باتت المساحات الطويلة على جانبي شارع الشيخ محمد بن زايد في إمارة رأس الخيمة الوجهة الأولى لمحبي السهر والتخييم، لقضاء أوقات ممتعة على جانبي الطريق الذي يشهد كثافة كبيرة من العائلات والتجمعات الشباب، سواء لحفلات الشواء أو لجلسات السمر التي تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح خلال عطلة نهاية الأسبوع، خاصة مع اعتدال حالة الطقس وانخفاض درجات الحرارة.

تواصل عائلي

وقال حمد سالم الهاشمي إن شارع الشيخ محمد بن زايد يجسّد حالة من التواصل مع العائلات والتجمعات الشبابية، التي تختار قضاء أوقاتها الليلية للاستمتاع بالأجواء الطبيعية التي تتميز بها الأوقات الشتوية، حيث يقضي الجميع به أطول فترة ممكنة دون الشعور بالملل، بالجلوس على الرمال، والتجمع حول دفء النيران في جو عائلي مليء بالسعادة والمرح وضحكات الأصدقاء، لتصاحب تلك الجلسات العائلية فترة من المرح ما بين جلسات الشواء والمشروبات الساخنة مثل القهوة والكرك، فالجميع ينسجم على قلب واحد، ويتبادلون الأدوار للقيام بالأعمال اليدوية بعيداً عن صخب الروتين اليومي.

وقال عبد العزيز عسكر: «لا شك أن السهر مع الأصدقاء على جانبي شارع الشيخ محمد بن زايد في المنطقة الواقع برأس الخيمة له متعة، فهو تقليد تعوّدنا عليه في مثل هذه الأجواء الباردة، حيث يستقبل الشارع آلاف العائلات والتجمعات الشبابية، لقضاء أوقات جميلة في أحضان الطبيعة ونسمات الهواء العليل ونفحات البرد ليلاً»، مؤكداً أن الجهات المعنية في رأس الخيمة وفرت الحاويات وعمال النظافة، لإضفاء المظهر الجمالي على الموقع، حيث يتكاسل البعض في إلقاء المخلفات في الحاويات، وهو الأمر الذي يشوّه المنظر العام، ويسهم في انتشار الروائح الكريهة، ويؤدي إلى استياء البعض، لذا وجب على الجميع الالتزام بتنظيف الموقع قبل المغادرة، للحفاظ على المنطقة التي تعتبر مقصد الجميع خلال هذه الفترة من العام.

وأشار إلى أن وجود دوريات شرطة رأس الخيمة يسهم كذلك في تنظيم عملية السير والمرور، خاصة في ظل الازدحام الكبير الذي يشهده جانبا الشارع، خاصة خلال العطلات، نتيجة إيقاف المركبات بشكل عشوائي، واحتلال مساحات كبيرة، ما يؤدي إلى عرقلة حركة مرور المركبات.

متعة خاصة

وأكد عيسى مراد أن السهر ليلاً في المناطق البرية له متعة خاصة بالنسبة إلى العائلات والتجمعات الشبابية، وخاصة خلال فترة اعتدال الجو الذي يغير خطط الكثير، ليكون البر الوجهة المفضلة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، ومع توافر الكثير من المناطق الصالحة لإقامة المخيمات الشتوية بمناطق رأس الخيمة، تشجّع الجميع على الخروج وقضاء أوقات ممتعة فيها، حيث يجتمع الجميع حول الهوايات وتبادل الأحاديث، وقضاء أمتع الأوقات، في أماكن يتجسد فيها جمال الطبيعة في أروع صورة، بعيداً عن صخب المدينة والروتين اليومي.

أجواء الماضيوأشار إلى أن العديد من مرتادي شارع الشيخ محمد بن زايد يحرصون على الحضور في الساعات الأولى من المساء للجلوس في الموقع المناسب لهم، لافتاً إلى أن الخروج للبر بصحبة الأصدقاء يعود إلى رغبة الجميع في العودة إلى أجواء الماضي، بالخلوة مع النفس لراحة البال من الهموم والمشكلات، والهروب من الروتين اليومي.

وقال يوسف إبراهيم: «مهما تنوعت أنواع السياحة والنزهة، يبقى البر له نكهته الخاصة للعائلة، حيث ينتظر الجميع عطلة نهاية الأسبوع للحصول على قدر كبير من الراحة التي لا نجدها إلا في طلعات البر والتخييم، وقضاء أمتع اللحظات بجوار النيران المشتعلة التي تبعث على الدفء، وتسهم في تغيير نفسية أفراد العائلة، ولعب الأطفال بركوبهم الدرجات، ففي البر الحياة مختلفة كثيراً، وعلى الرغم من برودة الجو ليلاً، فإن ذلك يجعل العائلة تلتف حول نيران الشواء، وإعداد القهوة والشاي، لتبادل القصص والنكات والمواقف الطريفة المسلية».