يحتوي كتاب "واقع الصناعات الحرفية.. الحاجات والتحديات"، لمؤلفيه: الدكتور زاهي ناضر وفرحان صالح، على باقة متنوعة من الموضوعات والقضايا التي تتعلق بالصناعات الحرفية في بلدان غرب آسيا، إذ يتضمن معلومات شاملة عن واقع الصناعات الحرفية أو اليدوية في تلك الدول، والتي توجد بها بعض الحرف المذكورة، وهي مثل: مصر، المملكة العربية السعودية، فلسطين، لبنان.

ويشير المؤلفان، في مقدمة الإصدار الجديد للكتاب( 2012)، وهو الطبعة الثانية منه، إلى أن انتشار الكتاب في طبعته الأولى، بقي محصوراً في بعض المكتبات المتخصصة، ما يؤشر إلى أنه لم يتمكن الحرفيون والمهتمون في هذا الشأن التنموي، وكذا عامة الناس، من الاستفادة من الكتاب. وهذا ما دفع بلجنة (الاسكوا)، إلى أن يعاد طباعته في مصر، ليكون في متناول قطاع كبير بمصر (القطاع الحرفي)، وهو القطاع الذي يلقى الاهتمام والتقدير في العالم كله.

ويلفت الكاتبان إلى أنه لكل حرفة سرها الخاص الذي يمكن التعرف عليه بالممارسة والخبرة، وكلما زادت الممارسة، ازدادت الخبرة، وبذل مجهود أقل في العمل. ومن هنا يلزم تقدير الجهد الذي يبذله الحرفيون، في محاولاتهم الدؤوبة للتمسك بمهنتهم.

ويلفت المؤلفان إلى أنه يصعب التعرف على جذور تلك الحرف في البنية الاجتماعية الإنسانية، وتحديد ظروف نشأتها، أو موطنها الأصلي، كون البعض منها ملازماً لمقومات العيش، واستمرارية الحياة، والتكيف مع البيئة. كما أن مصادر الحرف متعددة، ومتابعة تطورها يكشف عن فكرة تراكم المعارف وتوارثها.

وينتقل الباحثان إلى الحديث عن أقسام الصناعات الحرفية على مر العصور، طبقاً لرؤية العلماء والمتخصصين، وكذلك التطرق إلى ماهية تشكيلها ومواردها وطريقة تصنيعها وكيفية استخدامها، والظروف المحيطة بها، قديماً وحالياً، ومن بين ذلك:

أولاً، الحرفة والأرياف. ثانياً، المدن والتنظيمات الحرفية. ثالثاً، ظروف الانحدار وأزمة القطاع الحرفي، فمع ظهور الثورة الصناعية في الغرب، في القرن الـ19، وانتشار أثرها في عالمنا العربي في القرن الـ20، تغيرت أنماط الإنتاج والمعيشة، بسبب النظام الجديد وعماده "الآلة الميكانيكية".

وفي ظله انهار النظام الاقطاعي القديم، وتراجع القطاع الحرفي، وقل عدد العاملين به. ورابعاً، من الوظيفة الاستهلاكية إلى التزينية. وخامساً، إعادة الاعتبار والتأهيل: توجد، حالياً، محاولات جادة لتجاوز أزمات القطاع الحرفي، وفق رؤية مجتمعية، ويشار دوماً إلى أن استمرارية بعض تلك الحرف دليل عملي على القيمة الإبداعية لمنتجات هذا القطاع. وفي "مقومات الاهتمام بالصناعات الحرفية"، يوضح الكتاب أنهأصبحت تلك الحرف، جزءاً من التراث الشعبي والذاكرة الجماعية.

ويقدم الكتاب، جملة تعريفات للحرفة، منها: " الصناعة التي تستخدم المهارة اليدوية، وأدوات عمل بسيطة، في إنتاج سلع بسيطة تتسم بالإبداع الشخصي والتجربة والخبرة المتوارثة، ولا تخضع لأي تقسيم دقيق للعمل".

ويفرد الكتاب جانباً موسعاً للجانب العملي في هذا الخصوص، إذ يتطرق إلى الجانب التطبيقي للحرف في لبنان ومصر والسعودية وفلسطين.

 

المؤلفان في سطور

 

يعمل الدكتور زاهي ناضر، الباحث والكاتب اللبناني، أستاذاً جامعياً متخصصاً في مجالي الفلسفة والأدب. وهو عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين- وأمين عام الهيئة التأسيسيّة لاتحاد الفلكلوريين العرب.

كما أسس الدكتور فرحان صالح، وهو كاتب وباحث وناشر لبناني، حركة (الحوار الثقافي)، التي تهدف إلى الاهتمام بالتراث الوطني ومتابعة كيفية تفكير الطبقات الشعبية، وبالتالي رسم صورة للشخصية التقليدية للبنان.

 

 

الكتاب: واقع الصناعات الحرفية.. الحاجات والتحديات

تأليف: الدكتور زاهي ناضر، الدكتور فرحان صالح

الناشر: هيئة قصور الثقافة- 2012م

الصفحات: 328 صفحة

القطع: الكبير