قال الباحث والإعلامي البحريني يوسف محمد إن إصداره كتاب «زايد والبحرين»، الذي تزامن مع عام زايد يجسّد تعبيراً عن مكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس البحرينيين، مؤكداً أن هناك ندرة في الكتب التوثيقية التي تعكس عمق العلاقات البحرينية الإماراتية.
ووصف يوسف محمد الكتاب بالكشاف المتكامل، لكل وقائع الزيارات والبرقيات والاجتماعات واللقاءات التي جمعت المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، مع تضمين صور كل الزيارات واللقاءات التي جمعتهما.
دشنت أخيراً بنجاح كتاب «زايد والبحرين»، الذي يقدم رؤية توثيقية عن علاقة الراحل الكبير بالقيادة البحرينية، كيف جاءت فكرة الكتاب؟
البداية كانت بمحاضرة قدمتها في المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي، والذي عقد أخيراً في أبوظبي، بعنوان «زايد والتراث»، قدمت خلاله ورقة بحثية حول العلاقات البحرينية الإماراتية نموذجاً، والدور الاستراتيجي للشيخ زايد في حفظ التراث وبعلاقته بالبحرين.
من هذا المنطلق وجدت أن هناك الكثير من الجوانب والسمات المشتركة التي يجب أن توثق للأجيال، ممثلة بالعلاقة المميزة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع قيادات البحرين، خاصة أن هناك ندرة في مثل هذه الكتب التوثيقية، التي تعكس عمق العلاقات البحرينية الإماراتية.
وعليه، أعددت هذا الكتاب الذي يتزامن مع «عام زايد»، كمبادرة بحرينية، تقديراً وعرفاناً بمكانة الراحل الكبير في نفوس البحرينيين جميعاً.
استعرضت عبر الصور النادرة ومحطات التغيير المختلفة، حديث الذاكرة المعنون للشيخ زايد في البحرين، كيف قرأت هذه الإحالات التفصيلية، الغارقة في الحياة والإنسانية والاهتمام بالآخرين؟
الصور في الكتاب والبالغ عددها 200 صورة، كانت تمثل أصدق تعبير عن هذه العلاقة المتفردة، خصوصاً عبر ابتسامة الشيخ زايد رحمه الله، وتماسك الأيادي والنظرة للمستقبل، التي تعكس المحبة والأخوة.
وأهمها الزيارة الرسمية الأولى للبحرين، في أكتوبر 1967 حين كان حاكماً لأبوظبي آنذاك، وهي زيارة استغرقت 4 أيام، زار خلالها أماكن عدة.
ما أهم ما يتضمنه كتاب «زايد والبحرين»؟
يستعرض الكتاب بالصور والوثائق العلاقة المميزة بين المغفور له الشيخ زايد والبحرين، منذ عام 1966 حتى عام 2004، حيث غادر إلى أبوظبي أول وفد رسمي بحريني، ينقل تهنئة أمير البحرين إلى الشيخ زايد بن سلطان، عندما أصبح حاكماً لأبوظبي، ويتضمن الكتاب كذلك رصداً بالتفصيل للزيارات المتبادلة، واللقاءات التي جمعت بين الشيخ زايد والأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
كما يوثق الكتاب بشكل متكامل، كل وقائع الزيارات والبرقيات والاجتماعات التي جمعت الشيخ زايد في البحرين، مع صور كل الزيارات واللقاءات التي جمعتهما.
ما أهم الجوانب الجمالية للشيخ زايد في البحرين؟ وما المعايير التي ارتكزت عليها في كتابتك عن هذه الشخصية الاستثنائية؟
سمة التواضع والبساطة، والأريحية، والابتسامة الدائمة، والنظرة الثاقبة، والحكمة التي ينهل منها الجميع، كانت هي السمات البارزة في الجوانب الجمالية بشخصية الشيخ زايد، رحمه الله، عبر مضامين هذه الكتاب، والتي تجلت من خلال ابتسامته الدائمة، وحرصه على وشائج القربي والمصير المشترك، والوحدة العربية، والتضامن الخليجي، وتفرده في علاقته الخاصة مع البحرين، قيادة وشعباً، عبر الزيارات المتبادلة، التي لم تقتصر على الزيارات الرسمية، بل كانت هنالك علاقات مشتركة في الاهتمامات، كالشعر، والقنص، والخيل.
يقدم كتاب «زايد والبحرين» نظرة متفحصة من حيث نشأة العلاقة وتطورها، خصوصاً في علاقته الفريدة والمميزة مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، كيف تصف هذه المحطات المتفردة؟
العلاقة المميزة بين البحرين والإمارات ممتدة منذ مئات السنين، لكنني في هذا الكتاب رصدت ووثقت مرحلة مهمة من تاريخ الإمارات، وهي فترة حكم الشيخ زايد رحمه الله، منذ أن أصبح حاكماً لأبوظبي، وبعدها رئيساً للدولة، وتبين صفحات كتاب «زايد والبحرين» هذه العلاقة المتفردة على كافة الصعد، التي لم تكن على مستوى القيادات فحسب، وإنما امتدت العلاقة بين الشعبين، فالعلاقات البحرينية الإماراتية اتسمت بالتعاضد التاريخي وتعد نموذجاً راسخاً وقوياً منذ أن أسس هذا النهج المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.