أوضحت الدكتورة ندى الملا، طبيبة الأسرة في هيئة الصحة بدبي، أن التسمم الغذائي يحدث نتيجة تلوث الطعام بالبكتريا والطفيليات والفيروسات، وهذا التلوث قد يحدث في أي مرحلة من مراحل تحضير الطعام، وينبغي التفريق بين نوعين من التسمم الغذائي: الأول يتم عن طريق تناول أغذية تحتوي على ميكروبات ضارة، والثاني يحدث نتيجة تناول طعام ملوث بالسموم التي يتم إفرازها عن طريق الميكروبات نفسها.

وبينت الدكتورة ندى أن سبب زيادة الإصابة بالتسمم الغذائي في فصل الصيف، هو ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة في الجو، والتي تعتبر البيئة المثالية لتكاثر الجراثيم، وبالتالي يزداد تلوث الطعام بها، كما أن فصل الصيف هو فترة الإجازة لغالبية الناس، حيث يكون السفر والترفيه والخروج لتناول الطعام في المطاعم، ورغم أن غالبية حالات التسمم تحدث من تناول الأكل في المطاعم، فإنه يمكن أن يحدث التسمم أيضاً من خلال تناول الأكل في البيت، عندما لا تتوافر الشروط الصحية في إعداده وتجهيزه.

وقالت إن أشهر أسباب التسمم الغذائي التي تحدث في مثل هذا الوقت من العام هو «المايونيز»، إذ إن الكثير من الناس وحتى المطاعم لا يعتبرون أن وضع زجاجة المايونيز في الثلاجة ضرورة ملحة، فنجد البعض يضعونه في خزانة المطبخ أو على الطاولة، وكذا أيضاً «الكاتشاب» والصلصة الحارة، والحقيقة أن مثل هذه الصلصات تحتاج للحفظ في درجة حرارة منخفضة كدرجة حرارة المبرد أو الثلاجة، وتعتبر درجة حرارة الغرفة حتى وإن تم تشغيل التكييف غير كافية لحفظها على الإطلاق.

وأوضحت أن صلصة المايونيز تعتمد في صنعها على البيض الذي يتعرض لتكاثر البكتريا بداخله بسرعة في درجات الحرارة المرتفعة وفي درجة حرارة الغرفة العادية، وبالتالي فإن العديد ممن يتعرضون للتسمم الغذائي في فصل الصيف يكون بسبب الشطائر «السندويتشات» أو السلطات المحتوية على المايونيز الملوث بالبكتريا نتيجة لعدم حفظه في الثلاجة. وأضافت أن المنتجات غير المطهوة جيداً تعتبر أيضاً أحد أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي، لا سيما في فصل الصيف مثل الكبة النيئة والسوشي بسبب سهولة تكاثر البكتريا بداخلها بفعل الأجواء الحارة والرطبة.

وأفادت بأن أعراض التسمم الغذائي ممكن أن تبدأ في غضون ساعات من تناول الطعام الملوث، وفي بعض الحالات قد تبدأ الأعراض بعد أيام من تناوله، وقد تتخذ الأعراض علامة واحدة أو أكثر من العلامات التالية: غثيان، إسهال، قيء، ألم وتشنجات في البطن، وأحياناً الحمى. وقد تستمر هذه الأعراض بين ساعات إلى عدة أيام، وقد تؤدي إلى الإصابة بالجفاف وبعض الحالات تستدعي الذهاب إلى الطبيب، وتعتمد قوة الأعراض أو ضعفها على كمية الطعام الملوث الذي تم تناوله، وكذلك على عمر المصاب بالتسمم الغذائي وحالته.

وقالت إن أكثر الفئات المعرضة للإصابة بمضاعفات الجفاف هم كبار السن والرضع والأطفال الصغار بسبب تعرضهم للإصابة بالجفاف الذي يعتبر المضاعف الأبرز للإصابة بالتسمم الغذائي وقد يشكل خطورة على حياتهم، وحثت على ضرورة شرب المياه لتعويض السوائل التي فقدها الجسم عبر القيء أو الإسهال، كما أن شوربة الدجاج مفيدة لراحة المعدة وتعويض المعادن، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه الطازجة لتعويض الألياف والمعادن المفقودة من الجسم مع الابتعاد على الوجبات الثقيلة، ومراجعة الطبيب إذا لزم الأمر.