أكد باحثون من جامعة الإمارات، وآخرون من جامعة واشنطن، في دراسة علمية جديدة نُشرت هذا الأسبوع في المجلة الطبية البريطانية BMJ Open، أن أكثر من 250 ألف حالة سرطان يسببها فيروس شائع يسمى أبشتاين بار (EBV).
ويعتبر السرطان من أهم الأسباب الرئيسة للوفاة في جميع أنحاء العالم، وتظهر أحدث التقديرات أنه في عام 2017 كان هناك ما يقرب من 17 مليون حالة سرطان جديدة تسببت في وفاة أكثر من 9 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، وأن السرطان مرض معقد يرتبط بعدة عوامل، ويتطلب استراتيجيات للحد من عبئه، وخطة عمل عالمية تستهدف الاكتشاف المبكر والسيطرة والوقاية، ومن الجوانب الأساسية للوقاية فهم أسباب مرض السرطان.
وأشار الدكتور غلفاراز خان، أستاذ علم الأمراض الفيروسية في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، الذي يدرس هذا الفيروس والأمراض المرتبطة به منذ أكثر من عقدين، أن أكثر من 90% من الناس في جميع أنحاء العالم مصابون بـفيروسEBV، ولحسن الحظ فإن الأغلبية العظمى لا تصاب بأي مرض نتيجة هذا الفيروس.
وأضاف: "يمكن أن يتسبب هذا الفيروس الشائع في أمراض متعددة كالسرطان وأمراض المناعة الذاتية في نسبة قليلة من الناس".
وفي هذه الدراسة الأخيرة، تعاون الدكتور خان مع الدكتور لؤي أحمد من معهد الصحة العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة كريستينا فيتزموريس، والدكتور محسن ناغافي من معهد القياسات والتقييم الصحي بجامعة واشنطن، الذي يقوم بتقدير العبء العالمي للسرطانات المرتبطة بـEBV.
وأشار الدكتور خان إلى أن هناك أكثر من ربع مليون حالة سرطان ناجمة عن هذا الفيروس، ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم في الواقع أعلى من ذلك بكثير، إذ إن فيروس EBV يتسبب في عدة أورام خبيثة أخرى التي لم يتم شملها في هذه الدراسة، ويمكن الحد من هذه السرطانات عن طريق التطعيم، لكن مع الأسف، ليس هناك لقاح ضد فيروس EBV حالياً.
وأكدت الدكتورة كريستينا فيتزموريس أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لتقدير معدل الإصابة بالأورام الخبيثة المنسوبة إلى EBV والوفيات حسب العمر والجنس والمنطقة الجغرافية والمؤشر الديموغرافي الاجتماعي.
وكشفت الدراسة أن سرطان المعدة وسرطان الأنف والبلعوم من أكثر السرطانات انتشاراً في شرق آسيا، ويمثلان أكثر من 80% من السرطانات المرتبطة بـEBV.
وأضاف الدكتور لؤي أحمد أنه من المقلق أن السرطانات المرتبطة بفيروس EBV آخذة في الازدياد، ومن المرجح أن يزداد هذا العبء في المستقبل مع زيادة عدد سكان العالم ومتوسط العمر المتوقع للفرد.