يعد د. شهاب غانم من الوجوه البارزة في المشهد الأدبي الثقافي الإماراتي، كما تحتل أعماله في مجال الترجمة والشعر مكانة متقدمة على مستوى الإبداع المحلي والخليجي، إضافة إلى مساهماته ومشاركاته النشطة في فعاليات مختلفة محلياً وخارجياً.
وفي حواره مع «البيان» أكد أن بعض الشعر عابر للغات، ويمكن ترجمته إلى شتى اللغات ويحتفظ بالكثير من جمالياته الأصلية كالمعاني والصور والمشاعر وإن خسر الوزن والإيقاع والجناس.
تجربة
على الرغم من معرفتك كشاعر إلا أننا سنبدأ معك كمترجم، من آخر فعالية شاركت فيها «مقهى الترجمة» ومناقشة قضاياها، فحبذا لو أخبرتنا عن تجربتك كمترجم.
كان الحوار حول تجربتي في الترجمة في ندوة مقهى الترجمة باتحاد الأدباء والكتاب بدبي في الثاني من هذا الشهر حواراً ممتعاً حقاً حضره نخبة من المثقفين والمهتمين بالترجمة.
وتجربتي في الترجمة تكاد تقتصر على ترجمة الشعر، فكل الأعمال التي ترجمتها كانت أعمالاً شعرية، ماعدا كتاباً واحداً يحوي 25 قصة إماراتية ترجمتها إلى الانجليزية بالاشتراك مع ابنتي وئام غانم، وحصل الكتاب على جائزة العويس للإبداع، فرع الترجمة عام 2017.
أما ترجمة الشعر فقد اقتنعت بإمكانيته في حالات معينة منذ درسنا في المدرسة الثانوية بعض ترجمات الشاعر الإنجليزي الفكتوري إدوارد فتزجيرالد لبعض رباعيات الخيام التي ترجمها بتصرف ولكن بإبداع. وكما قلت في مقهى الترجمة في تلك الجلسة التي أدارتها باقتدار الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري: إن بعض الشعر في نظري «عابر للغات» ويمكن ترجمته إلى شتى اللغات ويحتفظ بالكثير من جمالياته الأصلية كالمعاني والصور والمشاعر وإن خسر الوزن والإيقاع والجناس.
بين يديك الآن آخر أعمالك وهو كتاب «مختارات من شعر د. محمد عبده غانم» وفيه تعرض مختاراتك من شعر والدكم الشاعر الكبير، وتقدم له بمقدمة غنية، كما اخترت عدداً من كلمات أغانيه المعروفة، وقد عرض الكتاب ولقي إقبالاً في معرض «بيغ باد وولف» في دبي، ما الذي يمثله لك هذا الكتاب؟
هذا كتاب عزيز على قلبي، وكنت قد كتبت نسخة أولية منه في السبعينيات من القرن الماضي في حياة والدي وعرضته عليه وأعجبه، ولكن ضاعت تلك المسودة. ولا شك أنني من أعرف الناس بوالدي وبشعره، وقد تتلمذت شعرياً على يديه وتأثرت بثقافته الواسعة باللغتين، فقد كان أول خريج جامعي في الجزيرة العربية، وكان الأول على دفعته ونال 6 جوائز شعرية في شبابه في مسابقات شارك فيها نخبة من الشعراء العرب المعروفين، وقدمت له هيئة الإذاعة البريطانية خمساً من الجوائز الشعرية في مسابقاتها السنوية خلال الحرب العالمية الثانية.
بدايات
وإن كان هذا العمل مقرباً إلى نفسك، إلا أننا نعود إلى الشاعر شهاب غانم، منذ متى بدأت؟ ونسأل كذلك عن أسلوبك وانتمائك الشعري.
بداياتي كانت في المدرسة الثانوية ثم الجامعة في اسكتلندا، وكانت في الشعر العاطفي والوطني والتأملي وبعض الشعر الروحاني، ثم كتبت في سنوات الشباب والكهولة الكثير من شعر الأسرة وشعر الحب والشعر الروحاني والإنساني.
وساعدني والدي كثيراً بتوجيهاته واقتراحاته في بداياتي، مما علمني أن أتقبل النقد، ونصحني أن أعبر عن نفسي ولا أحاول أن أقلد أحداً. وبالنسبة للمدارس فقد تأثرت بكثير من أفضل شعرائها العرب وغير العرب، ومنهم الجاهليون والعذريون والعباسيون (وخصوصاً المتنبي) والصوفيون، ومن المعاصرين الكلاسيكيين كشوقي، كما أعجبني بعض الأجانب السورياليين أمثال جاك بريفر ومن الإنجليز كشكسبير. ومن أكثر ما أحب من الشعر الشعر الإنساني في كل اللغات.
ماذا كتب عنك الآخرون؟ وماذا ترجموا لك؟
كتب عني الآخرون نحو خمسين دراسة ومقالة. منها أطروحة ماجستير في الإمارات، وأطروحة دكتوراه في دلهي، وأخرى في كاليكوت ستناقش خلال أسابيع، وهناك أطروحتا دكتوراه في مصر والهند. وقد جمع كتاب يحوي أكثر من أربعين دراسة لدكاترة ونقاد وشعراء نشرت في دوريات ومجلات وصحف في بلدان مختلفة بعضها عميقة، وقد جمعها في كتاب د. عبد الحكيم الزبيدي بمساعدتي. كما نشر الشاعر الدكتور السوري أكرم قنبس من خلال وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كتاباً قيماً بعنوان «طائر الشعر الجميل دراسة في شعر الدكتور شهاب غانم».
أما بالنسبة لترجمة شعري فقد ترجمت مختارات منه إلى 16 لغة. الترجمة مهمة جداً، ولا شك أن انطلاقة الحضارة الإسلامية في العصر العباسي كانت مع الاهتمام بترجمة ثقافات الأمم للعربية. ولكن ينبغي أيضاً الاهتمام بترجمة أهم نتاجنا إلى اللغات الحية.
إضاءة
الدكتور شهاب محمد غانم شاعر ومترجم وأديب إماراتي. حائز بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية والكهربائية من جامعة «أبردين» ببريطانيا، وماجستير في تطوير موارد المياه من جامعة «روركي» البريطانية، ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة «كارديف» في بريطانيا. صدر له 72 كتاباً؛ منها 54 باللغة العربية و18 باللغة الإنجليزية، وله 12 كتاباً تحت الطبع.