يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً على عدد من المشاريع، والتي تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء، وتدعم استراتيجية الدولة في قطاع الفضاء، بهدف تعزيز مساهماته الفاعلة لكافة القطاعات، وتشمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، وبرنامج «المريخ 2071»، وبرنامج «الإمارات لمحاكاة الفضاء»، وبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الدفعة الثانية التي تجري اختباراتها حالياً.

وتقوم لجنة حالياً مكونة من نخبة من المتخصصين في مركز محمد بن راشد للفضاء بينهم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي للاضطلاع بعملية تقييم طلبات المتقدمين، وفرزهم عبر إخضاعهم إلى عدد من الاختبارات لاختيار اثنين من المتقدمين ليصبحا رائدي الفضاء القادمين للانضمام إلى فريق رواد الفضاء.

من جهته، يوفر مشروع «الإمارات لمحاكاة الفضاء» أحد مشاريع المركز فرصة مهمة لكي ينضم واحد من بين اثنين من الشباب الإماراتي يقع عليهما الاختيار للمشاركة في أول تجربة عالمية تشارك فيها الدولة لمحاكاة الحياة في الفضاء الخارجي ويستمر 8 أشهر، كجزء من سلسلة تجارب مشروع «البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة» المعروف باسم «سيروس» .

وهو معهد للأبحاث الطبية الحيوية يتبع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، فيما يأتي المشروع في إطار «برنامج المريخ 2117» الذي يستهدف بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول عام 2117.

تجارب

وتقدم للتسجيل في البرنامج منذ الإعلان عنه فبراير الماضي أكثر من 100 متقدم، أجريت لهم العديد من الاختبارات نتج عنها اختيار 10 مرشحين سيتم اختيار اثنين منهم فقط أحدهما «أساسي» والآخر «احتياطي»، ليلتحقا في نوفمبر المقبل ببرنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية «سيروس».

وسيخضع الفريق المشارك في التجربة العلمية الدولية، لتجارب واختبارات سلوكية ونفسية تساعد في إيجاد أجوبة حول تأثير بيئة الفضاء المنعزلة على الإنسان، وستتم الاستعانة بهذه النتائج لتصميم وتنفيذ المهام المستقبلية الخاصة بإرسال مهمات مأهولة لاستكشاف الفضاء، يركز المشروع عند انطلاقه على دراسة تأثير العزلة والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية.

خصوصاً أن تجربة المحاكاة لها دور رئيسي في مجال استكشاف الفضاء واستيعاب مختلف الجوانب المتعلقة به، ومساعدة العلماء على تطوير آليات وتقنيات فعالة لتنفيذ مهام مستقبلية تخدم البشرية.

ويسعى مركز محمد بن راشد للفضاء خلال الفترة المقبلة كذلك لبناء «مدينة المريخ العلمية» التي ستعد أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، وتضم مختبرات متطورة تحاكي تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، وسيتم تنفيذها باستخدام تقنيات مطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد وعزل الأشعة والحرارة،.

كما تشمل خطط إنشاء المدينة تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام واحد وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف الكوكب الأحم.

وسيتخذ المشروع حديقة مشرف مقراً له، وتبلغ تكلفته التقديرية 500 مليون درهم، وبمساحة تبلغ 176 ألف متر مربع من الصحراء، أي بحجم 30 ملعباً لكرة القدم، ويتضمن مختبرات للغذاء والطاقة والمياه، لإجراء اختبارات متنوعة تلبي احتياجات الدولة المستقبلية.

مختبرات

وتضم المدينة كذلك مختبرات متطورة تحاكي تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، فضلاً عن حديقة المريخ التي تنقسم لعدة أقسام تشمل المتحف العلمي المخصص لعرض إنجازات الإمارات في مجال الفضاء، والمعرض المؤقت، الذي يركز على التعليم الترفيهي وعرض إنجازات البشرية في علوم الفضاء، وقسم المختبرات الذي يعمل من خلال أبحاثه على مواجهة تحديات عديدة مثل الأمن الغذائي والمياه والطاقة محلياً ودولياً، فضلاً عن أقسام أخرى.

ويحقق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، حالياً نتائج جيدة بعد الإطلاق الناجح للمسبار والتأكد من كفاءة أجهزته وعملها بشكل صحيح، فضلاً عن بدئه لمساره المقرر نحو الكوكب الأحمر، والتقاطه لصورة وجهته نحو المريخ، التي تؤكد جاهزيته لاستكمال رحلته التي من المقرر لها الوصول للغلاف الجوي للكوكب الأحمر في فبراير المقبل.