رسخت دولة الإمارات ثقافة العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع منذ تأسيسها، وعكس العمل التطوعي التكافل والتلاحم المجتمعي الذي يتمتع به أبناء الإمارات وترجم مدى تمسكهم بالمبادئ والقيم التي ترتبط بالهوية الوطنية وتحافظ على الإنجازات والمكتسبات التي حققتها الدولة.
وترجمت المؤسسات التطوعية في الدولة توجيهات القيادة الرشيدة في هذا الجانب الإنساني الذي تتميز به الدولة على مستوى العالم، وعزز العمل التطوعي التنمية المستدامة، وأسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال.
وحرصت المؤسسات التطوعية التي تنظم العمل التطوعي وأنشطة خدمة المجتمع في جميع أنحاء الدولة على تعزيز ثقافة التطوع كأسلوب حياة لدى أفراد المجتمع، وبات العمل التطوعي في الإمارات جزءاً من النسيج الثقافي والاجتماعي الذي قامت عليه الدولة، واكتسب هذا العمل اهتماماً رسمياً كبيراً على مختلف المستويات الحكومية والأهلية.
مبادرات
وارتبط هذا العمل الإنساني في الدولة بمبادرات متعددة ساهمت في تشجيع العمل التطوعي في الدولة وساهمت في تسهيل عملية البحث عن فرص تطوعية للراغبين حسب اهتماماتهم ومهاراتهم وخبراتهم، ولعل أبرزها: المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات»، والتي تعد أحد أهم محاور عام الخير الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتهدف المنصة الذكية التي تم تطويرها من قبل مؤسسة الإمارات بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع إلى توسيع نطاق العمل التطوعي، وترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية.
ويأتي إطلاق البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث من قبل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بهدف تكوين قاعدة متميزة من المتطوعين وتأهيلهم وتدريبهم لدعم ومساندة جهود الاستجابة الوطنية في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث للحفاظ على أرواح ومكتسبات الدولة.
الهلال الأحمر
وعززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي العمل التطوعي في الهيئة من خلال جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصورة فردية، أو من خلال جماعات تابعة للهلال لتوزيع الأدوار التطوعية.
صندوق الوطن
تدفق المبادرات التطوعية في الدولة كان عنواناً بارزاً في استمرار هذا النهج الإنساني، ففي عام 2016 أطلق مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين «صندوق الوطن»، كمبادرة مجتمعية تجسد تلاحم فئات المجتمع مع توجهات قيادة دولة الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة.
حاضنات التطوع
وفي عام 2017، أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي نظام حاضنات التطوع، الذي يُعنى بتأطير العمل التطوعي للفرد، ضمن مساق يدعم قدراته التطوعية علمياً وعملياً، وذلك من خلال برنامج تدريبي/ تعليمي تم تصميمه وإعداده بالتعاون مع إحدى الجامعات الإماراتية، ويهدف هذا النظام إلى توفير طاقات تطوعية متخصصة في مجالات مهنية وعملية مختلفة، عبر القياس المستمر لأداء المشارك.
مسؤولية مدنية
ومن المبادرات الرائدة في العمل التطوعي «تكاتف» والتي تعد واحدة من أهم مبادرات مؤسسة الإمارات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في جميع أنحاء الإمارات.
كذلك مبادرة «ساند» وهي مبادرة تطوعية أخرى لمؤسسة الإمارات بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث يعمل ساند على توحيد المتطوعين بدافع من الشعور بالمسؤولية المدنية، وتدريبهم على التعامل مع الأزمات.
كما أطلقت شرطة أبوظبي مبادرة «كلنا شرطة» في سياق التزامها مد مزيد من جسور التواصل مع المجتمع وتحقيق انخراط أكبر لأفراده في جهود الأمن التي تبذلها الشرطة.
وتعد مبادرة أكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي إحدى المبادرات الرائدة في الدولة في العمل التطوعي وتهدف إلى غرس ثقافة العمل التطوعي وتأهيل الكوادر المحلية بالتعاون مع عدة جهات حكومية وخاصة ومنظمات غير ربحية.
برنامج دبي للتطوع
وأطلقت هيئة تنمية المجتمع مبادرة برنامج دبي للتطوع وهو أول برنامج تابع لحكومة دبي، وذلك لتتمكن من إدارة المبادرات التطوعية في جميع إمارات الدولة بصورة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة.
وعززت المبادرات والفعاليات التطوعية في دولة الإمارات، روح التكافل والرعاية المتبادلة بين جميع فئات المجتمع لتساهم في تعميق الشعور بالمسؤولية المجتمعية.