يُسلّط كتاب «حقوق الإنسان.. مفاهيم وآليات»، لمؤلفه معتوق عبدالله الشريف، الضوء على بعض مفاهيم وآليات حقوق الإنسان، ذلك من خلال دراسة هذه الثقافة عبر البرنامج الدراسي الأول في العالم العربي: « شباب من أجل حقوق الإنسان »، الذي شارك فيه المؤلف. وكان البذرة الأولى، كما يذكر الشريف في مقدمة الكتاب، للانخراط في هذا المجال الإنساني التطوعي.

التطور التاريخي لحقوق الإنسان، ونظام منظمة الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان. هو العنوان الذي يقوم عليه الفصل الأول من الكتاب. إذ يبحث في النشأة الأولى للمنظمة، وعن الإنسان والحريات الأساسية للجميع، بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين. ولا تفريق بين الرجال والنساء، ومراعاة تلك الحقوق والحريات فعلا.. ثم فقرة تتحدث عن نشأة القانون الدولي لحقوق الإنسان بعد مخاض تاريخي متدرج..

ويتحدث عن البذرة الأساس لتلك الفكرة. فبعضهم ردها إلى التشريعات الأولى في الحضارات الفرعونية وحضارة ما بين النهرين والهيلينية (اليونان والرومان)، رغم ان هذه الحضارات كانت تُعلي من شأن السلطة الدينية على حساب حقوق الأفراد، وكانت تقوم على تقسيم الأفراد الى طبقات اجتماعية. وهذا بينما كانت الجذور الروحية لحقوق الإنسان تتمثل في تعاليم الديانة المسيحية والديانة الإسلامية.

ويناقش المؤلف: حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويقدم تعريفات عديدة حول هذه النقطة، ومنها تعريف للفائز بجائزة نوبل عام 1968م، البروفيسور الفرنسي رينيه كاسان، رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان آنذاك -، والقائل بأنها:« فرع خاص من فروع العلوم الاجتماعية، يعنى بدراسة العلاقات بين الناس، استناداً إلى كرامة الإنسان، بتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار كل كائن إنساني».

ينتقل الكتاب، بعدها، ليقدم نبذا مختلفة تتعلق بالقانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة ومقدمات سبقتها، كما في مؤتمر «دومبارتون» عام 1944م، ثم ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945م.

ويذكر المؤلف، عقبها، العدد الكبير من أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة بحقوق الإنسان، والتي تشمل مجلسي الأمن والجمعية العامة واللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات واللجنة المعنية بمركز المرأة. وهي كلها تستمد سلطاتها من ميثاق الأمم المتحدة. ثم يتطرق إلى: آليات عمل منظمة الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، الشرعية الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقيمة القانونية لهذا القانون، الإصلاحات الجديدة على هذه المنظومة والانتهاكات والمخالفات التي تتعرض لها.

ولا يغفل الشريف، الحديث عن موظفي حقوق الإنسان وآلية العمل وبعض الأمثلة المتنوعة عن المهمات التي تناط بهم، كالتحقيقات الدولية وحماية الشهود وضحايا التعذيب والتعامل مع شهادات النساء والخشية من الضغوط التي ربما يقعن تحت سطوتها.

يذكر المؤلف فقرات تتعلق بـ: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المنظمة الدولية للهجرة، برنامج الأغذية العالمي. ومن ثم ينتقل إلى مناقشة موضوعة بناء استراتيجيات التمكين. فيستشهد في بداية الفقرة بباسكال. إذ ينقل عنه قوله: « إن العدل والقوة يجب أن يجتمعا سوياً، ليصبح كل ما هو عادل قوياً، وكل ما هو قوي عادلاً».

ثم يشرح المؤلف ماهية الوعي السياسي وبعض أنواعه وعناصره الأساس، كمعرفة طرق عمل النظم السياسية والاقتصادية، وإدراك الأحداث الجارية والتاريخية، والحقوق والمسؤوليات والتضامن مع الجماعات المستبعدة. إضافة إلى: مفهوم الوعي السياسي كأسلوب خاص لرؤية العالم والاهتمام به، القيام بدور فيه يقوم على فهم للحقوق والعدالة، إدراك للسلطة والظلم القائم في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ثم يتناول موضوع أهمية عملية الحوار وطرح المشكلات للدراسة.. ومن ثم العمل على حلها.

يختتم الكتاب بذكر بعض المعايير والمواثيق والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي منها ما هو غير ملزم، ذلك مثل: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، معايير لبعض الهيئات الحكومية الدولية الإقليمية في الأقاليم التي تشملها (كمنظمة الوحدة الإفريقية)، المحكمة الجنائية الدولية.

المؤلف في سطور

 معتوق عبد الله الشريف. كاتب وصحافي وباحث سعودي. حاصل على شهادة الماجستير من جامعة أم القرى.. والبكالوريوس في علم المكتبات والمعلومات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1996م. وهو عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ومحرر ثقافي في صحيفة «عكاظ».

الكتاب: حقوق الإنسان.. مفاهيم وآليات

تأليف: معتوق عبد الله الشريف

الناشر: دار مدارك للنشر والتوزيع دبي2013

الصفحات: 248 صفحة

القطع: المتوسط