الكاتبات الإماراتيات ما زلن يُدهشن الساحة بغزارة ما يقدمنه من كتب وروايات سواء للكبار أو الأطفال، وفي شتى المجالات، وهو نتاج طبيعي لدولة تعيش هذا التطور المذهل في العلم والتعليم والثقافة، حتى وضعت بصمة متميزة في المشهد الثقافي العالمي، لا المحلي فقط.

 

والكاتبة والروائية الإماراتية شيماء المرزوقي مشغولة بأوراقها وأفكارها التي سرعان ما تحولها إلى كتب، أو مجموعة قصصية تمكنت من خلالها الوصول إلى عقول وقلوب الصغار قبل الكبار.

وبالحديث عن آخر كتبها تشير إلى عنوان يدعو إلى التوقف قليلاً عنده قبل قراءة الكتاب، وهي رواية «إنسال» ذات الطابع الخيالي، والتي تتقاطع مع الواقع بشكل واضح وأساسي، وهي موجّهة للفتيات والشباب، لأنها تتناول مواضيع انصهروا بها في هذا العصر.

وباتت جزءاً من تفكيرهم، مثل استخدام التقنيات الحديثة وخاصة وسائل الاتصال، و«إنسال» عنوان مبتكر، حاولت الكاتبة من خلاله دمج الإنسان، والإنسان الآلي - إن صح التعبير - مفردة «إنسال» تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: إنس، أما القسم الثاني: آل، والأول يعني إنسان، والثاني يعني آلي، واستغرقت كتابة الرواية ما يقارب 6 أشهر، بالإضافة إلى 3 أشهر من المراجعة والتأكد من صحة المعلومات.

بدايات مبكرة

بدأت الكتابة منذ وقت مبكر من عمرها، وجدت التشجيع والدعم من الأسرة ومعلماتها، وفي المرحلة الجامعية أخذت رغبة الكتابة والتأليف تكون أكثر جدية، فطوّرت نفسها من خلال الورش المتخصصة والقراءة.

لدى شيماء تنوع في نتاجها، فقد كتبت قصة الطفل ونشرت أكثر من 35 قصة حتى الآن، ونشرت لها حتى الآن 5 روايات، فضلاً عن كتب تحمل آراء في عدة قضايا مجتمعية وثقافية ومعرفية، مثل كتاب «منذ متى تطير الخفافيش تحت الشمس»، وكتاب «عظماء انتصروا بالخير»، وكتاب «محطات مع الأفكار»، و«لا يعلمون أنهم عظماء»، ورواية لليافعين بعنوان «سافر بعقلك».

وأخرى بعنوان «معركة الثغرة الأخيرة»، ومجموعة قصصية «الراقص»، وقصص الأطفال منها «المنطاد العجيب أصغر طبيبة في العالم، وأنا أستطيع، والمشروع الجديد وهي مترجمة للغة الإنجليزية أيضاً، وأنا أحب أمي وأبي، وقصة بابا زايد، ورحلة ورقة، وحديقة الزهور التي ترجمت أيضاً للإنجليزية، ولا تخف أبداً من الظلام، وموزة وكتابها الذكي، وميثاء في متحف الاتحاد»، بالإضافة إلى رواية زعفران للكبار.

كتب الأطفال

وحول غزارة إنتاجها في مجال أدب الأطفال، أكدت المرزوقي أن لديها غزارةً في الكتابة للطفل، كونها أنهت دراستها الجامعية في تخصص «طفولة مبكرة، ومرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية»، وهذا جعلها ملمّة بالكثير من احتياجات الطفل، وأيضاً فهم نفسيته، فضلاً عن كتابتها لعدة مقالات تربوية موجّهة للأب والأم.

وحول تفاعل الأطفال مع كتبها تقول: «جميل تفاعل الأطفال، خاصة عندما ألتقيهم في مناسبات عامة، وعندما أقوم بقراءة بعضٍ من القصص عليهم، وأعتقد أن الساحة ما زالت بحاجة للمزيد من الكتابة للطفل».

صعوبات

وبالحديث عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في الكتابة للطفل، ذكرت أن الكتابة لهم تختلف عن غيرها من الكتابات، فعندما يتم تأليف قصة للطفل، يجب مراعاة المرحلة العمرية، وأن تكون المفردات المختارة وفق السّياق وغير معقدة ومبسّطة، وهناك جانب الرسم والذي هو فعلاً عقبة وصعوبة ماثلة تواجه كل من توجّه نحو هذا المجال، إضافة إلى صعوبة التوزيع، فعثرات توزيع الكتب بصفة عامة وكتب الأطفال بصفة خاصة ماثلة وواضحة على الرغم من تفاؤلي كثيراً بالمشهد الثقافي في الدولة، إذ ترى فيه حراكاً معرفياً وثقافياً نتيجة الكمّ الهائل من الكتب التي يتم نشرها، وتزايد أعداد دور النشر، ما يدعو للتفاؤل.

ورش

وأكدت المرزوقي أنها تعمل حالياً على كتاب علمي موجّه لليافعين، ولكن يمكن للكبار أيضاً الاستفادة منه، إذ سيكون محمّلاً بالمعلومات والصور اللازمة، وأنها حاولت أن يكون مختلفاً وجاذباً لهذه الشريحة من العمر، كما تخطط لإقامة عدة ورش في مجال الكتابة للطفل بصفة خاصة، والكتابة الإبداعية بصفة عامة.