«ليس الحاضر سوى انتقام الماضي»، بهذه العبارة، تفتتح المؤلفة الكورية الأمريكية، إي جيه كوه، مذكراتها «لغة الآخرين السحرية»، مستندةً إلى معتقد كوري قديم، يقول إنك تولد لتكون أحد والدي الشخص الذي آذيته بقسوة.

وتقدّم «كوه» مادةً مثقلةً لشابة تكتب عن عائلتها، وتمزج فيها الكثير من قصص صدام الأجيال، والعيش في أميركا بعيداً عن والديها. وفي حين أنها أنهت الكتاب بملاحظة عن التسامح، فإن الأسلوب النثري للعمل ككل، يذهب بالقارئ إلى أهوال الأفكار الانتحارية أيام المراهقة، مروراً بنجاة جدتها من مجزرة جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية.

أوتار عالمية

تنجح «لغة الآخرين السحرية»، بابتعادها عن الوحشة والفضائحية، بأن تساعدنا، كما تفعل المذكرات، على فهم الرحلات المختلفة في البحر الشاسع الذي نطفو فيه.

ويبقى التحدي الأكبر، في ظل استمرار شهرة كتب المذكرات، بأن يتمكن المؤلف من العزف على أوتار عالمية النطاق، عبر تجارب تظل في الصميم شخصية بقوة. فكيف تمكنت «كوه» الشابة من أن تعرف أن قصة حياتها تستحق أن تكتب في مذكرات، وكيف تلافت لعنة كتّاب المذكرات، ودرأت عنها خطر الاستغراق في الذات؟.

«خلافاً للسيرة الذاتية، أشعر بأن المذكرات يمكن حصرها بعدد من السنوات، واختصارها وعدم اكتمالها. تجارب طفولتي فريدة من نوعها، لكن المشاعر عالمية. ولطالما عرفت، سواء كنت قادرةً على التعبير عن ذلك وقت الكتابة أم لا، بأنه لا بدّ من استكمال الكتاب.

أما إذا ما كنت أؤمن بأني قادرة على القيام بذلك أو لا، فقلت لنفسي إنه عليّ القيام بذلك»، بهذا تجيب «كوه»، التي سبق أن نشرت مجموعة قصائد، وحصدت جائزة محرري بيلياديس الصحافيين.