لطالما قدمت التكنولوجيا يد المساعدة للأشخاص من ذوي الإعاقة، كالأجهزة المصممة لمساعدة الصم والمكفوفين والعاجزين، فيما أسهم أصحاب الأيادي البيض في المجتمع في ابتكار العديد من الأجهزة والتطبيقات، التي تجعل المهمات اليومية أكثر سهولة على أولئك الذين هم في حاجة إليها.
ومن بين هذه الشخصيات معلمة التربية الخاصة موزة سيف الدرمكي في مركز الفجيرة لتأهيل ورعاية ذوي الإعاقة، التي باتت تلامس احتياجات طلابها بإحساسها العميق تجاههم، حيث عكفت طوال السنه الماضية على تطوير ابتكارات متنوعة، تسهم في دعم وتمكين طلابها من الاعتماد على أنفسهم من الناحية الحركية والفكرية وتطوير قدراتهم الأخرى.
خدمات ذكية
ومن الابتكارات التي نجحت المعلمة موزة الدرمكي في تطويرها لخدمة ذوي الإعاقة، هي «الكرسيّ العلاجي» و«الروبوت المعزز» و«جهاز المشي المدعم بالأحزمة». فقد تبلورت فكرتها في عمل إضافات على 3 أجهزة أو وسائل داعمة متوفرة في المركز لتكون أكثر فاعلية في خدمة الطلبة.
فابتكار«الكرسيّ العلاجي» عبارة عن كرسيّ متحرك مضاف له خصائص المساج الكامل للجسد، ومزود بقفازات تحوي مستويات مختلفة في الاهتزازات والذبذبات، تعمل على تنمية العضلات الدقيقة في أطراف الأصابع ومنعها من التراجع التدريجي، وهي مفيدة جداً في تمرين أطراف من يعانون من مشاكل في مسك وتحريك الأشياء.
أما «الروبوت المعزز» فهو ابتكار يخدم الطلبة من ذوي القدرات المتقدمة، ويراعي في تصميمه الفروق الفردية بين الطلبة، حيث يتم توجيه المهمة للطالب، ومن خلال ضغطة واحدة يستطيع الحصول على التعزيز الإيجابي، إضافة إلى التعزيز المعنوي المتمثل في الصوت والإضاءة، ويستهدف الطالب في المستوى البسيط والمتدني في القدرات، لأنه لا يستطيع القيام بمهام عدة، أما الطلبة الذين لديهم قدرات أعلى فتوجَّه لهم 3 مهام ليستحقوا بعدها «مكافآت هي عبارة عن (فيش) أو عملات بلاستيكية»، يتم بعد ذلك استبدالها من خلال الروبوت بتعزيز مادي، يحفزهم على الاستمرار في التعلم.
توازن
والابتكار الأخير عبارة عن تعديلات أضافتها المعلمة موزة لأحد أجهزة التدريب على الوقوف الذي يستخدمه الطلاب في المركز، بعد ملاحظة حاجة إحدى الطالبات الدائمة لمن يدعمها لتتمكن من المشي بنفسها، فتبلورت الفكرة في إضافة عجلات ومسند أمامي لدعم التوازن وأحزمة على الصدر وفي منطقة الوسط وفي الركب لجهاز المشي المساعد، لتتمكن الطالبة من الاعتماد على نفسها.
وقالت الدرمكي، إن العمل على تطوير أجهزة وأدوات تساعد فئة ذوي الإعاقة هو عمل إنساني خيري بالدرجة الأولى.