اعتمد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هيكلاً جديداً للحكومة الاتحادية، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن التشكيل الوزاري الجديد، من خلال سلسلة تغريدات، نشرها سموه على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، مؤكداً سموه مباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الهيكل الجديد للحكومة، وتوجيهه بتسخير كافة الموارد للحفاظ على المكتسبات، وتسريع مسيرة التنمية.

وقال سموه: «التغييرات المستمرة، ستبقى شعار المرحلة القادمة، وصولاً لأفضل نموذج حكومي يواكب العصر الجديد.. ويحقق تطلعات شعب الإمارات خلال المرحلة القادمة».

وشمل التشكيل الوزاري الجديد، إلغاء 50 % من مراكز الخدمة الحكومية، وتحويلها لمنصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50 % من الهيئات الاتحادية مع بعضها، أو ضمن وزارات، بالإضافة إلى استحداث مناصب وزراء دولة جدد، وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية.

ويأتي الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد للحكومة، أمس، متوافقاً مع ما أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ختام فعاليات اجتماع حكومة دولة الإمارات، الذي عقد «عن بعد»، بعنوان «الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد 19»، في مايو الماضي، بمشاركة مسؤولي أكثر من 100 جهة حكومية اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين وباحثين ومخططين استراتيجيين في مختلف مجالات العمل الحكومي، حيث أكد سموه أنه ستتم مراجعة هيكل الحكومة وحجمها، كما سيتم دمج وزارات واستحداث تغييرات، لافتاً سموه إلى أن العالم بعد كوفيد 19، ليس كما قبله، وأننا نحتاج إلى حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة، وقدرة على التأقلم، إلى جانب تعزيز الجاهزية، وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية، وتطوير الخطط والاستراتيجيات، للتكيف مع المتغيرات بسرعة أكبر، وتطوير منهجية استباقية شاملة، تستشرف معالم هذه المرحلة، وتبتكر الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية.

وزارات مستحدثة

ومن بين الوزارات الجديدة المستحدثة، إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة، وتعيين ثلاثة وزراء ضمن وزارة الاقتصاد، واستحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد، إلى جانب إنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات.

وشملت الهيكلية الجديدة، دمج وزارة الطاقة مع وزارة البنية التحتية، لتصبح وزارة الطاقة والبنية التحتية، ودمج المجلس الوطني للإعلام، والمؤسسة الاتحادية للشباب مع وزارة الثقافة، بالإضافة إلى دمج الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، ضمن وزارة تنمية المجتمع، ودمج الهيئة الوطنية للمؤهلات مع وزارة التربية، ودمج هيئة التأمين مع هيئة الأوراق المالية والسلع، وغيرها.

واستهل صاحب السمو، سلسلة تغريداته بالقول: «الإخوة والأخوات.. بعد التشاور مع أخي محمد بن زايد، رعاه الله، الذي بارك الهيكل الجديد للحكومة، ووجّه بتسخير كافة الموارد للحفاظ على مكتسباتنا.. وتسريع مسيرة التنمية في بلادنا.. وبعد اعتماد أخي رئيس الدولة، حفظه الله، نعلن اليوم عن الهيكل الجديد لحكومة الإمارات»، مؤكداً سموه: «هدفنا من التغييرات الهيكلية اليوم، هو حكومة أسرع في اتخاذ القرار.. وأكثر مواكبة للمتغيرات.. وأفضل في اقتناص الفرص، وفي التعامل مع المرحلة الجديدة في تاريخنا.. حكومة مرنة وسريعة، هدفها تعزيز منجزات ومكتسبات الوطن».

وتابع سموه: «نعلن اليوم أيها الإخوة والأخوات، عن دمج وزارات وهيئات.. وتغيير صلاحيات ومسؤوليات.. وإعادة تشكيل حكومة الإمارات»، ملخصاً سموه التغييرات من خلال: «إلغاء %50 من مراكز الخدمة الحكومية، وتحويلها لمنصات رقمية، خلال عامين.. ودمج حوالي %50 من الهيئات الاتحادية مع بعضها، أو ضمن وزارات.. واستحداث مناصب وزراء دولة جدد.. وخلق مناصب رؤساء تنفيذيين في قطاعات تخصصية، نحتاجها للعبور بقوة للمستقبل».

تطوير

وتفصيلاً، أشار سموه إلى «إنشاء وزارة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تعمل على تطوير القطاع الصناعي بالدولة.. ودمج هيئة المواصفات والمقاييس معها.. ونقل وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، لتكون تحت مظلتها.. وتعيين الأخ سلطان الجابر، وزيراً للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة». وقد تم إنشاء مركز للمحتوى المحلي، لدعم الصناعات المحلية، تابع لوزارة الصناعة والتكنولوجيا.

وبحسب الهيكل الجديد، كما بيّن سموه، تم اعتماد «نقل ملف جودة الحياة والسعادة لوزارة تنمية المجتمع.. وإلحاق الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، بمكتب رئاسة الوزراء، وتعيين الأخت عهود الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، تشرف على الهيئة، وعلى كافة التطويرات الحكومية المستقبلية».

وبيّن صاحب السمو، أن عمليات الدمج المؤسسي في الهيكل الحكومي الجديد، شملت «دمج وزارة الطاقة مع وزارة البنية التحتية.. لتصبح وزارة الطاقة والبنية التحتية.. وإلحاق برنامج زايد للإسكان، والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، بالوزارة الجديدة.. وتعيين الأخ سهيل المزروعي وزيراً لها».

وأعلن سموه كذلك عن «دمج المجلس الوطني للإعلام، والمؤسسة الاتحادية للشباب، مع وزارة الثقافة، لتكون وزارة الثقافة والشباب.. وتضم وزيرين.. شما المزروعي وزيرة دولة للشباب، ونورة الكعبي وزيرة للثقافة والشباب.. ونقل وكالة أنباء الإمارات لشؤون الرئاسة»، كما لفت سموه إلى «إلحاق الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، ومجموعة بريد الإمارات، ومؤسسة الإمارات العامة للنقل، ومؤسسة الإمارات العقارية، بجهاز الإمارات للاستثمار.. وإعداد استراتيجية استثمارية حكومية جديدة للمرحلة القادمة».

وشمل الهيكل الحكومي الجديد، كذلك، كما أوضح صاحب السمو «دمج الهيئة الوطنية للمؤهلات مع وزارة التربية، ودمج هيئة التأمين مع هيئة الأوراق المالية والسلع، برئاسة وزير الاقتصاد.. وتعيين الأخ سلطان الجابر رئيساً لمصرف الإمارات للتنمية، ليقوم بدوره التنموي بشكل أكبر».

وأشار سموه كذلك إلى «دمج الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، ضمن وزارة تنمية المجتمع.. وتشكيل قطاع ضمن الوزارة، لتقديم خدمات عصرية للمتقاعدين.. وتأسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإدارة أموال الضمان، بإشراف الأخ عبيد الطاير، وتحت مظلة جهاز الإمارات للاستثمار».

تعيينات جديدة

وفي إطار التعيينات الوزارية الجديدة، أشار صاحب السمو إلى «تعيين 3 وزراء ضمن وزارة الاقتصاد.. الأخ عبد الله بن طوق المري وزيراً للاقتصاد، ومعه الأخ أحمد بالهول وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.. والأخ ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية»، مشيراً سموه في هذا الخصوص، إلى أن «اقتصادنا الوطني أولوية استراتيجية مطلقة».

ولفت سموه إلى «استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد، وتعيين الأخ عمر العلماء مسؤولاً عن هذا الملف»، حريصاً سموه على التأكيد أن «بيئة العمل المستقبلية في التطبيب والتعليم والتجارة، ستتغير بشكل كبير.. ونسعى لأن نكون في مقدمة هذه التغيرات، وأن نكون النموذج الأفضل عالمياً».

كما أشار سموه إلى «تعيين الأخ حمد المنصوري رئيساً للحكومة الرقمية بدولة الإمارات.. الهدف هو نافذة رقمية واحدة للحكومة.. وتحول رقمي شامل وكامل.. أثبتت المتغيرات الأخيرة، أن الحكومة الرقمية، هي خيار استراتيجي لا غنى عنه.. وأمن اقتصادي لاستمرارية الأعمال في أي ظروف»، وكما فصّل سموه في تغريداته، حيث أضاف: «تعيين الأخ أحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد.. وتعيين معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزيراً للتسامح والتعايش.. وإلحاق وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي، الأخت مريم المهيري، بشؤون الرئاسة».

وشملت التعيينات الجديدة، كما أوضح سموه: «تعيين الأخ عبد الله بالحيف النعيمي، وزيراً للتغير المناخي والبيئة.. وتعيين سارة الأميري رئيسة لوكالة الإمارات للفضاء.. قادت سارة المهمة العلمية لمسبار المريخ باقتدار.. ونتمنى لها التوفيق في مهامها الجديدة. وستبدأ مهامها بداية شهر أغسطس».

مكتب إعلامي للحكومة

وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تفاصيل الهيكل الحكومي الجديد، عن «إنشاء المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، يتبع لمجلس الوزراء، ويرأسه الأخ سعيد العطر. ويضم مكتب الدبلوماسية العامة، ومكتب الاتصال الحكومي، ومكتب الهوية الإعلامية له، ويشرف على التواصل الإعلامي الداخلي والخارجي لحكومة دولة الإمارات».

وأضاف سموه: «ملف الأمن الغذائي، سيبقى أولوية، عبر وزيرين.. وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي، لمتابعة مخزوننا الغذائي الوطني، والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء، والعلاقات الدولية في هذا المجال.. ووزير البيئة في دعم المزارعين، ورعاية وتطوير ثرواتنا السمكية والحيوانية».

وذكر سموه أنه تم «تعيين الأخ محمد حمد الكويتي، رئيساً للأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات.. أمن حكومتنا الرقمية، هو جزء أساسي من أمننا الوطني الشامل.. وحماية حدودنا الوطنية الرقمية، جزء لا يتجزأ من حماية كامل ترابنا الوطني».

هذا، وضمت التعيينات الجديدة، كما غرّد صاحب السمو على «تويتر»: «تعيين الأخت هدى الهاشمي، رئيساً للاستراتيجية والابتكار الحكومي في حكومة الإمارات.. هدى جزء من فريقي منذ أكثر من 10 سنوات، وثقتي بها عالية.. وتعيين الأخ محمد بن طليعة، رئيساَ للخدمات الحكومية لقيادة المنظومة الخدماتية الاتحادية، لتكون ضمن الأفضل عالمياً»، ومضيفاً سموه كذلك: «تعيين الأخت مريم الحمادي، أميناً عاماً لمجلس الوزراء.. والأخ محمد سلطان العبيدلي، رئيساً للشؤون القانونية في حكومة الإمارات.. والأخ أحمد ماجد البدواوي، أميناً عاماً مساعداً.. أمامهم مهمة لتطوير الأمانة العامة لمجلس الوزراء.. ثقتي بهم كبيرة.. والرهان عليهم لا يخيب».

وأثنى سموه على إنجازات معالي المهندس سلطان سعيد المنصوري وزير الاقتصاد السابق، مغرداً سموه بالقول: «كل الشكر للأخ سلطان المنصوري.. 16 عاماً قضاها في حكومة الإمارات.. رأينا منه إخلاصاً للوطن، ومحبةً من الناس، وتفانياً في جميع الملفات الحكومية التي تولاها.. كل التوفيق يا أبا محمد في المرحلة الجديدة من حياتك».

وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سلسلة تغريداته الخاصة، بالإعلان عن الهيكلية الحكومية، بالقول: «الحكومة الجديدة، أمامها عام واحد لتحقيق الأولويات الجديدة.. والتغييرات المستمرة ستبقى شعار المرحلة القادمة، وصولاً لأفضل نموذج حكومي يواكب العصر الجديد.. ويحقق تطلعات شعب الإمارات خلال المرحلة القادمة».

اقرأ أيضاً:

الهيكل الجديد للحكومة .. وزراء جدد ومناصب مستحدثة لتسريع وتيرة التنمية

حاكم عجمان: محمد بن راشد مثل أعلى في الإخلاص

محمد الشرقي: التغييرات تتماشى مع الاستراتيجية العامة للحكومة

محمد بن سعود: الدولة تبهر العالم بخطواتها الريادية

عمار النعيمي: الإمارات حافظت على نهجها الرشيد في مواكبة متغيرات العصر

وزراء: خريطة طريق لمرحلة ما بعد «كوفيد - 19»

نقلة نوعية لـ «صنع في الإمارات»