أطلقت وزارة التسامح مبادرة «زهور التسامح» بإمارة دبي بمشاركة أكثر من 5000 متطوع من الشباب وطلاب المدارس والجامعات والأسر من حوالي 150 جنسية مقيمة على أرض الدولة وتستمر حتى 24 نوفمبر الجاري وذلك ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية للعام 2019، لإنتاج أكبر سجادة زهور طبيعية في العالم.
وجاء تصميم سجادة الزهور الطبيعية، كمفاجأة لكل المشاركين فيها، حيث احتوت على شعارات المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية إضافة إلى المعالم الوطنية الرئيسية لدولة الإمارات.
ووصلت مساحة سجادة الزهور الطبيعية إلى مساحة أكبر من مساحة ملعبين كبيرين لكرة القدم، كما شهدت الاحتفالية مجموعة متنوعة من العروض المسرحية والفنية وبرامج مخصصة للأطفال وذلك على المسرح المقام على جانب سجادة الزهور.
أخوة
وقالت عفراء الصابري، المدير العام بمكتب وزير التسامح، إن الهدف من المبادرة الوصول بثقافة التسامح إلى الجميع من أجل تعزيز القيم السامية للتسامح والأخوة الإنسانية لدى كل فئات المجتمع، وإظهار مدى تلاحم المجتمع الإماراتي.
وتناغم كل فئاته، مشيدة بهذا العدد الضخم من الأفراد والأسر الذين تطوعوا ليعملوا معاً، ويضربوا المثل في التسامح والتعايش والتعاون وينفذوا بأيديهم هذه السجادة العملاقة من الزهور الطبيعية بمساعدة أكثر من 150 شخصاً من المنظمين والداعمين لكل المتطوعين.
وأضافت الصابري أن مساحة سجادة الزهور الطبيعية يصل طولها إلى 210 أمتار وعرضها إلى 120 متراً بإجمالي 25200 متر مربع مغطاة بالكامل بالزهور التي يلعب التعدد اللوني لها دوراً كبيراً في إبراز التصميم المميزة لسجادة الزهور لكي يحمل رسالة الأصالة للتراث الإماراتي .
بالإضافة إلى المعالم الأهم في الدولة كمسجد الشيخ زايد وبرج خليفة وغيرها من المعالم، إلى جانب شعار المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية لتكون بذلك أكبر سجادة من الزهور الطبيعية على الإطلاق.
وعن اختيار منطقة الفيستفال سيتي بإمارة دبي، أوضحت الصابري أنها مكان مثالي لكي يصل إليه أكبر عدد من الجمهور بسهولة، كما أنه على مقربة من مطار دبي ويمكن للقادمين والمغادرين من المطار رؤية السجادة بشكلها الرائع ليكون التسامح هو آخر ما يراه قبل المغادرة أو أول ما يراه عند الوصول، وذلك طوال أيام الفعالية التي تمتد لثلاثة أيام.
وأشارت إلى أن العمل تم على خطوتين رئيسيتين، الأولى كانت برسم المعالم الرئيسية للسجادة على الأرض المخصصة لذلك، ومن ثم بدأت الخطوة الثانية بقيام المتطوعين بوضع الزهور حسب ألوانها في الأماكن المحددة لها، تحت إشراف فريق متخصص.
جهود
وأشادت الصابري بجهود المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة التي شاركت في إنجاز هذا العمل الرائع، والذي يركز على تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والتناغم بين مختلف فئات المجتمع الإماراتي، وإرسال رسالة للعالم مفادها أن كل الجاليات ومختلف الجنسيات تعمل على أرض الدولة في تناغم ومحبة، وفق مبادئ سامية تعمها الأخوة الإنسانية.
مؤكدة أن الوزارة ستفتح الباب في اليوم الأخير لإهداء الزهور إلى كل المتطوعين وسيتم إرسال كميات منها إلى طلاب المدارس لتكون بمثابة هدية تذكرهم بالمشاركة في المهرجان الوطني للتسامح.
من جهته أشاد الدكتور عبد الحفيظ بالعربي، رئيس جامعة الفلاح، بالتعاون القائم بين الجامعة ووزارة التسامح، فيما يتعلق بإنجاز أكبر سجادة للزهور الطبيعية في العالم، حيث ساهمت الجامعة بجانب كبير من المتطوعين من أبناء الجامعة من مختلف الجنسيات.
وأكد حرص جامعة الفلاح على المشاركة الإيجابية في المبادرات التي تتعلق بتنمية المجتمع، ودعم تلاحمه، وتبني الأنشطة الإيجابية التي تصب في صالح تعزيز القيم الأصيلة للمجتمع الإمارات، موضحاً أن هذا التفاعل مع المجتمع أحد عناصر العمل داخل المجتمع الأكاديمي للجامعة.
ولفت إلى أن التسامح في الإمارات أصبح رمزاً عالمياً، وتجربة ملهمة يمكن للشعوب والدول أن تقتدي بها، مشيداً بالدور الكبير الذي تلعبه وزارة التسامح لترسيخ القيم السامية للتسامح محلياً ودولياً، وبجهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح في هذا الصدد.