تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavioral Analysis) هو علم يعتمد على النظرية السلوكية في التعلم وقد كان يسمى سابقا بعلم تعديل السلوك، حيث يتم تقسيم المهارات الصعبة والمعقدة إلى مهارات بسيطة يسهل على الأطفال تعلمها عن طريق إجراء تحليل بسيط لمهارات الطفل من أجل الوصول إلى تحديد المهارات اللازمة لتحسين أدائه وسلوكه ويلي هذا التحليل التدخل المنظم لتدريب الطفل على الأداء باستقلالية.
إن العنصر البارز في تحليل السلوك التطبيقي هو التقييم الدقيق والمستمر لأداء الطفل من خلال تسجيل البيانات واستخدام الرسم البياني.
ووفقاً للقاعدة السلوكية التي تنص على أن السلوك تدعمه نتائجه الفورية، يتم استخدام عدد من الاستراتيجيات التعليمية (كالتعزيز، والتشكيل، والتسلسل، والنمذجة، والحث) والتي سنقوم بشرحها كالتالي:
أولاً : التعزيز
يمكن تعريف التعزيز على أنه الوسيلة التي تؤدي إلى تعلم وتكرار سلوك يؤدي إلى مكافأة وتجنب سلوك يؤدي إلى عقاب. و العوامل المؤثرة في فاعلية التعزيز هي:
• توقيت التعزيز: حيث يجب أن يكون فورياً وليس مؤجلاً أي يجب تعزيز الطفل مباشرة
• مقدار التعزيز: المبدأ العام هنا هو تقليل مقدار التعزيز وعدم إعطائه بكثرة في كل مرة
• انتظار التعزيز: ويعني تعزيز الطفل بعد كل استجابة أو عدد معين من الاستجابات أو بعد فترة زمنية محددة.
• اختيار التعزيز المناسب: معرفة المعززات التي يحبها الطفل وترتيبها وفقاً لدرجة تفضيله
• تنويع التعزيز: بحيث يكون لكل طفل أكثر من معزز مثل الألعاب والمأكولات والأنشطة.
• يجب تقديم المعززات الاجتماعية مع المعززات المادية.
• عدم إعطاء المعزز للطفل كرشوة كي يتوقف عن البكاء أو الصراخ .
• عدم إعطاء الطفل المعزز إلا بعد إنجاز ما يطلب منه إلا إذا كان للتشجيع .
• تقديم المعززات بصورة مفاجئة وغير متوقعة مما يجعل الطفل يظهر دافعية أكثر.
• يجب تسمية السلوك الذي يتم تعزيزه خاصة في التعليم المبكر حتى يفهمه الطفل.
ثانياً : التشكيل
يعتبر تشكيل السلوك من أكثر الاستراتيجيات المستخدمة بصورة عامة ويتضمن التشكيل تقديم التعزيز بصورة متدرجة عقب السلوكيات التي تقترب أكثر فأكثر من السلوكيات المرغوبة، وعند استخدام آلية التشكيل يجب تحديد السلوك إلى وحدات صغيرة، ويتم تعليم كل وحدة من هذه الوحدات بشكل منفصل، وبعد إنجاز هذه الوحدات الصغيرة يتم مساعدة الطفل لجمع هذه الوحدات معاً لتكوين السلوك المستهدف.
ثالثاً : التسلسل
تسلسل السلوك عبارة عن أسلوب يتضمن ربط سلسلة من أنماط السلوك البسيط ببعضها البعض لتكوين سلوك معقد وتزداد فاعلية هذا الأسلوب عندما يكون الطفل قد اكتسب بالفعل عدد من أنماط السلوك بيد أنه افتقر إلى ممارسة السلوك المعقد الأكثر أهمية ويشار إلى أنماط السلوك البسيط في السلسلة بتحليل المهمة حيث يتم ترتيب السلوكيات بتحليل المهمة حيث يتم ترتيب السلوكيات المطلوبة لأداء المهمة.
رابعاً : النمذجة
إن التعلم بالنموذج هو أحد الفنيات السلوكية التي قد يقترن استخدامها بفنيات أخرى مثل التشكيل والتسلسل والحث حيث يتم تقديم نموذج للطفل عن كيفية أداء المهة وقد يكون هذا النموذج المعلم أو أحد الزملاء أم شريط فيديو .
خامساً : الحث أو التلقين
يحتاج بعض الأطفال إلى الحث لأداء بعض المهارات أو السلوكيات المطلوبة ، ويعد الحث من الفنيات التعليمية التي تساعد الطفل على أداء الاستجابة الصحيحة بما يقلل من خطأ الطفل ويدعم إحساس الطفل بالنجاح، كما يلعب الحث دوراً مهماً في توضيح الاستجابة المتوقعة من الطفل. وهناك بعض الأطفال يعتمدون على الحث لإنجاز ما يطلب منهم للحصول على المعزز ويساعد الاستبعاد التدريجي للحث الطفل على الوصول إلى الأداء الاستقلالي بأقل قدر من المساعدة .