أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، نائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أن المؤسسة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعمل دائماً على توسيع خريطة العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، كي يستفيد أكبر عدد من الناس من مشاريعها وبرامجها"، مشيراً سموه إلى أن "المبادرات تنطلق من رؤية تسعى إلى الارتقاء بواقع الإنسان، والمساهمة في ترسيخ ثقافة الأمل وتحويل التحديات إلى فرص، والاستثمار في العنصر البشري بوصف الإنسان الأصل الأغلى في المجتمعات"، مشيراً سموه إلى أن "رسالة الإمارات الإنسانية كما رسختها القيادة الإماراتية الرشيدة منذ تأسيس الدولة تنطلق من مد يد العون لكل محتاج في أي مكان دون اعتبار للون أو الجنس أو الدين أو المعتقد".
جاء ذلك بمناسبة إعلان مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بأن برامجها ومشاريعها ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية استطاعت خلال العام 2019 أن تصل إلى 17 مليون إنسان، فيما بلغ حجم الإنفاق على المبادرات في هذا المجال 262 مليون درهم.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: "حين نكون سبباً في تغيير حياة أي إنسان نحو الأفضل فإننا نصنع مجتمعاً أكثر تماسكاً ونضمن مستقبلاً أكثر حصانة للأوطان"، لافتاً سموه إلى أن: "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نجحت في تحويل العمل الإنساني إلى منظومة عطاء متكاملة، تجمع بين الكفاءة والفاعلية وسرعة التطبيق على الأرض، وهو ما عزز سمعة الإمارات على خريطة العطاء العالمي".
وأضاف سموه: "مهمتنا نحو صناعة التغيير متواصلة، وطريق العطاء أمامنا طويلة.. وطموحنا الإنساني لن يوقفنا عن الوصول إلى أبعد نقطة في العالم لنكون سبباً في تغيير حياة الناس إلى الأفضل".
ويغطي نشاط مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمختصة بالعمل الإنساني والإغاثي والتنموي والمجتمعي، خمسة محاور عمل رئيسية؛ هي: المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، وذلك من خلال أكثر من 30 مبادرة ومؤسسة تنفذ مئات البرامج والمشاريع والحملات والمبادرات في مختلف أنحاء العالم.
وتعمل المؤسسة ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية على تحسين حياة الناس والتخفيف من معاناتهم من أجل بناء مجتمعات مستقرة، قادرة على التغلب على التحديات الاقتصادية والمجتمعية والإيفاء بمتطلبات التنمية والازدهار.
ويندرج تحت هذا المحور ست مؤسسات تعمل تحت مظلة المؤسسة الأم بالتنسيق في ما بينها، هي: المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وبنك الإمارات للطعام، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة.
منظومة دعم مجتمعي متكاملة
من جانبه، قال سعادة إبراهيم بو ملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية إن المؤسسة تعتبر من أوائل المؤسسات التي حولت العمل الإنساني إلى عمل متواصل على مدار العام، ضمن برامج ومشاريع مستدامة، تتخطى المساعدات الطارئة إلى منظومة دعم مجتمعي متكاملة".
وأضاف أن المؤسسة تنفذ اليوم عشرات المشاريع والبرامج والمبادرات، سواء تلك التي صممتها تحت مظلتها أو تلك التي تنفذها بالشراكة مع مؤسسات وجهات إقليمية ودولية عدة، ما أسهم في إيصال رسالتها ورسالة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى أكبر عدد من المستفيدين في شتى أنحاء العالم، وبكفاءة عالية.
وأشاد سعادته بحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على توفير كل أشكال الدعم لكافة المبادرات والمؤسسات تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، باعتبار هذا النوع من الاستثمار هو الأقرب إلى قلبه وفكره".
ولفت بو ملحة إلى أن العديد من المشاريع الإنسانية التي تنفذها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية تعمل على توفير أسباب العيش الكريم للفئات المستفيدة، الأمر الذي يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي، فلا تظل هذه الفئات أسيرة الحاجة والفقر.
مشاريع توفير المياه النظيفة
بدوره قال معالي سعيد الطاير رئيس مجلس أمناء مؤسسة سقيا الإمارات "إن المؤسسة تواصل جهودها في توفير المياه النظيفة للمجتمعات التي تعاني من ندرة وتلوث المياه تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مشيراً إلى ما تقوم به المؤسسة في سبيل توفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات المحتاجة في مختلف أنحاء العالم، جاء بفضل الدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يوجه دائماً بضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة شح المياه، والتخفيف من معاناة المجتمعات الفقيرة التي تعيش ظروفاً حياتية قاسية وتواجه مشكلات عديدة، منها مشكلة نقص المياه وتلوثها".
وأضاف أن "المؤسسة عملت خلال العام 2019 على حفر العديد من الآبار لتوفير مياه نظيفة صالحة للشرب وتركيب المضخات وشبكات توزيع المياه والأنظمة الخاصة بتنقيتها وتكريرها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات من أوائل دول المنطقة التي أولت أهمية كبيرة لمشكلة شح المياه الصالحة للشرب والعمل على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجة تلك المشكلة، من خلال دعم الدراسات والبحوث في سبيل إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجة هذه المشكلة، وتخصيص جوائز تشجع الابتكارات في هذا المجال، الأمر الذي أسهم تحسين حياة المجتمعات التي شملتها مبادراتنا بصورة ملحوظة.
منظومة متكاملة لإطعام الطعام
من جانبه، قال داوود الهاجري نائب رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام: "نسعى لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليكون البنك منظومة إنسانية متكاملة لإطعام الطعام، تعزز روح التماسك والتعاون في المجتمع عبر الاستفادة من فائض الأغذية وجمعها وتوزيعها على المحتاجين داخل الدولة، بحيث يكون جميع المواطنين والمقيمين جزءاً فاعلاً في هذا النهج الخيّري والإنساني.
وأشار إلى أنه وبفضل توجيهات سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، شهد العام 2019 إطلاق 93 مبادرة وحملة بهدف ترسيخ قيمة العطاء وإتاحة الفرصة للجميع ليكونوا جزءاً من العمل الإنساني، كما تضاعفت كمية المواد الغذائية الواردة، من مختلف الجهات في الدولة إلى البنك تضاعفت أكثر من خمس مرات خلال عام.
وقال "نحرص من خلال بنك الإمارات للطعام إلى إشراك أكبر عدد من المؤسسات في الدولة والمتطوعين، كجزء من تكريس الوعي بأهمية التقليل من هدر الطعام، وترسيخ ثقافة التعاضد والمساهمة في رفع المعاناة عن الفئات المحتاجة في المجتمع".
مبادرات محور المساعدات الإنسانية والإغاثية
وفي هذا الإطار شهد العام 2019 نشاطاً كبيراً لمؤسسة مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، إذ بلغ إجمالي حجم إنفاق المبادرات والبرامج والمشاريع ضمن المساعدات الإنسانية والإغاثية نحو 262 مليون درهم استفاد منها أكثر من 17 مليون شخص حول العالم.
وينضوي تحت محور المساعدات الإنسانية والإغاثية عدد كبير من المبادرات والمشاريع والبرامج والحملات التي تعمل بالتنسيق فيما بينها، لتوفير المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة جراء الأزمات والكوارث، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الحياتية الأساسية للفئات الأقل حظاً في المجتمعات التي تواجه عقبات تنموية ونقصاً في الموارد والإمكانيات.
كما تقوم مؤسسة مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بتنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية المستدامة بالشراكة مع عدد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، مع التركيز على المناطق التي تجمع بين الاكتظاظ السكاني وشح الموارد، إلى جانب إيلاء اهتمام خاص بالفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات المعنية، وتحديداً الأطفال والنساء.
البرامج الإنسانية والإغاثية والخيرية
وقد نشطت في العام 2019، مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وبرامجها الإنسانية والإغاثية والخيرية في كافة جهات المعمورة، حيث انطلقت قوافل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بشكل متواصل لإغاثة المتضررين والمنكوبين جراء الكوارث الطبيعية أو الأزمات والحروب، ونشر رسالة سلام ومحبة وسط الشعوب. كما ركّزت المؤسسة مساعيها في تقديم المساعدات المادية والعينية للعديد من المناطق النامية حول العالم، إضافة إلى تكثيف جهودها في الاستثمار لدعم التعليم والمعرفة وبناء المدارس، إلى جانب تنفيذ العديد من المبادرات التنموية للنهوض بواقع المجتمعات الفقيرة ودعم الشباب، وفتح آفاق مستقبلية لهم للعمل والإنجاز. كذلك تميزت مؤسسة سقيا الإمارات ضمن هذا المحور مبادراتها النوعية التي تُعنى بتأمين مياه الشرب النظيفة للمجتمعات الفقيرة في المناطق النائية حول العالم.
دعم إنساني لا محدود
وواصلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، كأكبر تجمع من نوعه للخدمات الإنسانية والإغاثية ويضم 76 عضواً من منظمات وهيئات دولية وأممية ومؤسسات وشركات معنية بالعمل الإنساني، تقديم الدعم الإنساني للمناطق والمجتمعات المتضررة من الكوارث، وتسهيل الاستجابة السريعة للأزمات على مستوى العالم بكفاءة، ودعم عمليات الإغاثية في حالات الطوارئ من خلال أعضائها الذين يستفيدون من موقعها الاستراتيجي في مدينة دبي، التي تشكل همزة وصل بين أوروبا وآسيا، وما توفره من خدمات نقل وخدمات لوجستية على قدر رفيع من الكفاءة.
وقدم أعضاء المدينة من المنظمات الإنسانية والإغاثية مساعدات ومواد إغاثية في العام 2019 نحو 246 مليون درهم، تضمنت 1,070 شحنة استفادت منها الدول المحتاجة والمنكوبة في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين. كما دعمت المدينة توزيع أكثر من 13 شحنة، تحمل أكثر من ألف طن من المساعدات ومواد الإغاثية بقيمة 18 مليون درهم، فيما بلغت تكلفة نقلها 14.5 مليون درهم.
توفير بيئة حياتية ملائمة
وضمن أهداف مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في تحقيق الريادة والتميز في مجال العمل الإنساني، تستمر مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية في تسخير كافة مواردها وإمكانياتها لمساندة الشرائح المجتمعية المتعففة داخل دولة الإمارات، ومواصلة جهودها الداعمة للمجتمعات والفئات الأقل حظاً في مختلف أنحاء العالم، ورفع المعاناة عمَّن يعيشون ظروفاً صعبة بسبب الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية. وقد استفاد من مختلف مشاريع المؤسسة ومبادراتها عام 2019 نحو2.6 مليون شخص.
وضمن مشاريعها العالمية، عملت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية على بناء مجمَّعات متكاملة لتأمين بيئة تربوية وتعليمية وحياتية ملائمة للأطفال الأيتام في المجتمعات المهمَّشة في عدد من دول العالم. وتضم هذه المجمعات التي تمّ بناؤها في ثماني دول، من بينها طاجكستان والسنغال.
وفي الإطار ذاته، قامت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية ببناء وترميم عدة مدارس في باكستان وطاجكستان وبنين وتشاد، لضمان استمرارية العملية التعليمية لنحو 11,400 طالب وطالبة. ومع مطلع العام الدراسي 2018 / 2019، وزعت المؤسسة ضمن مشروع الحقيبة المدرسية اللوازم المدرسية من كتب وقرطاسية وزي مدرسي، على 30 ألف طالب وطالبة في 13 دولة حول العالم، من بينها البرازيل ومصر ومالي وغانا ولبنان والفلبين.
كذلك عملت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بالتعاون مع مؤسسة سقيا الإمارات، على تنفيذ عدة مشاريع لتأمين وصول المياه النظيفة الصالحة للشرب لعدد من المجتمعات النائية حول العالم، من خلال حفر عشرات الآبار، والعمل على إنجاز البنية التحتية اللازمة من تمديدات ومحطات تنقية مياه، حيث استفاد منها هذا 544 آلف شخص في 19دولة حول العالم.
وعلى صعيد دولة الإمارات، نفذت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية عدداً من المشاريع الخيرية المتنوعة؛ من بينها تقديم الدعم للأسر المتعففة، عبر تسديد الديون المتعثرة ودفع إيجارات بيوت وفواتير كهرباء متأخرة وتغطية أقساط مدرسية، فضلاً عن دعم الأيتام وتلبية احتياجاتهم، وتوفير العلاج لمن يحتاج إليه من مرضى السرطان والكلى وإجراء العمليات الجراحية الملحة لمرضى القلب من كبار السن. وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه المساعدات المادية والطبية 45,727 شخصاً.
رمضان الخير والعطاء
بلغ حجم إنفاق مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية على المشاريع والمبادرات الرمضانية في عام 2019 حول العالم 18 مليون درهم، حيث رعت العديد من المبادرات والمشاريع لدعم المستحقين داخل دولة الإمارات وكذلك المحتاجين في مناطق عدة حول العالم.
وقد وزعت المؤسسة المواد الغذائية الأساسية ضمن مشروع "إفطار صائم" على أصحاب الدخل المحدود والصائمين في 59 دولة، من بينها اليابان وبلغاريا وغانا، إضافة إلى توفير مياه الشرب وتوزيعها على الصائمين في 11 بلداً بالتعاون مع سقيا الإمارات، حيث استفاد من المبادرتين مجتمعتين نحو 812 ألف شخص. كذلك، وامتداداً لما تقدمه من معونات خلال الشهر الفضيل، قامت المؤسسة بتوزيع اللحوم في عيد الأضحى المبارك، وشملت المبادرة قرابة 319 ألف شخص من أصحاب الدخل المحدود وللأسر الفقيرة في 33 دولة.
كما نفذت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية عدة مشاريع خيرية داخل دولة الإمارات بهدف تحقيق التكافل الاجتماعي، من بينها مبادرة توزيع الزكاة لدعم الأفراد والأسر المحتاجين، حيث بلغ إجمالي المبالغ الموزعة من أموال الزكاة 42 مليون درهم، استفاد منها 32 ألف شخص، بالإضافة إلى مبادرة توزيع 12,500 وجبة إفطار على الصائمين في المساجد والأماكن العامة، ومبادرة "هدية عيد الأضحى" لتوفير كسوة العيد ومستلزماته للأسر المتعففة. وضمن مبادرة "المير الرمضاني"، وزعت المؤسسة مع شركائها من الجمعيات الخيرية البطاقات الذكية الممغنطة على المستفيدين منها في الدولة، والبالغ عددهم 43 ألف شخص، بمجموع إنفاق بلغ 4.3 ملايين درهم.
تأمين مياه نقية
تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تسعى مؤسسة سقيا الإمارات إلى تعزيز دورها الإنساني في التخفيف من معاناة المجتمعات الفقيرة حول العالم التي تعيش ظروفاً حياتية قاسية وتواجه مشكلات عديدة، منها مشكلة نقص المياه وتلوثها من خلال مساعدتها بتوفير مياه نظيفة صالحة للشرب عن طريق حفر الآبار وتركيب المضخات وشبكات توزيع المياه والأنظمة الخاصة بتنقيتها وتكريرها، بالإضافة إلى دعم الدراسات والبحوث في سبيل إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجة هذه المشكلة.
وقد حرصت سقيا الإمارات خلال العام 2019 على إطلاق ودعم العديد من المبادرات السبّاقة في هذا المجال على صعيد دولة الإمارات وفي دول مختلفة حول العالم، ليبلغ مجموع المستفيدين من مشاريعها الجديدة والمستمرة نحو 9 ملايين شخص.
وضمن مبادراتها العالمية الأبرز، واصلت سقيا الإمارات مشاريعها المستدامة لتأمين المياه النقية، كما كثّفت جهودها في مجال حفر الآبار العميقة والسطحية والارتوازية وتجهيزها بالمضخات اللازمة لتوفير مياه الشرب النظيفة في العديد من القرى النائية، خاصة في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، لتسهم في إعادة الحياة والأمل فيها إلى أكثر من 173ألف شخص.
ومن أبرز هذه المشاريع حفر 122 بئر ماء في مختلف المناطق الريفية في بنغلاديش، منها 67 بئراً سطحياً لخدمة مناطق لاجئي الروهينغا في البلاد، وتنفيذ مشروع شبكة توزيع مياه لدعم سكّان 20 قرية في منطقة كشمير الباكستانية. وفي تشاد، قدمت سقيا الإمارات، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، الدعم اللاجئين من السودان ووسط أفريقيا وبعض المناطق الأخرى المجاورة من خلال توفير المياه الصالحة للشرب لنحو 2,500 شخص.
وكجزء من حملاتها الرمضانية السنوية، عملت سقيا الإمارات مع 13 مؤسسة ومبادرة خيرية محلية وعالمية خلال شهر رمضان المبارك 2019، حيث وزعت أكثر من 8.3 ملايين عبوة مياه على الصائمين وخيم الإفطار الرمضانية الخيرية والعائلات المتعففة داخل الدولة. ووسّعت حملتها الرمضانية لتشمل 12 دولة حول العالم بالتنسيق مع سفارات دولة الإمارات في الخارج ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لتروي ظمأ الصائمين في بلدان، مثل أوغندا وتايلاند وطاجكستان والفلبين وباكستان وإندونيسيا.
لا لهدر الطعام
ضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، يبرز بنك الإمارات للطعام كمنظومة إنسانية متكاملة لجمع فائض الطعام من المطاعم وقطاع الضيافة والمزارع ومصانع الأغذية، بالتعاون مع شبكة من المؤسسات الإنسانية والخيرية المحلية والإقليمية والدولية، بهدف توزيعه على المستفيدين من المحتاجين والفئات الأقل حظاً. وفي العام 2019، نظم بنك الإمارات للطعام 93 مبادرة وحملة بهدف ترسيخ قيمة العطاء وإتاحة الفرصة للجميع ليكونوا جزءاً من الفعل الإنساني. وقد تضاعفت كمية المواد الغذائية الواردة إلى البنك أكثر من خمس مرات خلال عام، من 2,646 طناً في عام 2018 إلى13,488 طناً عام 2019، في مؤشر على تنامي الوعي المجتمعي بشأن الحدّ من هدر الطعام.
تمكين الأوقاف والهبات
بهدف تحقيق رؤية دبي العالمية للأوقاف والهبات، يقدم مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خدماته للأفراد والمؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية بلا مقابل، ويعتبر مؤسسة وقفية استشارية لخدمة الإنسانية تعمل على تحفيز وتمكين الأوقاف والهبات لتلبية الحاجات الاجتماعية للشعوب.
وتحت شعار الوقف المبتكر، نالت تسع جهات علامة دبي للوقف في عام 2019، كتقدير يمنحه مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة للمؤسسات الحكومية والخاصة التي لديها مساهمات مجتمعية مستدامة مبنية على مفهوم الوقف المبتكر.
ومن أبرز هذه الجهات، هيئة الطرق والمواصلات في دبي، التي أوقفت سيارات أجرة ليعود ريعها لصالح عدة مبادرات إنسانية محلية وعالمية يقوم بها صندوق "ثريا" التابع لها وأهمها في مجال التعليم، وفاقت قيمة هذا الوقف 5.5 ملايين درهم؛ بالإضافة إلى دائرة الشؤون القانونية لحكومة دبي من خلال مبادرة "المنصة الإلكترونية القانونية" الخاصة بها، والتي قدّمت 26 ألف استشارة قانونية مجانية بالتعاون مع مجموعة من المحامين.
مصارف وقفية مبتكرة
كما أطلق مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة خلال العام 2019 عدداً من المصارف الوقفية المبتكرة والمتخصصة في دعم فئات معينة من المجتمع منها مصرف الشباب، وهو مصرف وقفيّ يدعم الشباب في عدة مجالات، مثل الزواج وتوفير فرص العمل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقديم المنح الدراسية.
وقد استفاد منه نحو 100 شاب في دولة الإمارات، أما مصرف المرأة والطفل، فقدم الدعم لنحو 300 من النساء والأطفال في الدولة في مجالات مختلفة، كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والثقافة؛ فيما دعم مصرف أصحاب الهمم 53 من أصحاب الهمم الإماراتيين، من خلال تأمين تكاليف علاجهم وتمكينهم وتأهيلهم وتوفير فرص العمل المناسبة لهم.
كذلك أطلق المركز مصرف العلوم، وهو مصرف وقفي يخدم البحوث والدراسات في مجالات الطب والعلوم والهندسة، حيث دعم المراكز التعليمية والمدارس وحرص على توفير المستلزمات المدرسية ووسائل النقل التي استفاد منها 4,348 طالباً وطالبة داخل الدولة، وفي كلّ من مصر وتنزانيا وتايلاند.