاديمي 2015/‏2016، العمل على مبادرة «هادف»، وهو برنامج يختص في التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس الإماراتيين، من خلال استقطاب الكفاءات الوطنية من مختلف التخصصات، وإعدادهم للعمل في مجال التدريس على مستوى التعليم العالي، كما أطلقت الكليات أيضاً في عام 2017/‏2018 برنامج «سند»، والذي يهدف لدعم الخريجين الجدد، ومساعدتهم لتخطي عقبة «شهادة الخبرة»، بعد التحاقهم لفترة تصل إلى 6 أشهر بالعمل في الكليات، ومنح أولوية لهم للتعيين في الكليات، وقد نجحت الكليات في تعيين 55 خريجاً وخريجة في وظائف إدارية متنوعة، وفق تخصصاتهم، وبعقود عمل دائمة، كما لا يزال 20 منتسباً يعملون ضمن البرنامج بعقود عمل مؤقتة، هذا بخلاف من أنهوا فترة عملهم، وحصلوا على شهادات خبرة مكنتهم من الحصول على وظائف.



دعم



وأوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن المؤشر سيساعد الحكومة على رصد المؤسسات المتهاونة في دعم ملف التوطين من عدمه، وذلك من خلال وضع معايير صارمة لهذا المؤشر، للوقوف على جدية القطاعات في تنفيذ خطة التوطين.



وأضاف أن «التدرج الوظيفي للمواطنين أمر مهم جداً في القطاع الخاص، وتعيين الموظف المناسب في المكان المناسب، بحسب قدراته ومؤهلاته ومهاراته، حتى لا نصل في النهاية إلى التضخم».

 



من ناحيته، أكد الدكتور محمد عبد الرحمن مدير جامعة الوصل بدبي، أنه لا بد من تغيير ثقافة ووعي الشباب الإماراتي، والنظر بعين الاعتبار لتوطين الوظائف الوسطى والدنيا، على اعتبارها ضرورة وطنية، ولا يتم التركيز فقط على الوظائف القيادية والإشرافية، مشيراً إلى أن التغيير لا بد أن ينطلق من المدارس، من خلال مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «ليس عيباً أن يعمل اليوم المواطن الإماراتي في تنظيف طرق وطنه، أو يعمل كسائق أجرة».



سياسات جديدة



من ناحيته، أوضح يوسف الطويل مدير إدارة شؤون الطلبة والإعلام الجامعي بكلية الإمام ملك للشريعة والقانون، أن الخريجين اليوم باتوا يواجهون مهمة شاقة لإيجاد فرص عمل مناسبة، تمكنهم من خوض غمار سوق العمل، لذلك، فإن معدلات البطالة في ارتفاع مستمر على مستوى العالم.

 



إلى ذلك قال الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين، إن ملف توطين الوظائف، من أهم مؤشرات الأداء الرئيسة، لتحقيق رؤية الإمارات 2021، لسد الفجوة الهيكلية في سوق العمل.