استشرفت الإمارات قبل 3 سنوات المستقبل من خلال الإعلان عن مشروع «المريخ 2117» والذي يعتبر برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر إماراتية علمية متخصصة في مجال استكشاف المريخ والفضاء، حيث يهدف المشروع لبناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر خلال 100 عام، من خلال قيادة تحالفات علمية عالمية، فيما يتضمن المشروع دعائم يعتمد فيها على نجاحه وإثرائه تشمل، إرسال هزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي إلى محطة الفضاء الدولية، ومهمة «مسبار الأمل»، بالإضافة إلى بناء «مدينة المريخ العلمية» وإطلاق «مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء».

نموذج علمي

وتسعى الإمارات خلال الفترة المقبلة لبناء «مدينة المريخ العلمية» التي ستعد أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، وتضم مختبرات متطورة تحاكي تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، وسيتم تنفيذها باستخدام تقنيات مطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد وعزل الأشعة والحرارة، كما تشمل خطط إنشاء المدينة تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام واحد وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف الكوكب الأحمر.

وسيتخذ المشروع حديقة مشرف مقراً له، وتبلغ تكلفته التقديرية 500 مليون درهم، وبمساحة تبلغ 176 ألف متر مربع من الصحراء، أي بحجم 30 ملعباً لكرة القدم، ويتضمن مختبرات للغذاء والطاقة والمياه، لإجراء اختبارات متنوعة تلبي احتياجات الدولة المستقبلية.

محاكاة الفضاء

وتضم المدينة كذلك مختبرات متطورة تحاكي تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، فضلاً عن حديقة المريخ التي تنقسم لعدة أقسام تشمل المتحف العلمي المخصص لعرض إنجازات الإمارات في مجال الفضاء، والمعرض المؤقت، الذي يركز على التعليم الترفيهي وعرض إنجازات البشرية في علوم الفضاء، وقسم المختبرات الذي يعمل من خلال أبحاثه على مواجهة تحديات عديدة مثل الأمن الغذائي والمياه والطاقة محلياً ودولياً، فضلاً عن أقسام أخرى.

وسيتم اختيار عضو إماراتي ضمن الطاقم كجزء من فريق دولي مكون من 6 أفراد، وستختبر البعثة آثار العزلة على الصحة النفسية والجسدية، وتحمل التجربة العلمية الدولية الاسم «سيروس 20/‏21»، فيما يأتي ذلك أيضاً ضمن إطار «برنامج المريخ 2117» الذي يستهدف بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول العام 2117.

شباب واعد

ويوفر «مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء» الفرصة أمام الشباب الإماراتي من مختلف المجالات العلمية ليكونوا جزءاً من تجربة محورية ستضع أسساً لتصميم وتنفيذ مهام فضائية مستقبلية، وترسم خارطة طريق لاستكشاف المريخ والكواكب الأخرى، كما ستسهم بشكل أساسي في تطوير القدرات المحلية للمساهمة في تنفيذ برنامج المريخ 2117، ويركز المشروع في مراحله المختلفة على دراسة تأثير العزلة والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية.

وتقدم للمشاركة في «مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء» أكثر من 100 شاب إماراتي من المقرر اختيار 2 منهم فقط أحدهما «أساسي» والآخر «احتياطي»، وأن من سيتم اختيارهما سيكون لهما دور مهم جداً فيما يخص اكتشاف المريخ ومهمة مسبار الأمل، حيث سيساهم مشروعا «الإمارات لمحاكاة الفضاء»، و«الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل» في تحقيق استراتيجية المريخ 2117 التي تهدف إلى إنشاء مستوطنة بشرية في الكوكب بحلول عام 2117.