استطاعت إمارة دبي عبر تجاربها الإبداعية والإنسانية رسم خريطة ثقافية شاملة تزخر بالتنوع الحضاري للسياحة الثقافية في دبي، المرتبط بخصوصية التراث العريق للإمارات.

وهويتها الحضارية المعاصرة، ورؤاها المستقبلية الطموحة. وباتت محط أنظار العالم ونموذجاً يقتدى به في النمو والتطور المرتكز في المقام الأول على الاحترام العميق لمقومات الثقافة العربية والخليجية على مر العصور، وبما يتخطى الأفق العمراني الحافل بالمعالم المذهلة.

هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بيان اعتماد رؤية دبي الثقافية الجديدة، بأن الوجه الثقافي لدبي لا بد أن يكون عالمياً ومتفرّداً وحقيقياً، وقال سموه: «مكانة أي عاصمة اقتصادية عالمية لا تكتمل دون وجه ثقافي حضاري يعكس رقيَّها.. ودبي تملك أصولاً ثقافية وفنية تؤهلها لتكون وجهةً ثقافية عالمية وحاضنة رئيسة للمواهب والمبدعين».

وأشار سموه إلى الثراء الثقافي الذي تتمتع به الإمارات، ما يؤهلها للقيام بدور مهم على خارطة العالم الثقافية أسوة بدورها الاقتصادي المحوري عالمياً، وقال سموه: «يمكن بوضوح رؤية دولة الإمارات خلال سنوات قليلة كأكبر محطة ثقافية إقليمية. وإحدى أهم الوجهات الثقافية العالمية.. وذلك بفضل المشاريع الثقافية الاستثنائية في مختلف إمارات الدولة».

فنون معاصرة

في السياق تشير أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة «فن جميل» إلى أنه ومنذ منتصف العقد الأول من القرن العشرين، شهد المشهد الإبداعي في دبي نمواً مستمراً على مدار الأعوام. وأصبحت المدينة المركز الإقليمي لسوق الفن وموطناً للعديد من المهرجانات والفعاليات التي تضم مجموعة غنية من المواهب الإبداعية المتنوعة المحلية.

وتحتضن المدينة مركزاً جميلاً للفنون، كأول متحف للفنون المعاصرة على أرضها. وقالت كارفر: أمس، أُطلقت استراتيجية دبي الثقافية الجديدة لتحوّل مسار قصتنا إلى مجال إبداعي جديد، فمن شأنها تمكين المؤسسات المجتمعية مثل مؤسستنا من رعاية المواهب المحلية وتشجيعها.

نسيج ثقافي

بدورها تؤكد خبيرة العلاقات العامة إيزابيل تاب، أن «قطاع السياحة الثقافية يشكل رديفاً مهماً للحراك الذي تشهده الإمارة، والثقافة تلعب دوراً أساسياً في تصدر مدينة دبي للمشهد الثقافي العالمي، من خلال مشاركة المواطنين والمقيمين على حد سواء من الإسهام بشكل أكثر فاعلية في صنع هوية دبي العالمية الثقافية من منظور أنها مدينة عالمية متسامحة يعيش على ترابها أكثر من 200 جنسية، ما يدل على أن هذا التنوع الثقافي على أرض الإمارات يمثل ثروة وطنية تجعل من دبي وجهة عالمية قادرة على التأثير في محيطها والعالم».

جسور التواصل

ويشير بريندان ماكجيتريك المدير والقيم الفني لمعرض الخريجين العالمي، إلى أن الفعاليات الثقافية والفنية من أهم الركائز الأساسية التي تشكل المنظومة الثقافية في دولة الإمارات الداعمة للحوار الحضاري وبناء جسور التواصل بين الأمم والشعوب، من خلال تهيئة الأجواء الملائمة من قلب الحدث تعتمد على الابتكار والبحث الدؤوب عن آليات تثري المشهد الإبداعي القائم على التواصل وفهم الآخر.

ملتقى المعاصرة

ومن جانب آخر تعتقد أوريلا سوكو مديرة صالة «آرتيسيما» لعرض الأعمال الفنية، أن المؤسسات الفنية والقائمة على إدارة الحراك الثقافي السياحي في إمارة دبي على دراية تامة بالمجتمع المحلي متعدد الجنسيات والثقافات والمتميز في الوقت ذاته باهتمامه بتراثه وبيئته، ويحرص على أن تنعكس عاداته وتقاليده في تصرفاته، وحتى في مقتنياته، ولم يعد يبحث فقط عما تلمسه يداه.