تحرص مدرسة سلامة بنت بطي التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم في مدينة العين من خلال إطلاقها لنادي الابتكار قبل عامين على ترسيخ ثقافة الابتكار لدى طالباتها، وتحفيز الإنتاج الابتكاري، وتأسيس ثقافة طلابية تبجل المخترع والمبتكر.

ومن هذا المنطلق قامت 4 طالبات في المدرسة بإطلاق عدة ابتكارات يتمثل أبرزها في ابتكار جديد، عبارة عن جهاز تقني يوضع في حافلة الطلاب والطالبات، بحيث يُطمئن أولياء أمورهم بصعود أبنائهم وبناتهم إلى الحافلة ونزولهم منها بأمان وذلك برسالة نصية تصل مباشرة إلى هواتفهم النقالة، بمجرد تمريرهم للبطاقة الخاصة على ذلك الجهاز التقني، وإلزامهم بضرورة المحافظة عليها على مدار العام.

تواصل

التقت «البيان» بالطالبات اللاتي ابتكرن الجهاز التقني بنظام ( RFID) والذي يطلق على نظام التحقق عن بعد على هوية شيء ما كالإنسان أو غيره طالما كان مثبتا به ما يعرف ببطاقة (RFID tag)، ووجود جهاز يسمى قارئ (RFID reader) في الموقع الذي يمر به الإنسان.

وأوضحت الطالبة بنة محمد الكعبي، طالبة في الصف السابع، بأنه تكمن أهمية ابتكار هذا الجهاز في تحقيق التواصل بين البيت والمدرسة من ناحية اطمئنان أولياء الأمور على بناتهم الطالبات بصعودهن للحافلة ومن ثم نزولهن منها، إضافة إلى استبدال المهام التقليدية التي تؤديها مشرفات الحافلات بتسجيلهن لأسماء الطالبات على أوراق، بالتسجيل التقني أو الإلكتروني من خلال الجهاز.

فيما أشارت وردة محمد الربيعي، طالبة في الصف السابع، إلى أن الجهاز الذي يوضع في الحافلة يمكن عن طريقه التعرف على هوية الطالبة، فباستخدام موجات الراديو (Radio Waves) يمكن قراءة بطاقات التعريف من خلال جهاز قارئ البطاقات.

وأسهبت نورة عايض الأحبابي، طالبة في الصف التاسع، في تقديم شرح عن الجهاز التقني الذي يعمل بمكونات أنظمة RFIDقائلة: «هو عبارة عن بطاقة مزودة بشريحة خاصة تحملها الطالبة، وقارئ البيانات الذي يقوم بقراءة بيانات البطاقة وينشطها، وجهاز استقبال البيانات ويكون مرتبطا بجهاز حاسب آلي أو خادم ملفات. ويهدف الجهاز عموما إلى تعريف هوية الطالبة باستخدام موجات الراديو».

سهولة

وقالت نعيمة سعيد الأحبابي، طالبة في الصف التاسع: «في حال تنفيذ هذا الابتكار في الحافلات فإنه يحتاج إلى صيانة مستمرة. وعلى الصعيد الشخصي استفدت كثيرا وزميلاتي من تنفيذنا لهذا الابتكار لاسيما في مجال الهندسة الكهربائية والبرمجة».

وأضافت الأحبابي: «يعتبر نادي الابتكار في المدرسة بيئة لصقل المعرفة، ويشجعنا على تنمية قدراتنا الإبداعية، وذلك في إطار من التشويق والمنافسة على المعرفة والابتكار والتعليم».

وأكدت أروى سالمين الحضرمي، معلمة تقنية المعلومات في المدرسة أن المكونات الأساسية للنظام بسيطة وغير معقدة، وتكمن أهميتها عندما يتم تركيبها في الحافلة المدرسية، حيث يمكن للقارئ أن يتفهم أهميتها في مدخل الحافلة للتحقق من صعود ونزول الطالبة بأمان.

وأضافت الحضرمي: «وهناك أيضا بعض من الاستخدامات المهمة لمثل هذه الأنظمة كوجودها على جوازات المسافرين، وفي المستشفيات لتتبع حالة المريض ومراحل علاجه، وغير ذلك من الاستخدامات الأخرى. ومن السهولة جدا استخدام مثل هذا الجهاز في الحافلات المدرسية، إلا أن الموضوع يحتاج فعليا إلى دراسة عميقة حتى يتسنى نشره في الحافلات، إلى جانب تدريب الطالبات والمشرفات على كيفية الاستخدام الصحيح».

أوضحت عائشة عبدالرحمن النعيمي مديرة مدرسة سلامة بنت بطي لـ«البيان» أن استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم تقوم على تشجيع الطلاب والطالبات على البحث العلمي، وتحفيز الاطلاع والاكتشاف لديهم، إضافة إلى ترسخ النهج الإبداعي في شتى المجالات التعليمية، بما يسهم في تحويل مدارس إمارة أبوظبي إلى بيئة حاضنة للابتكار والمبتكرين.

كما أشارت الأخصائية الاجتماعية عائشة النيادي إلى أن الخطة الاستراتيجية لمجلس أبوظبي للتعليم تقوم على مبدأ رئيس يتمثل في توفير تعليم متميز يدفع جميع الطلبة نحو استغلال كامل لإمكاناتهم وقدراتهم. وأضافت: «لذا فنحن كطاقم إداري في المدرسة نحرص من خلال نادي الابتكار على فتح المجال أمام طالباتنا لاكتشاف مواهبهن، وتحفيزهن أيضا على توجيه طاقاتهن واستثمارها، بما يعود عليهن بالنفع والفائدة».

خدمة

أطلقت الطالبات مشروعا ابتكاريا آخر استغرق أكثر من شهر لتنفيذه وهو عبارة عن روبوت قمن بتصميمه بواسطة العديد من القطع التقنية والإلكترونية، وتمت برمجته بواسطة جهاز الحاسب الآلي، بحيث يتم تحريكه عن طريقة جهاز تحكم، ويستطيع تنفيذ أكثر من 10 مهام لخدمة فئة كبار السن وذوي الإعاقة.

وأكدن أن الروبوت يعتبر أحد المجالات الحديثة التي تحقق انتشارا سريعا وواسعا في الأوساط التعليمية في أنحاء كثيرة من العالم، كأداة تنفيذ للمهمات كونه يملأ زوايا متعددة في الحياة اليومية، ويقوم بالكثير من الأعمال المبرمج على أدائها. مشيرات إلى أن صناعة وبرمجة الروبوت من شأنها أن تعزز مهارات التفكير الإبداعي والعمل الجماعي.